أولا: نترحم على جميع شهداء كرونا الطاعون الذى تفشى حول العالم ، وأيضا نعذي انفسنا و شعبنا من كرونا التهميش الممنهج والاستبعاد المخطط الذى فرض علينا و علي كل شعوب الهامش السودانى العريض لدواعي ليست لها مبررا و لا مسوغا منطقيا سواءا كانت جهوية او عرقية او سياسية او اقتصاديا او ثقافية .
و نحن فى تجمع قوى الهامش السودانى العريض ناشدنا ورفعنا وخاطبا جميع أطراف التفاوض من جانب حركات الكفاح المسلح و ممثلي وفد الحكومة الانتقالية ان لا تقصوا باقى الحركات الحاملة السلاح ومنظمات المجتمع المدني واللاجئين والنازحين وتجمع قوى الهامش العريض ، و كذلك ناشدنا الوساطة المتمثلة فى حكومة جمهورية جنوب السودان بأن لا تقبل بالتفاوض الجزئي.
و ذكرنا بأن هنالك عوائق و عقبات تحول دون الوصول الي تحقيق السلام الشامل الكامل ، منها عدم توحيد جميع الحركات فى طاولة واحدة وأيضا فقدان الرؤوية السياسية والأخلاقية وعدم النضج السياسي فى التفاوض وعدم الحيادية من حكومة جنوب السودان وعدم الثقة بين الحكومة الانتقالية الحركات ، وبين الحركات انفسهم المتوحدين شكليا فى طاولة المفاوضات والاختلافات الحادة بين اعلان الحرية والتغيير والحركات المفاوضة والطموحات الشخصية بين المفاوضين من القوى الثورية الذين زجوا بأجندات و مصالح شخصية ليست لها علاقة بقضية أهل المصلحة الحقيقية. يريدون ان يجمعوا فئة قليلة من الحركات ويقوموا بالترتيبات الأمنية ثم تقسيم السلطة والثروة بينهم ، و هذه هي عقلية المحاصصة التي كانت متبعة في كل عمليات السلام السابقة. وكذلك البعض يريد السيطره على مدخلات ومخرجات على العمل السياسي عبر السطوا على قضايا الهامش . فالمفاوضات الجارية ألآن فى الغرف المغلقة في منعزل بأقصاء الآخرين من اصحاب المصلحة الحقيقية ، بواسطة رؤوساء حركات اغلبهم من إثنية واحدة ، لا يمكن أن تؤدي الي سلام يرمز و يحل ازمة ادارة التنوع في البلاد.و كذلك الخلل الاكبر و المعضلة الكارثية أن الحكومة الانتقالية ليست لها رؤية و لا مشروع سياسي لبناء دولة القناون والمواطنة المتساوية . وكل الملفات التى نوقشت لا تمد للسلام بصلة لأنهم تركوا جذور المشكلة الأساسية وتمسكوا بقشور المواضيع بعيدا عن الجوهر و المضمون
وقلنا إن الذي يجرى فى جوبا لا يؤسس للسلام الحقيقى الديمقراطي الفدرالي وإنما قد يسبب البلبلة والتفرق والشتات بين مكونات ابناء الهامش.
بالتالى تعتبر هذه الاتفاقية الثنائية مثل الاتفاقيات السابقة و حتما ستنهار مثلما انهارت اتفاقيات أبوجا وابشي ونيفاشا والدوحة واديس ابابا وغيرها من الاتفاقات الهلامية
و من عوائق تحقيق السلام التناقضات و التباينات التي صرحت بها ممثلي وفود التفاوض من اطراف التفاوض من الجانبين فأيهما نصدق ؟!السيد منى اركو مناوي يقول ٩٩٪ من القضايا التي تم الاتفاق عليها داخل منبر التفاوض تم التراجع عنها من قبل الحكومة الانتقالية، و ذكر ايضا بأن هنالك عدة تجاوزات من قبل الوساطة
و الاستاذ احمد تقد لسان مسؤول حركة العدل والمساواة فى مقال له الطويل بعنوان (مفاوضات السلام بين الواقع والتضليل ) يشير علي ان هنالك تقدما غير مسبق في عملية التفاوض بصورة ممتازه جدا .
و كذلك مسؤول وفد التفاوض من الحكومة الانتقالية الاستاذ محمد حسن التعايشي ذكر في عدة مؤتمرات صحفية بأن العملية التفاوضية تسير بصورة ممتازة و متقدمة و انهم توصلوا الي سلاما بنسبة 85% من جملة القضايا المطروحة علي طاولة التفاوض .
و من ضمن عوائق تحقيق السلام في منبر جوبا هنالك بعض التساؤلات المهمة جدا !!!!هل يوحد احد المفاوضين من الحركات عندها علاقة مع الإمارات ؟وهل توجد قوات سودانية فى خارج السودان تقاتل من اجل قضايا ليست لها علاقة بشأننا الداخلي؟ نحن فى تجمع قوى الهامش السوداني العريض طرحنا رؤية و برنامج مختصر جدا جدا حول تحقيق السلام الشامل الكامل الذي يقوم بمخاطبة جذور الأزمة السودانية يعمل على انهاء التهميش ووقف الحروب ومسبباتها ، و يمهد لتأسيس دولة حديثة ديموقراطية قائمة على الفدرالية والمواطنة المتساوية عبر سيادة حكم القانون والتوافق على دستور دائم قائم على المؤسسية والمنهجية. بعيدا عن التفاوض الجزئي بل و إنما عبر الحوار الخالص الذي يجلس فيه الجميع من ممثلي قطاعات الشعب السوداني الحزبية والكيانات والأجسام السياسية كافة وبمستوياتها و فئاتها المختلفة عدا من شهد عليه القانون والمجتمع مجرماً ، ارتكب جرما في حق الشعب السودانى المغلوب على أمره .
الاستاذ / الدومة ادريس حنظلةرئيس اللجنة القانونية والعدلية لتجمع قوي الهامش العريض