واشنطن _ صوت الهامش
وصف تقرير إخباري نشره موقع “وور إز بورينج” الأمريكي، ما يبدو تقاربا في العلاقات بين واشنطن والخرطوم مؤخرًا، بأنه “تحالف غير متوقع”.
ورصد التقرير ،الذي اطلع عليه (صوت الهامش)، قيام ألكسندر لاسكاريس -الدبلوماسي الأمريكي الذي يعمل لصالح القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) التي تتخذ من شتوتغارت بألمانيا قاعدة لها- بزيارة للسودان في الـ 9 من أغسطس الجاري من أجل عقد سلسلة من الاجتماعات مع مسئولين عسكريين ودبلوماسيين.
وتأتي زيارة لاسكاريس وسط خطوات تقارب تدريجي تجلت على سبيل المثال في إعادة افتتاح الحكومة السودانية لمكتب الملحق العسكري في سفارتها بالولايات المتحدة بعد إغلاق دام 28 عاما، وتعيين واشنطن في ذات التوقيت ملحقا عسكريا في سفارتها بالخرطوم؛ ولقاء وفد من مسئولين عسكريين سودانيين مع قيادات (أفريكوم) في شتوتغارت الألمانية في شهر أبريل الماضي.
وأكد التقرير أن واشنطن والخرطوم ليسا حليفين طبيعيين؛ فالحكومة السودانية ذات تاريخ طويل من عقد صفقات الأسلحة المشبوهة وارتكاب عمليات إبادة جماعية وإيواء إرهابيين أمثال أسامة بن لادن وكارلوس الثعلب.
ونبه التقرير إلى أن ابن لادن خطط لضرب مركز التجارة العالمي عام 1993 من السودان الذي صنفته الولايات المتحدة بعد ذلك بلدا داعما للإرهاب؛ ومن الممكن أيضا أن يكون أتباع ابن لادن قد شاركوا في الحرب الأهلية السودانية إلى جانب الرئيس عمر البشير.
ولفت التقرير إلى أن الخرطوم لم تكد توقع اتفاقية سلام مع انفصاليي جنوب السودان حتى اشتعلت ثورة في إقليم دارفور الجنوبي جابهها البشير بحرب جوية دموية وشرع في تسليح ميليشيات عربية تعرف باسم الجنجويد وهو ما تمخض عن أعمال عنف وصفتها حكومة الولايات المتحدة بأنها “عملية إبادة جماعية” سقط جراءها أكثر من 400 ألف إنسان فيما تشرد الملايين.
وأشار التقرير إلى ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية للبشير على خلفية ارتكابه جرائم في دارفور؛ وتواجه حكومة البشير اتهامات باستخدام أسلحة كيماوية في دارفور وبالانخراط في قتال دموي في جبال النوبة شرقي السودان، حيث يقصف الجيش الحكومي بشكل منظم المدارس، وحيث العنف والمجاعة تسببت في وفاة أعداد لا حصر لها.
وبحسب بعض الإحصائيات، فإن البشير خصص نسبة 70 بالمائة من ميزانية السودان للعام 2016 للإنفاق العسكري، وتعتبر الصين وإيران من بين مموليه الرئيسيين بالأسلحة؛ كما اكتسبت الخرطوم سمعة بكونها منفذا نوعيا لإعادة بيع الأسلحة لأمراء الحروب والجماعات المسلحة المعارضة عبر أفريقيا؛ وإبان الحرب الأهلية الأوغندية، كان السودان أحد الموارد الرئيسية لتسليح جيش الرب بقيادة جوزيف كوني.
ونوه التقرير، عن انه على الرغم من علاقاته الممتدة مع إيران، إلا أن السودان عزز روابطه مع عدو طهران اللدود: السعودية التي انضوى الجيش السوداني تحت لوائها في حرب اليمن ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
وأثناء زيارته للخرطوم، ناقش الدبلوماسي الأمريكي لاسكاريس مع مسئولين سودانيين مسائل كالإرهاب والاتجار في البشر؛ وقد دفع الكثيرون من السودانيين -لا سيما الدرافوريين- أموالا لمهرّبي البشر ثمنا للعبور إلى لبييا هربا من العنف المستشري في البلاد على أمل الوصول للغرب أو لإسرائيل أو مصر.
ولفت التقرير إلى أن السودان كان بين ست دول حظرتها إدارة ترامب من السفر إلى أمريكا التي هي الآن تحظر استقبال لاجئين من دارفور وجوبا؛ ومع ذلك يبدي مسئولون أمريكيون وسودانيون الآن رغبة في السعي على صعيد تقارب العلاقات؛ وقد صرح رئيس الأركان السوداني عماد الدين مصطفى عدوي لصحفيين صينيين أن مسئولين أمريكيين وجهوا دعوة إلى قوات سودانية لحضور مناورات النجم الساطع في مصر.
في غضون كل ذلك، يتساءل البعض في الولايات المتحدة عما إذا كان التحالف مع نظام ارتكب عملية إبادة جماعية هو التصرف الصائب.