أقام إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة بمشاركة بعض منظمات المجتمع المدني فعالية بمناسبة مرور ثمانية أعوام على صدور مذكرة إيقاف عمر البشير بواسطة محكمة الجنايات الدولية، وقد تضمن اليوم تقديم أوراق تتعلق بمواضيع متصلة بملف قضية دارفور. وكانت مدينة ليستر وجمعية ابناء دارفور فيها حاضنة لذكرى هذا العام. ادارة المنصة المتمثّلة في الأمين العام للإتحاد الأستاذ محمد إسحق والأساتذة عثمان حسين وإسماعيل أحمد صابر، قامت بتوزيع الفرص على المتحدثين الذين تقدمهم الأستاذ الصادق على النور رئيس الإتحاد والذي قدم شرح كاملا عن أسباب إندلاع الحرب في دارفور واستهداف إنسان الإقليم من قبل الحكومات المتواترة والتى قد بلغت أوجها بعد مجيئ حكومة الإنقاذ. أيضاً تطرق الصادق في كلمة الإتحاد عن تاريخ محكمة الجنايات الدولية، وبداية التحقيقات في دارفور وجمع الأدلة بين ٢٠٠٢-٢٠٠٥انتهاءً بإصدار محكمة الجنايات مذكرة لتوقيف المتهم البشير للمثول امام المحكمة. في ختام كلمته شدد على ضرورة الوحدة والعمل على طرح برنامج بديل متكامل قادر على تدارك سودان ما بعد زوال حكومة البشير. قدم ورقة عن الذكرى الثامنة للIndictment – الجانب القانوني لقضية دارفور في محكمة الجنايات الدولية، مسار القضية، وأين هي الآن، والسبل لإعادة الملف لحيز التنفيذ. تحدث الاستاذ الصادق عن تاريخ الصراع الدائر بالمنطقة، وذكّر في بدء كلمته بالمنعطفات المهمة في تاريخ جرائم الأنظمة المتعاقبة في دارفور، وسعي تلك الانظمة بما فيها النظام الحالي، بتكوين قوى شريكة لهم في تنفيذ مشروع محاربة إنسان الإقليم، وذكر على سبيل المثال وليس الحصر بطبيعة الجرائم التي وقعت في عام ١٩٨٠، ١٩٨٩، ١٩٩٥-١٩٩٨، حتى تطورت تلك الفظائع بشكل ممنهج عام ٢٠٠٢، وهو العام الذي إعتمدته محكمة الجنايات الدولية كنقطة بداية للتحقيقات عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية والتي بموجبها تم أصدار مذكرة توقيف البشير. لم تفّعل مذكرة التوقيف لأسباب عدة، ولكن لا يعني ذلك في اي حال من الأحوال انتهاء صلاحياتها، فأمثلة حول العالم منها رواندا وكوسوفو برهنت أن العدالة تأخُذ مجراها ولو بعد أمد. الاستاذ أحمد عيسى نائب الامين الشؤون الإنسانية، قدم ورقة عن التغيير الديمغرافي الذي حدث في مناطق الحرب، ذاكراً بذلك أمثلة لهذا اتغيير في شمال افريقيا في التاريخ القديم مروراً بالسودان، وذكر الأساليب التى اتبعها النظام الحاكم في السودان تمهيدا لتغيير ديمغرافي في بعض المناطق بدارفور، من تلك الأساليب محاربة الثقافات، خلق الفتن والنعرات بين القبائل، التهميش، إعلان الحرب بشكل رسمي، التهجير القسري واستجلاب سكان جدد في المنطقة والزج بالسكان الأصلين في سجون كبيرة تعرف بالمعسكرات. ختم حديثه بالحادثة الاخيرة في منطقة كوقلي وإستحداث نظارة لعرب الشطّية بالمنطقة من قبل الحكومة. ذكر ايضاً كيف بُثّت روح الفتنة والعنصرية، وكيف انهم حاربوا التنوع والتعدد، والتي تمخض في شح فرص التعليم في الهامش، وايضاً المحسوبية والجهوية في تخصيص وظائف الدولة، وايضاً سلب السودان من ثقافته الافريقية، حتى ان المواطنين اصبح تعاطفهم يكون مع مواطني دول العالم العربي دون الافريقي، وكيف ان هذه الروح تدرّس في مناهج المدارس وتبني منذ الصغر في الطفل حب الانتماء البعيد لعرق لا يمت له بصلة. شدد على ضرورة الوحدة، لتكون مظلة المعارضة بشقيها المسلح والمدني كتلة واحدة قادرة على إسقاط النظام ومحاكمة كل من إقترف جرم في حق الشعب السوداني ولا سيما مناطق الهامش. كلمة ملهمة وملهبة قدمتها أستاذة سعدية إسحق ممثلة المرأة بجمعية دارفور بليستر، قدمت في بدايتها الشكر للمجتمع الدولي متمثلا في المحكمة الجنائية الدولية لما بذلته من وقت وجهد في سبيل حماية الانسانية من اﻷنظمة الدكتاتورية الدموية .. آمِلة ان يتم القبض علي الدكتاتور عمر البشير في القريب العاجل. تقدمت ايضاً بالشكر للحكومة البريطانية والمنظمات الانسانية .. لتقديمهم كل الدعم والمساعدة ، وتوفير كل سبل الحياة الكريمة ، لطالبي اللجوء الهاربين من جحيم الحروبات .. دعت أستاذة سعدية ان على من لجؤوا الى المملكة المتحدة ان يستفيدوا من كل الفرص الأكاديمية المتاحة والمتوفرة … يجب على الجميع ألا بكتفي بالقليل ، بل يجب ان تتوسع الطموحات وان نرتقي السلم التعليمي للوصول إلى أعلى الدرجات الاكاديمية .. ونيل ارفع الشهادات العلمية .. وحثّت الشباب والمرأة الى تحقيق هدف التعليم والإرتقاء بالنفس سواءً .. رسالة استاذة سعدية الخاصة لبناتنا واخواتنا …. أن ثلاث أمور تزيد المرأة اجلالا .. الأدب .. العلم .. والخلق الحسن، وقالت ان المرأة مثل العشب الناعم ينحني امام النسيم ولكنه لا ينكسر للعاصفة ..فدعتها ان تكون قوية بعزيمتها و إرادتها وطلبت من المجتمع الذكوري دعم المرأة ومساعدتها لكي ترتقي الى أعلى الدرجات في كافة المجالات ، لانها قادرة على البذل والعطاء د. صلاح بندر ذكر الحضور بالترحم على كل من الباشمهندس محمد زكريا ترقوني والأستاذ فيليب نيرون لما قدماه كلاهما من خدمة قضية أهل السودان العادلة في المجال الاعلامي والمجال الإنساني. ايضاً تحدث عن ان مشكلة السودان بدارفور ليست بالجديدة، ومليشيات الجنجويد قد بدأت من حكومات عهود الديمقراطية لكنها بلغت مراحل بشعة جداً في عهد حكومة البشير. أرسل د. صلاح إنتقادات للقوى المعارضة السودانية وكيف انها نسيت يوم الرابع من مارس ودلالاته، وحث الجميع على نبذ العنصرية والتكتلات وجمع الصف والكلمة لان المشكل السوداني في دارفور لن يحل في دارفور، ولن يحله أهل دارفور بنفسهم، وان أن حلول الانفصال لا يمكن ان تحل جذور المشكلة وهناك أمثلة يمكن ان نتعظ منها. أستاذ عبدالملك العبيد الأمين السياسي الحزب الشيوعي السوداني وممثل قوى الإجماع الوطني ترحم على ارواح الشهداء، وقال ان القضية تمس أهل السودان قاطبة، وأنها قضية بلد وليس إقليم، وتوحد المعارضة بكل ألوانها ومناهجها تعجل من إسقاط النظام، وأشار إلى انه من الأهمية ان تقوم كل المكونات المدنية والسياسية بإحياء الذكرى والوقوف على جرائم النظام بمواصلة العمل الدبلوماسي لإسماع العالم وللضغط على الحكومة لإيقاف قتل الأبرياء في مناطق الحرب. أكد استاذ عبدالملك ان الحوار مع نظام البشير يساعد على إبقائه ولا مجال لحل مشاكل السودان إلا بإسقاط النظام. الاستاذ نجم الدين إدريس رئيس جمعية ابناء دارفور بليستر رحب بالحضور بدار الجمعية، ذاكراً انها المرة الأولى التى ييحي فيها إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة فعالية بمدينة ليستر وأكد الجمعية جزء لا يتجزء من الإتحاد. حث الحضور على الوقوف على الكم الهائل من الضحايا بالإقليم وبقية أنحاء السودان وكيف لمجرم مثل البشير ان يتمتع بحماية إقليمية بعد إقترافه جرائم إبادة جماعية، وتطهير عرقي وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. حث نجم الدين الشباب والقادمون الجدد على ضرورة تطوير أنفسهم ومجتمعاتهم وتقديم قضية اهلهم في جميع المنابر. تخللت الخطابات من التنظيمات المختلفة فقرات شعرية ألهبت وحمست الجماهير الحاضرة أمين الشؤون الإنسانية بالإتحاد الاستاذ عبدالماجد سليمان تحدث عن الوضع الإنساني داخل معسكرات النزوح داخل السودان واللجوء بدول الجوار الإقليمي، ومعاناتهم اليومية، والمضايقات التى يلقوها داخل معسكرات النزوح، وخصوصاً فئة النساء عند خروجهن للإحتطاب وجلب المياه حيث يتعرضن للاغتصاب من جيش ومليشيات البشير، الرئيس الهارب من العدالة الدولية. تحدث ايضاً عن أهمية الوقوف على حال أهل السودان في معسكرات اللجوء والنزوح وتوحيد الصف والكلمة لإعادة ملف القضية السودانية في كل مناطق التضرر إلى المجتمع الدولي. تحدث عن المسؤولية المُلقاة على عاتق كل سوداني وسودانية داخل الوطن وخارجه، وانها لم تعد فرض كفاية، يقوم بها البعض وتسقط عن البعض. الاستاذ صديق أحمد رئيس المجلس التشريعي للإتحاد تحدث بشكل موجز ومباشر مع الشباب الحضور في الفعالية عن أهمية تذكر اهلهم والمكان الذي جاؤوا منه ولماذا هم هنا. وان عليهم عدم مجاراة الأشغال فقط ولكن ان يسعو وراء العلم وان يطوروا أنفسهم حتى اذا جاء توقيت العودة عليهم ام يكونوا جاهزين العطاء لتطوير مجتمعاتهم وبلدهم الام. وأيضاً وان وجد الوقت في الانخراط وراء العمل الطوعي الذي يخدم المجتمع داخل المملكة المتحدة والأعمال الإنساني الذي يخدم إنسان السودان في مناطق الحوجة مناطق الحرب. ترحم استاذ صديق على ارواح الضحايا، اسرهم من ثكلى ورُمّل ويتامى وأكد ان النصر للمظلومين والبشير سيلقى جزاء جرائمه وإن طال الزمن. تقدم الاتحاد بشرح أعماله في خلال الفترات الفائتة، من مقابلة الخارجية البريطانية، ومقابلة شخصيات صديقة للقضية السودانية، وايضاً ان الاتحاد كان من ضمن ٤٠ مؤسسة قامت بتقديم ادلة للمجموعة البرلمانية في المملكة المتحدة بخصوص مخاطر استمرار العلاقة بين حكومة البشير وحكومة المملكة المتحدة وتبعاتها على الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وايضاً تمثل تلك العلاقة ضوء اخضر للبشير لممارسة مزيد من العنف ضد الشعب الاعزل في مناطق الهامش، مناطق الحرب وفي السودان عموماً. ومن الناحية الإجتماعية شارك الاتحاد كجسم فعال ومُنظِم لمهرجان السودان بمدينة بيرمنجهام. في الختام شكر الامين العام للاتحاد محمد إسحق الحضور على تلبيتهم الدعوة لإحياء الذكرى الثامنة، أملاً ان يتم تحقيق العدالة المفتقدة في القريب العاجل. أيضاً انتهز الفرصة للتعريف بالاتحاد وأعماله، والخدمات الذي يوفرها الجسم للقادمين الجدد وتوجيههم في بعض الأحيان إلى الجهات المختصة، وذكر الحضور انهم يمكنهم التواصل مع الاتحاد عبر الاتصالات المباشر عبر الهاتف عن طريق الأرقام الموفرة، عبر إيميل الاتحاد، أو من خلال زيارة موقع اتحاد دارفور على الفضاء الإسفيري وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك. وفتحت فرص أسئلة وأجوبة بين الحضور بكل فئاتهم وأعضاء الاتحاد والجمعية حيث كان الحوار هادفاً وفعالاً. يتقدم المكتب التنفيذي والتشريعي لإتحاد دارفور بالمملكة المتحدة بالشكر الجزيل لجمعية أبناء دارفور بمدينة ليستر على إستضافتهم وعلى إحياء قضية أهل السودان العادلة. كلمة رئيس
كلمة الإتحاد – رئيس الإتحاد (فيديو):- https://youtu.be/Z2oBhQdVcZw
ملخص الندوة (فيديو):- https://youtu.be/QWEQVAqDU-g
رابط مباشر (صور وموضوع):-http://wp.me/p77ak4-9L
أُسامة محمود
أمانة الإعلام – إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة
الموقع: https://darfurunionuk.wordpress.com
إيميل: [email protected]
تويتر: @darfurunionuk