زبيدة إدريس سليمان
يعتقد المجتمع أن الأطفال المشردين هم أساس الخراب والبلاء لأنهم لا ينتمون لأسر معروفة وعلى سبيل ذلك أطلق المجتمع مسميات سلبية غير سلوكية نحو الأطفال المشردين مثلاً (شماسة _عيال شوارع).
لأنهم غالباً ما تصدر منهم أنماط سلوكية شاذة وغير مقبولة اي ان سلوكهم مشابهة لتلك المسميات بسبب سؤ فطرتهم وعدم الرعاية والتربية من قبل الوالدين اي غياب الأب أو الأم أو الاثنان معاً عن أداء دورهم المهم في رعاية صغارهم في هذه الأعمار الصغيرة والحساسية جداً.
في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة تشرد البنات أيضاً وهذا لم يكن موجوداً من قبل، هناك عوامل كثيرة ساعدت في تشرد الأطفال في السودان، منها:
1- ألنزوح :
الحروبات والانتهاكات ضد الإنسانية التي حدثت في السودان في أقاليم مختلفه استنزفت ضحايا لا تحصى بصور وأشكال مختلفة.
تلك الأحداث المؤسفة أدت إلى النزوح بصورة كبيرة جداً في مختلف مدن السودان وخاصة العاصمة( الخرطوم) والبعض نزح إلى الدول المجاورة.
أدى بذلك إلى تشرد الأطفال ومعظمهم من فقدو أهاليهم في الحرب.
2- عوامل اجتماعية:
يعتبر الزواج الفاشل وعدم اختيار الشريك المناسب والذي يؤدي الي الطلاق او هروب احدهم وترك اطفاله خلفه ليبحث عن حياة جديدة أو إخفاق احد الأبوين عن أداء واجبه نحو أطفاله يلعب دور كبير جداً في ذيادة نسبة التشرد، أو حالة توفي أحدهم وترك المسؤولية لطرف واحد.
نجد أن الأب وحده لا يستطيع تربية ورعاية صغاره وحده والام وحدها أيضاً لا تستطيع أن تلعب الدورين معاً لأن لكل منهم مسؤولية مختلفة عن الآخر ليكملا صون اطفالهم.
يجب علينا كمجتمع أن ننظر إلى هؤلاء الأطفال بأنهم يمرون بظروف استثنائية مؤلمة وم يتعرضون له من إساءة.
في ظل هذه الظروف القاسية يحتاجون إلى رعاية المجتمع وحمايته ليتركوا تلك التصرفات السيئة ويتجنبوها في المستقبل، وضرورة تعليمهم ليستفاد من قدراتهم في المستقبل
3- العامل الاقتصادي:
جميعنا ندرك جيداً الوضع الاقتصادي السئ الذي يمر به البلاد.
الوضع المادي يلعب دوراً مهماً في التشرد واللجؤ إلى الشوراع حيث أن وضع السودان أصبح معروف تاريخاً.
بحيث نجد أن الأب بيد واحدة لا يستطيع أن يسد حاجة أسرته في مختلف الاحتياجات الأساسية
لذلك نرى أن الأم أيضاً خرجت للعمل لتشارك في مصروف المنزل لمساندة الأب.
ومع ذلك عمل الأب والأم معاً لا يفي بالغرض إذا المنزل مستأجر أو كثرة الأطفال في ظل ظل سؤ الظروف وغلاء المعيشة وضيق الحياة يشجع بعض الأطفال باللجؤ إلى الطرقات ليبحث عن مألكه بنفسه فيترك المنزل ويتخذ الزقاقات والخيران مأوى له.
4- العامل الثقافي (الصدمة الحضارية):
المجتمع السوداني مجتمع غير مثقف ينظر لكل ما يحدث في البلدان الأخرى سواء كانت (سلبية أو إيجابية) بأنها ثقافة لابد بلغوها، أو رؤية كل ما تفعله الشعوب المتقدمة بأنه الأفضل دائماً.
يمكنني القول بأننا كمجتمع سوداني بسيط نشعر بالدنوية دائماً، وبسبب الصدمة الحضارية أصبح التشرد حضارة وهنا يعني بأن الطفل يخرج من منزل أسرته بكامل إرادته دون تدخل العوامل السابقة.
وأنما يخرج لانه يريد أن يجرب ويعيش واقع ما نشاهده في وسائل التواصل الاجتماعي خاصة عندما يتأثر الطفل بسلبيات السوشل، وتكون أسرته متحفظة ورافضة الثقافات الأجنبية الغير مطابقة للأصول السودانية.
هنا يلجأ الطفل إلى التشرد ونبذ أسرته ليعيش ذلك الواقع الذي يريده ويراه جميلاً أو أن يكون حراً في أفعاله دون تدخل أي جهة في تصرفاته.