نيويورك: صوت الهامش
قالت صحيفة الـنيويورك تايمز، إنه بينما تبحث الولايات المتحدة مسألة رفع العقوبات عن حكومة السودان، تأتي اتهامات حكومة الجنوب لنظيرتها في الخرطوم بتزويد المعارضة في الجنوب بالسلاح، كأحد أكثر القضايا المثارة حساسية.
وفي تقرير ميداني لـلأسوشييتد برس، قال مقاتلون منشقون عن المعارضة الجنوب سودانية وعائدين إلى القوات الحكومية، إن الأسلحة تتدفق من السودان كما يهرب مقاتلو المعارضة إلى الجانب السوداني من الحدود بحثا عن ملاذ آمن.
ويؤكد خبراء أسلحة أن حكومة السودان زوّدت المعارضة الجنوب سودانية بالأسلحة، فيما يعتبر باعثا على القلق في الوقت الذي تبحث فيه إدارة ترامب مسألة رفع العقوبات نهائيا عن كاهل حكومة السودان في أكتوبر المقبل بعد فرضها لنحو دام عشرين عاما لأسباب تتعلق بانتهاكات سافرة لحقوق الإنسان.
من جانبها، تنكر حكومة السودان تسليح المعارضة الجنوب سودانية، وهو ما ترفضه جماعات حقوقية تقول إن تصرفات حكومة الخرطوم ينبغي أن تؤثر على قرار رفع العقوبات.
وقال جون برندرغاست، المدير المؤسس لمنظمة “كفاية” الأمريكية لـلأسوشييتد برس: “إذا لم تستطع حكومة السودان كبْح جماح نفسها عن زعزعة استقرار جارتها الجنوبية على الرغم مما تتوقعه من الولايات المتحدة من وعود إذا هي كبحت جماح نفسها عن ذلك، فلنتخيل الضرر الذي سيحصل حال رفع العقوبات عنها حيث الولايات المتحدة لن يعد بيدها أداة ضغط على السودان لكبح جماح نفسها على هذا الصعيد”.
ولفت التقرير ان عشرات الآلاف لقي مصرعهم في حرب جنوب السودان الأهلية فيما تشرد ملايين، بينما فشلت جهود ضخمة لتحقيق السلام ولا نهاية للصراع تلوح في الأفق.
وفي الفترة بين عامي 2011 و2015، وثقت منظمة أبحاث “كونفليكت أرمامنت” دعم السودان لقوات المعارضة في جنوب السودان، وأن معدات تابعة للجيش السوداني تم الاستيلاء عليها من أيدي جماعات مسلحة غير حكومية في جنوب السودان، وأن حكومة السودان عادة ما تعيد تعبئة الزخيرة أو تقوم بتمويه معلومات الشحن لإخفاء مصدر المنشأ، خصوصا عبر كميات كبرى من الزخيرة الصينية.
وقالت الأسوشييتد برس إنها رأت، أثناء زيارة قريتين على طول الحدود بين السودان وجنوبه، أكواما من الزخيرة مكدسة على الأرض أو مدفونة في خنادق للحدّ من الأضرار حال تعرّضها للتفجير بشكل عارض؛ ويقول الجيش الجنوب سوداني إن تلك الأسلحة تأتي من السودان وقد تم الاستيلاء عليها من مقاتلي المعارضة غير المدربين جيدا في ساحات القتال.
وقال الكولونيل جمس جاتجياث، قائد الجيش في ولاية أعالي النيل، إن “ حكومة السودان تزوّد جيش المعارضة بالمعدات وبكل ما يحتاجه، وقد استولت القوات الحكومية في يونيو على دبابتين من المعارضة كانتا قادمتين من السودان”.
وواضح ثلاثة مقاتلين منشقون عن المعارضة لـلأسوشييتد برس، إن “نحو 500ر8 من مقاتلي المعارضة كانوا متمركزين في قريتين على الجانب السوداني من الحدود، ولقد حصلنا من الحكومة السودانية على أسلحة (كلاشنكوف -47) ورشاشات ومدفعية”.
من جانبها، تقول الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة ستستمر في حثّ حكومة السودان على استمرار التعاون مع واشنطن فيما يتعلق بالتعاطي مع النزاع في جنوب السودان والسعي لوقف الأنساق التاريخية للانتقام المتمثلة في دعم المعارضة المسلحة من جانب السودان وجنوبه كل ضد الأخرى على السواء.