حسين بشير هرون
آلة القَتل والتشرِيد “حكومة الإنقاذ” فشلَ في كل القِيم الانسانِية الَّتي تضمَّنتها كل المَواثيق الدُولية والأعرَاف الإنسانِية والأخلاقِية في التعَامل مع الإنسان ، حتَّى الوحوش في الغَابة رأفت بالضِعاف ،والصِغار ،والمغضوب عليهم،إلا انّنا أمَام وحشٍ لا يعرف الصِغير، و الكِبير، ولا الأسِير . الصورة الماثِلة أمَامَكم لمُناضل من بين المَلايين من المنَاضلين الَّذين لم يعرف الجبن عنواناً لهم ولا الاسْتِسلام باباً لهم ، التحَقوا بصفوف الثوار مناضلين وقاتَلوا بضَراوة وأسروا وهُم يقاتِلون أعداء الحرِية والوِحدة والسَلام والدِيمقراطية إنَّه الرفِيق يعقوب دلدوم ورفِاقه أسرَي الحرب في أيدِي الجَلَّاد الطاغِية بَشير…..
السودان حيث السُجون المنَافية للمعايِير الدوليَّة لحقوق الإنسَان ضربوا بالاتفاقِيات الدوليَّة ارض الحائِط وها هم يعذبُون الرفِيق ورفاقه بشتّى أنوَاع التعذِيب حتى وصَل بهم الأمر إلى التصفيَات الجسَدية بوساطَة حُقَن مُسرطنَة أو الفَيروسات القاتِلة والصورة ماثِلة أمامَكُم حيثُ يعانِي الرفِيق من مرض السُل داخِل الأسر بعدَ ان قام النِظام بزرع فَيروس مرض السُل في جسَده وبقية الأَسَري حتى يقوم بتصفِيتهم بطريقة يجِد فيها مُبرِّرات لأسئِلة المنَظمات المُهتَمة بالشأن”وهو الموت نتِيجة المَرَض”….
انها مرحَلة خطِيرة جداً أن يقوم النِظام باستخْدام أسلحَة أقلَّ تكلفة وأكثر خطورَة داخِل سجن الهُدي في التصفِيات الجسَدية للخُصوم السيَاسيين المعْتقلين والماسُورين ومنعَهم من العِلاج بعد الإصَابة…..ونتيجة ذَلك اسْتشْهَد اثنين من الاسري نتيجه إهْمالهُم طبِّياً ومنع العلاج منهُم …
بهَذا السُلوك العدوانِي والغِير أخلاقِي والَّذي يعتَبر خرقاً للاتِّفاقيَّة الدُولية لحقُوق الاسري بجِنيف “المادة 13″ونصه كالآتي:”يجب معامَلة أسرى الحَرب معامَلة إنسانية في جمِيع الأوقات. ويحظر أن تقْتَرف الدولة الحاجِزة أي فِعل أو إهمال غير مَشروع يسبِّب مَوت أسِير في عُهدَتها، ويُعتبر انتهاكاً جسيماً لهذه الاتِّفاقية. وعلي الأخَص، لا يجُوز تعرِيض أي أسِير حرب للتشْويه البَدنِي أو التجَارب الطبِّية أو العِلميَّة من أي نَوع كان مما لا تُبرِّره المُعالجة الطِبية للأسِير المعني أو لا يكون في مَصلحته.
وبالمثل، يجِب حماية أسرى الحَرب في جَميع الأوقات، وعلي الأخَص ضد جميع أعمال العُنف أو التَهديد، وضِد السباب وفضُول الجَماهير.وتحظر تدابِير الاقتِصاص من أسرى الحَرب”. مما يوضِّح اختلالات عمِيقة في تسيِير الدَولة واحْتِرام انسَانها وصون كرامته بقتْل من استسْلم لبَطش العَسكر في الانتفَاضات الشعْبيَّة ومن أسر في ميادين القِتال، وجعلَهم مثل الفِعران في معمَل التَجارُب!! ….
حكومة العَسكر اسْتخدَم كل سيَاسات تكميم الأفواه والترهِيب والتخْويف واستخدم في حَربه ضد إنسَان السودَان كل أنواع الاسْلحة بما فِيها” الحُقن القاتِلة” وتجْويع وحُرمان الأسرى من الطَعام والشَراب والدَواء منافياً” المادة26″من اتفاقية جنيف الدولي لحقُوق الأسرى ونَصه كالآتي:”يكون جرايات الطَعام الأساسِية اليَومية كافِية من حيث كمِّيتها ونوعيَّتها وتنَوعها لتكفل المحافَظة علي صَحة أسرى الحَرب في حالة جيِّدة ولا تعرضهم لنَقص الوزن أو اضطِرابات العَوز الغِذائي. ويراعي كَذلك النِظام الغِذائِي الَّذي اعتَاد عليه الأسرى. وعَلي الدَولة الحاجِزة أن تزَوِّد أسرى الحَرب الَّذين يؤدُّون أعمالاً بالجرايات الإضَافية اللازِمة للقِيام بالعَمل الَّذي يؤدونَه.
ويزود أسرى الحَرب بكِميَات كافِية من مياه الشُرب. ويُسمَح لهم باستِعمال التَبغ.
وبقدر الإمكَان، يشترك أسرى الحَرب في إعدَاد وجَباتَهم، ولهَذا الغَرض، يمْكن استِخدامَهم المطَابِخ. وعلاوةً علي ذلِك، يزَوَّدون بالوسَائِل التِي تمكنَهم من تهيِئَة الأغذِية الإضَافية الَّتي في حوزتهم بأنفسهم. وتُعد أماكِن مناسبة لتَناول الطَعام..ويحظر اتخاذ أي تدَابير تأديبِية جماعِية تمس الغِذاء”….
تمرَدوا ضِد الظُلم والفَساد ومن أجل نيل الحُرية دخَلوا السُجون ليذوقوا صنوفاً من العَذاب خارقاً فِيها اجهزة المؤتمر الوطَني” المادة 15″ من اتِّفاقية حقوق الأسرى ونصه كالآتي:”تَتكفل الدولة التي تحتجز أسرى حرب بإعاشتهم دون مُقابِل وبتقدِيم الرِعاية الطبِّية الَّتي تتطلبها حالتهم الصِحية مجاناً”….
مواطِنين وسَاسة مُعارضِين و مؤِّيدين لقد وصَل بنا الحَال إلى الحَضِيض وبلغ السَيل الذبّي بإيصَال الوَطن إلى حد لا يمْكِن السكُوت علَيه، فنفَذ الصَبر؛ فلا يحتمل الصّبر ، ولا يُمكن السُكوت عليها فلنتَّحِد ونتَوحَّد ونتَكاتَف جميعنا لنَيل الحرِّية”الخلاص من الطاغِية” فلِنَتحد لإيقاف النَزيف لإيقاف القَتل والتَشريد لإنقاذ الطُفولة المشرّدة لإنقاذ اسرى الحَرب من جبروت الإنقاذ لخَلاص الوَطن فَهل يا تري خلافاتنا أكبَر من الوَطن?!!!