لندن :صوت الهامش
تعرض المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية، لويس أوكامبو، هو وزوجته، لوتشيا أوكامبو، للتوقيف بأحد فنادق العاصمة البريطانية لندن، على خلفية اتهامات بتلقي رشاوي من شخصيات أفريقية رفيعة المستوى.
وتعقيبا على عملية التوقيف، قال المسجل العام للجنائية الدولية، هيرمان فون هيبيل، إن المحكمة قررت التحقيق مع المشتبه بهما بعد تجميع الأدلة ضدهما على مدار شهر – حسب تقرير نشرته شبكة (سي سي تي إن) اطلعت عليه (صوت الهامش).
وأوضح هيبيل، أن أوكامبو متهم بجمع ثروة من المال عبر إسداء النصح لشخصيات تخشى الملاحقة على خلفية الاتهام بارتكاب جرائم حرب، وعبر امتلاكهما (أوكامبو وزوجته) شركات ملاذ ضريبي خارجية. وستحدد المحكمة ما إذا كان أوكامبو وزوجته قد استخدما شركاتهما لتلقي رشاوي من شخصيات أمثال معمرالقذافي الليبي وأوهورو كينياتا الكيني.
وإبان توليه منصبه، كمدع عام للمحكمة الجنائية الدولية، استهدف أوكامبو محاكمة شخصيات رئيسية هي: الأوغندي جوزيف كوني قائد ميليشيا جيش الرب، والرئيس السوداني عمر البشير -كليهما على خلفية الاتهام بارتكاب عمليات إبادة جماعية- إضافة إلى الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس الكيني أوهورو كينياتا ونائبه وليام روتو على خلفية اتهامهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وفي الـ 15 من أغسطس 2015، وبعد مرور شهرين من مغادرته منصبه، كمدع عام للمحكمة، تم رصد تحويل مبلغ بقيمة 50 ألف دولار أمريكي إلى حساب المحامي الأرجنتيني لويس مورينو أوكامبو في مصرف “آي بي إن أمرو” الهولندي. وتم تحويل المبلغ من أحد الحسابات في سويسرا، وتم إرساله إلى أوروبا عبر شركة “تاين باي” الواقعة على بُعد 9 آلاف كيلو متر من بنما.
وفي الشهر التالي لذلك، تدفقت المزيد من الأموال؛ حيث تم تحويل نحو 140 ألف دولار على الأقل لنفس الحساب المصرفي في هولندا ولكن على دفعات متعددة- عادة من بنما وعبر سويسرا.
وبحسب السجل التجاري في بنما، فإن شركة تدعى “فيرمان مانيجمنت” عملت كممثل عن شركة “تاين باي”. لكن وثائق -حصل عليها موقع التحقيقات الفرنسي (ميديا بارت) وقامت بتحليلها صحيفة (دير شبيجل) الألمانية وصحفيون من شبكة التعاون الاستقصائي الأوروبي (إي آي سي)- هذه الوثائق كشفت عن أن مَن يقف وراء شركة “تاين باي” في بنما هما: كامبو وزوجته لوتشيا.
وكانت المدعية العامة الحالية للمحكمة الجنائية الدولية فاتوا بنسودا أسندت لاثنين من فريقها مهمة التحقيق في قضية أوكامبو، مؤكدة أن العدالة ستأخذ مجراها في هذا الصدد. وقالت بنسودا: “بصفتي مدعية عامة للمحكمة، فإني أنظر لتلك الاتهمات بعين القلق وأتعامل معها بحذر شديد جدا”.
جدير بالذكر، أن لويس غابرييل أوكامبو، هو محام أرجنتيني والمدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية. وقد غادر منصبه بعد قضاء تسع سنوات غير قابلة للتجديد عام 2012، لتخلفه نائبته فاتوا بنسودا.