لندن : صوت الهامش
رصدت صحيفة الغارديان البريطانية ما يعانيه اللاجئون الإريتريون في السودان، من عمليات اختطاف واغتصاب وطلب للفدية.
ونبهت الصحيفة، في تقرير اطلعت عليه (صوت الهامش)، إلى أن ثمة قبيلة اسمها الرشايدة تقطن الحدود الشرقية للسودان، وهي متهمة باختطاف آلاف اللاجئين على مدى السنوات العشر الماضية.
ويقول الخبراء إن الاختطاف يُعدّ تجارة رائجة على طول الحدود الإريترية حيث عشرات الضحايا قد جلبوا لمهربي البشر المحليين مئات الآلاف من الدولارات على مدار السنوات العشر الماضية.
وبحسب الغارديان، فإن المشكلة في ازدياد، حيث يتم احتجاز الإريتريين طلبا للفدية في كل من تشاد وليبيا والصومال وحتى في أمريكا اللاتينية؛ وبعض الإريتريين يتم اختطافهم مرتين أو ثلاث أو حتى أربع مرات أثناء استمرارهم في محاولة البحث عن مكان آمن.
وتقول مورين اصطفانوس، مديرة المبادرة الإريترية حول حقوق اللاجئين، إن المسألة تزداد سوءًا وتتكرر تماما حتى لقد باتت شيئا يوميا معتادا؛ وبالنسبة لهؤلاء الذاهبين إلى السودان، فمن المتعذر أن يصلوا بأمان دونما اختطاف”.
ورأت اصطفانوس، أن اللوم لا يقع على كاهل قبيلة الرشايدة فقط، وإنما أيضا هنالك بعض الإريتريين المتعاونين معهم، إضافة إلى مهربي البشر المتورطين في العملية؛ هذا فضلا عن أن الأمن السوداني متواطئ أيضا وسط تقارير عن بيعه بعض الضحايا الإريتريين للخاطفين.
وأكدت الغارديان أن المختطفين عادة ما يتعرضون للانتهاك الجنسي؛ ومعظم الإريتريين المختطفين تعرضوا لاغتصاب بعضه جماعي على مسمع من عائلات الضحايا هاتفيا بهدف الضغط عليهم لدفع الفدية التي عادة ما تكون أغلى ثمنا في حال الإناث.
ونوهت الصحيفة البريطانية عن أنه وفي عام 2014، أفاد تقرير من منظمة هيومان رايتس ووتش بأن قوات أمن سودانية سلمت عدد 8 إريتريين إلى مهربين لكي يبيعوهم في شبه جزيرة سيناء المصرية؛ فيما يقول الإريتريون إن هؤلاء المختطفين أكثر ما يتم احتجازهم داخل السودان.
ورأت الغارديان أن الاتحاد الأوروبي متواطئ أيضا في هذه التجارة المستشرية للبشر؛ متواطئ عندما يعطي ملايين اليورو لحكومة السودان وغيرها من الحكومات الأفريقية لوقف سيال الهجرة إلى أوروبا؛ ويقول مراقبون إن هذه الأموال تزيد من سوء معاملة اللاجئين، لأن التركيز ينصب على وقف حركة الهجرة لا على حماية الضعفاء.
ومن جانبهم، ينكر مسؤولون سودانيون حدوث عمليات اختطاف داخل المخيمات؛ قائلين إن الإريتريين يعرضون حياتهم للخطر عبر إبرام الصفقات مع المهربين بالخارج. غير أن القائمين على الأمن أنفسهم في مخيم “شجراب” الذي يؤوي نحو 90 ألف لاجئ إريتري يعترفون أن محيط المخيم لا يخضع للحراسة وأن بإمكان أي شخص أن يدخل المخيم.
تقول اصطفانوس في هذا الصدد: “تحتاج حكومة السودان أو ليبيا أو غيرهما أن تحمل الأمر على محمل الجد. بإمكانها إيقاف ذلك. أعلم أن بإمكانها.”
وكان تقرير نشرته صحيفة الديلي ميل في يونيو الماضي أكد أن النازحين من إريتريا هربا من التجنيد الإجباري، قاصدين فرصا أفضل للحياة في أوروبا، يتعرضون للاختطاف على أيدي بدو سودانيين من قبيلة “الرشايدة” فور عبورهم إلى شرق السودان قُرب قرية “اللفة” بولاية “كسلا”.
وتقول الشرطة السودانية وجهاز الأمن والمخابرات السوداني، إن عشرات من الإريتريين يحاولون دخول السودان بشكل غير قانوني كل يوم.