موسكو- صوت الهامش
نشر موقع (رشافيد) الإخباري الروسي تقريرا حول القاعدة العسكرية الروسية المحتملة على ساحل البحر الأحمر السوداني.
ورأى التقرير، الذي اطلعت عليه (صوت الهامش)، أن موسكو بصدد بسط نفوذها استراتيجيا على نحو غير معهود منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.
ورصد دعوةً وجهها الرئيس السوداني، الذي طال أمده في السلطة، إلى الجيش الروسي لتوفير الحماية للسودان ضد خطة أمريكية تستهدف “بلقنة” أو تفتيت السودان إلى خمس دويلات.
كما طلب البشير في زيارته الدعم الروسي في تطوير القوات المسلحة السودانية، مشيرا إلى أن بلاده بموقعها الجيوستراتيجي يمكن أن تعمل كمدخل رئيسي لموسكو إلى أفريقيا إذا ما قرر الجانبان رفْع الشراكة إلى المستوى الاستراتيجي.
وأكد التقرير ما يحظى به السودان من موقع محوري؛ حيث يصل بين شمال وشرق أفريقيا، كما يحظى بسواحل ذات أهمية كبرى لموقعها على الشواطئ الغربية للبحر الأحمر؛ فضلا عن خط سكك حديدي عابر للصحراء الكبرى من بورتسودان إلى العاصمة التشادية تنوي الصين تدشينه ضمن إطار طريق الحرير الجديد، لتيسير حركة التجارة بين غرب أفريقيا والصين.
ثمة زاوية أخرى للأهمية الجيوسياسية في إقامة قاعدة عسكرية روسية في السودان تكمن في أن الخرطوم تقع بين خصمين هما مصر وإثيوبيا ومن ثم فهي في أنسب مكان للاضطلاع بدور الوساطة بينهما؛ وعليه، فإن وجود روسيا في هذا المكان يبوّئها موقعًا لا يُضاهى للموازنة بين الخصمين ومن ورائهما شركائهما الداعمين من دول الخليج، بعد أن امتدت ساحة حرب الخليج الباردة حتى وصلت إلى القرن الأفريقي.
وأشار التقرير في هذا الصدد إلى وجود عسكري للإمارات العربية المتحدة، الداعمة للموقف المصري، في إريتريا ودويلة “أرض الصومال” المعلنة من جانب واحد؛ بينما على الطرف الآخر نجحت دولة قطر في تعزيز علاقتها بإثيوبيا والمتمركزة حول خطط أديس أبابا الطموحة إلى بناء سد مثير للجدل على مجرى نهر النيل الأزرق.
ونبه التقرير إلى أنه، وعبر تعزيز شراكتها مع السودان، تستطيع روسيا إدارة الوساطة ليس فقط بين مصر وإثيوبيا وإنما أيضا بين الإمارات العربية المتحدة وقطر, ومن ثم تأكيد الدور التوازني المميز للقرن الحادي والعشرين الذي تضطلع به الخارجية الروسية.
وأكد التقرير أن تدشين قاعدة عسكرية روسية في السودان من شأنه تمكين موسكو من تعزيز تقاربها مع الرياض بما ستحتله (موسكو) من موقع ودور متميزَين في هذا المضمار الجديد لحرب الخليج الباردة هذه بين السعودية وحلفائها من جهة وقطروحلفائها من جهة أخرى.
كما تستطيع روسيا بفضل مثل هذه القاعدة في السودان أن تعاود الدخول إلى ساحة الشئون الأفريقية بعد انسحابها منها في نهاية الحرب الباردة القديمة.
وشدد التقرير على أن روسيا بفضل مثل هذه القاعدة العسكرية في السودان يمكن أن تعزز نفوذها المتزايد بعد الربيع العربي في شمال أفريقيا وتزيده عُمقا صوب الجنوب على امتداد ساحل البحر الأحمر شرقي أفريقيا، بما يمثل بوابة استراتيجية تصل إلى إثيوبيا.
كما تتيح القاعدة الروسية في السودان موطئ قدم لروسيا قريبا من طريق الحرير الصيني الرابط للساحل والصحراء بغرب أفريقيا.
وأكد التقرير على أن بناء تلك القاعدة الروسية في السودان سيكون خطوة منخفضة التكلفة جدا لكنها مع ذلك مرتفعة العائد، كما أنها ستصب في صالح نظام عالمي متعدد الأقطاب.