الخرطوم _ صوت الهامش
أفاد تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” أنّ مصر والإمارات والسعودية سعت للوصول إلى الجيش عبر قنوات سريّة للحث على الإطاحة بالرئيس عمر البشير، مع ازدياد شعبية المظاهرات في بداية هذا العام.
وقال التقرير أن هذه البلدان الثلاثة اعتبرت البشير عقبة نظراً لعلاقته الوثيقة بالإسلاميين والأتراك والقطريين.
وأشارت أنه أثناء الأسابيع الصاخبة التي سبقت إسقاط البشير في 11 أبريل، وجدت هذه الدول نفسها في صف المتظاهرين المناصرين للديمقراطية. لكن مع احتدام النقاش حالياً بين المجلس العسكري الانتقالي والمتظاهرين فإنّ هذه الدول – على الأرجح – ترى في الجنرالات حلفاءاً بوسعهم استعادة الاستقرار وإبقاء الإسلاميين خارج السلطة.
وأوضح التقرير أن منذ الانقلاب العسكري نجحت مصر في الضغط على الاتحاد الإفريقي لتجنب تعليق عضوية السودان بينما الإمارات والسعودية بدورهما أمّنا مساعدة بقيمة ثلاثة مليار دولار أميركي لمساندة المجلس العسكري الانتقالي.
وأكدت وكالة أسوشيتد برس أنّ التخوف الحقيقي للدول الثلاثة هو تهميش الإسلاميين الذين أداروا انقلاب البشير في عام 1989 وكان لهم اليد العليا في حكمه. وفي هذا الصدد، تقود مصر حملة لا مثيل لها ضد جماعة الإخوان منذ عام 2013 بينما السعودية والإمارات تريا في الإخوان تهديداً لنظامهما الملكي.
مع العلم أن مصر دعمت البشير في البداية حيث أنّ الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبله في القاهرة في يناير، إلا أنّ ذلك كله تغيّر في فبراير عندما تحدى المتظاهرون إعلان حالة طوارئ ومنع التجمعات غير المرخصة. حسب مسؤولي أمن مصريين، أدركت تلك الدول وقتها أنّ “أيام البشير في السلطة باتت معدودة.”
وبحسب التقرير اقترحت مصر أن يستقيل البشير ويغادر إلى السعودية لكن هذا العرض قوبل بالرفض القاطع من قبله.
وأكد التقرير أن الجيش السوداني بدل الحرس الرئاسي الخاص بالبشير وقطع خطوط هاتفه في إشارة إلى أنّ انقلاباً يلوح في الأفق. اشتاط الرئيس غضباً وراح يصرخ، حسبما صرح مسؤولون سودانيون، ليعلن الجيش نهاية حكم البشير الذي استمر 30 عاماً في 11 أبريل.
وقال أن وفد من ثلاثة مسؤولين أمنيين واستخباراتيين سودانيين وصل إلي القاهرة في اليوم التالي والتقوا بمسؤوليين استخباراتيين مصريين، حيث ترأس الوفد نائب مدير جهاز الأمن في السودان الفريق جلال الشيخ .
وقال مسؤول مصري كان حاضراً في الاجتماع أنّ السودانيين تساءلوا كيف ستتفاعل مصر مع احتمال الإطاحة بالبشير وما إذا كانت السعودية والإمارات ستؤمنان دعماً مادياً.
وأردف المسؤول، “أرادوا أن يشعروا بالاطمئنان.”