تل أبيب: صوت الهامش
وصفت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية تصريحا أدلى به وزير الاستثمار السوداني، مبارك الفاضل المهدي، مؤخرا حول تطبيع في العلاقات الثنائية بين البلدين، بأنه سابقة غير معتادة من مسؤول رفيع المستوى في السودان الذي لا يعترف بإسرائيل ولا تربطه بها علاقات دبلوماسية.
ونوهت الصحيفة في تقرير أطلعت عليه (صوت الهامش) ، عن أن القانون الإسرائيلي لا يضع السودان في خانة الدول الأعداء رغم قِدَم عهد العداوة بين الدولتين ، ذلك أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تحظر دخول مواطنين سودانيين إلى أراضيها، كما أن السودان ظل لسنوات عديدة يحتضن قادة حركة حماس الفلسطينية فضلا عن تحالفه عسكريا وسياسيا لسنوات مع إيران وجماعة حزب الله اللبنانية.
ورصدت الصحيفة إقبالا من جانب القادة السياسيين السودانيين على تغيير التوجّه الرسمي إزاء إسرائيل ومحاولة تطبيع العلاقات معها في محاولة للتقارب من الولايات المتحدة تمهيدًا لرفع العقوبات الاقتصادية عن السودان.
ولفت التقرير إلى أن إيران ظلت لسنوات تستخدم السودان كقاعدة لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، بل إنها أقامت مصنعا ضخما على مقربة من العاصمة السودانية الخرطوم لتصنيع صواريخ طويلة المدى لصالح حركتَي حماس والجهاد الإسلامي.
وأضاف التقرير انه تم تنفيذ سلسلة من الهجمات في السودان بين 2008 و2014 استهدفت قوافل تحمل أسلحة في طريقها إلى قطاع غزة، واستهدفت كذلك سفينة إيرانية محملة بالأسلحة كانت ترسو في ميناء بورتسودان وأيضا مصنع الأسلحة القريب من الخرطوم ، وقد اتهمت حكومة الخرطوم إسرائيل بشن تلك الهجمات لكن الأخيرة لم تعلن أبدا مسئوليتها عنها.
ورصد التقرير في المقابل تباعدًا سودانيا عن إيران منذ أواخر عام 2014 بضغوط من السعودية، حيث أعادت السودان، الملحق الثقافي الإيراني في الخرطوم إلى بلاده كما أغلقت العديد من المراكز الثقافية الإيرانية في السودان الذي انضم لاحقا إلى ائتلاف تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن ، وبعد هجوم على السفارة السعودية في طهران في يناير 2016، قطعت الخرطوم علاقاتها الدبلوماسية تماما مع طهران.
وأكد التقرير أن إسرائيل، غداة ابتعاد السودان عن إيران، بدأت في تشجيع الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي على تحسين علاقاتها مع الخرطوم فيما اعتبره مسؤولون بارزون آنذاك بمثابة رسالة من إسرائيل مفادها أن خطوات السودان الإيجابية ينبغي أن تُكافأ.
هذا واشار التقرير أن من بين الخطوات التي اتخذتها إسرائيل على هذا الصعيد كان اقتراحها على دول أوروبية دعْم السودان في التعامل مع ديونها الخارجية الثقيلة التي تقترب من 50 مليار دولار، عبر إسقاط بعضها عن كاهل الخرطوم.