عادل السيماوي
إن المتابع للراهن السوداني سيجده بكل وضوح بأن العديد من الأحزاب السياسية والأجسام وبعض حركات الكفاح المسلحة أثبتت أن حركة وجيش تحرير السودان/بقيادة عبدالواحد النور لديها رؤية حقيقية ثاقبة لحل الأزمة السودانية.
وفي نفس الوقت عملت هذه المكونات السياسية على نسف مجهودات هذه الحركة وإعاقة دور الرؤى التي تقدمها عبر مشروعها “تحالف الشعب العريض”عن طريقة تبني هذه الرؤى وإفراغها عن محتواها من أجل قطع الطريق عليها في الوصول إلى حل الأزمة السودانية بما يحقق أهداف وتطلعات جماهير الشعب السوداني، ويمكن توضيح ذلك في النقاط الآتية :
اولاً : أثناء ثورة ديسمبر رفضت هذه الحركة الجلوس مع العسكريين وحست القوى السياسية على ضرورة مواصلة الثورة حتى تحقق إحدى أهداف بتشكيل حكومة مدنية، وشددت على إستقلالية أعضاءها وعدم الجلوس مع العسكريين التي إعتبرت أعضاء لجنتها بمثابة اللجنة الأمنية لحكومة المخلوع ،وبعد تشكيل الحكومة الإنتقالية، وتوقيع إتفاق سلام جوبا تفاقمت الأزمة السودانية على جميع الأصعدة بسبب غياب الرؤى والشراكة الوطنية في خدمة الدولة والمجتمع، والذي كان سببها الأساسي المحاصصة الحزبية والشخصية التي تجسدت في حكومة الفترة الإنتقالية وقتها طرحت حركة وجيش تحرير السودان الحوار السوداني السوداني لحل الأزمة السودانية.
ثانيا : أن القارئ لمشاريع العديد من الأحزاب السياسية والحركات المسلحة سيجد بأن هناك عدة قضايا وطنية وإنسانية وثمة موضوعات أخرى هامة لم تكن مضمنة في مشاريع البعض من هذه الأحزاب والحركات، كما إنها لم تكن من ضمن إهتمامات البعض الآخر منها ومع ذلك تم تضمين بعض القضايا الغير مضمنة هذه أو تلك التي لم تكن موقع إهتماماتهم في الوثيقة الدستورية وإتفاق سلام جوبا والإتفاق الإطاري مؤخرا من أجل التضليل والكسب السياسي وليس من باب المصلحة الوطنية، ومن الطبيعي أن لا تكون في موقع التنفيذ مطلقاً.
ومن خلال النقطتين المذكورين يتضح جلياً أهمية مواقف ورؤى هذه الحركة ومدى إمكانيتها في التوائم مع المتغيرات التي تطرأ على العملية السياسية ألا عن النظرة البراغماتية للعديد من الأحزاب السياسية والحركات المسلحة ساهمت سلباً على نسف مجهوداتها ومحاولة تضيق المساحة لها عن طريق تبني الرؤى الهادفة التي تقدمها بغرض إفراغها عن محتواها والتقليل من أهميتها لدى المواطن البسيط وصرف النظر عنها وآخرها كان الحوار السوداني السوداني وما تبعه من مبادرات في شأنها، وعليه ينبغي على حركة وجيش تحرير السودان بذل المزيد من الجهود والمساعي بتطوير وسائلها بالقدر الذي يتناسب مع سقف طموحها في التغيير الحقيقي حتى تبلغ غايتها في بناء الدولة الوطنية الحديثة “دولة مواطنة متساوية”.
وما قلته هو من باب الإنصاف لأن الثورة ينبغي أن تحقق أهدافها بالمبادئ والرؤى الحقيقة وإعطاء الأولوية فيها لمصلحة الوطن والمواطن.