واشنطن: صوت الهامش
أكد تقرير نشرته مجلة نيو إنجلش ريفيو عمق الارتباط بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم للسودان بقيادة عمر البشير وبين التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، ودعمه السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
ونوه التقرير، الذي اطلعت عليه (صوت الهامش)، عن دعم طويل المدى ووجود للنظام الإسلامي الإيراني في السودان، والذي تجلى في تدشين صناعة الأسلحة وشحنها إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة .
وقد ظلت هذه الحال قائمة حتى 2014 حين تحول السودان عن إيران واتحد مع ائتلاف تقوده السعودية والإمارات يقاتل جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن الذي مزقته الحرب.
ورصد التقرير حكما أصدرته محكمة فيدرالية أمريكية في يوليو الماضي بتغريم حكومة السودان مبلغ 3ر7 مليار دولار إلى أهالي 12 ضحية أمريكية سقطوا في تفجيرات متزامنة تعرضت لها سفارات الولايات المتحدة في كل من نيروبي وكينيا ودار السلام وتنزانيا – رصد التقرير هذا الحكم كدليل على عمق انخراط النظام السوداني في الأنشطة الإرهابية.
وقال التقرير إن أيديولوجية الجهاد بالحركة الإسلامية تمثل الأساس الذي ينطلق منه النظام الحاكم في السودان ويستهدف التطهير العرقي التام للسكان الأصليين من الأفارقة في مناطق الصراع بـ دارفور وجنوب كردفان وولاية النيل الأزرق.
ونبه إلى أنه على الرغم من صدور قراري اعتقال بحق البشير من المحكمة الجنائية الدولية عامي 2009 و2010 إلا أن معظم الدول الإسلامية والأفريقية قد رحبت بزيارات البشيرة متهربين من التزاماتهم بإلقاء القبض عليه وإحضاره للعدالة.
وأشار التقرير إلى أن أعداد القتلى جراء سياسات البشير قد تجاوزت تقديرات الأمم المتحدة التي تشير إلى 300 ألف إنسان وهو الرقم الذي استندت إليه الجنائية الدولية في حكمها، وأن الرقم الحالي ربما يتجاوز الـ 600 ألف قتيل و5 ملايين مشرد محليا وبضع مئات الآلاف ممن نزحوا من دارفور وغيرها من مناطق الصراع ولاذوا بمخيمات اللجوء في دول أفريقية مجاورة.
مؤتمر الحركة الإسلامية في 20 نوفمبر 2012، ألقى علي عثمان محمد طه، الأمين العام للحركة الإسلامية ونائب رئيس السودان آنذاك ، بيانا ختاميا للمؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية بالسودان في العاصمة الخرطوم وسط حضور 4 آلاف عضو وأكثر من 170 وفد أجنبي على رأسهم قادة من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين.
وقد كان من بين الحضور من الجماعة: راشد الغنوشي، قائد حركة النهضة التونسية؛ وخالد مشعل من الجناح الفلسطيني لجماعة الإخوان في حماس؛ ومحمد بديع، مرشد الجماعة في مصر؛ وبشير عبد السلام الكبتي، نائب المرشد العام للجماعة في ليبيا؛ وعلي صدر الدين البيانوني، المرشد العام للجماعة في سوريا؛ وسيد منور من جماعة الإسلام في باكستان؛ وممثلو الحركات الإسلامية من نيجيريا وعدد من دول العالم.
وأنشئت الحركة الإسلامية عام 1999 على يد حزب المؤتمر الوطني في أعقاب صراع على السلطة بين الشيخ الراحل عبد الله حسن الترابي مؤسس ومرشد الثورة الإسلامية في السودان من جانب، والرئيس البشير من جانب آخر – على قيادة نظام المؤتمر الوطني.
وكان الهدف من الحركة الإسلامية هو تمثيل قاعدة سياسية لنظام البشير في حزب المؤتمر الوطني المنضوي تحت لواء جماعة الإخوان المسلمين .
وتضم الحركة الإسلامية جماعات محلية ودولية متعصبة، وهي تتبنى فكرا يستهدف تطبيق تفسير متشدد للشريعة الإسلامية في العالم كله.
وتعقد الحركة الإسلامية سنويا مؤتمرا لتقييم منجزاتها على صعيد برامجها لا سيما ما يتعلق بالجهاد. وكان المؤتمر التاسع للحركة مزمعا في الـ 9 من نوفمبر 2017 وقد تم إلغاؤه في الـ 29 من أكتوبر.
وتقول تقارير إعلامية إن الإدارة الأمريكية طالبت البشير بحظر الحركة الإسلامية مقابل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب؛ وهو ما ينكره البشير.
ولقد تم إلغاء مؤتمر الحركة الإسلامية التاسع لأنه تزامن مع القرار الأمريكي الذي وقعه الرئيس ترامب في الـ 6 من أكتوبر الماضي برفع العقوبات عن السودان.
ونبه التقرير إلى أن إلغاء المؤتمر العام للحركة الإسلامية 2017 لا يعني أن نظام البشير قد نبذ أيديولوجيته الإسلاموية المتطرفة؛ وإنما هذا هو خداع من الرئيس السوداني لإخفاء دعمه المتواصل للثورة الإسلامية الساعية لنشر الأفكار المتطرفة عالميا.
البيان الختامي لمؤتمر الحركة الإسلامية في نوفمبر 2012 أكدت الحركة تبنّيها الأيديولوجية الإسلاموية المتطرفة الخاصة بالجهاد؛ كما أعربت بوضوح عن ازدراء نظام البشير لأي تعامل مع الولايات المتحدة حتى حال رفع العقوبات الأمريكية .
أيضا أعربت الحركة عن رفضها موقف العالم الغربي الرافض للفكر الأصولي الإسلامي. كما أعلنت الحركة رفضها شرعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي – إنها باختصار تدعو إلى إرهاب إسلاموي باسم الجهاد.
واختتم التقرير قائلا إنه وبناء على بيانات الحركة الإسلامية، يتعين على المجتمع الدولي مراقبة نظام البشير وحلفائه في قطر وتركيا وإيران من أعضاء تنظيم الإخوان الدولي.