بيان
مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بالمملكة المتحدة وايرلندا
حول المواجهات الدموية الاخيرة الجارية في دارفور الكبري.
ظل مكتب الحركة الشعبية بالمملكة المتحدة وايرلندا متابعا عن كثب المعارك الدموية لنظام الخرطوم العدواني في داخل ارض دارفور الكبرى.
بعميق الحزن والاسئ نتقدم بايات التعازي لرفاق النضال والمقاومة المشروعة في دارفور الكبرى الذين فقدناهم في المعارك الدموية الجارية هناك حتى اللحظة. الذين قدموا ارواحهم رخيصة في مقاومة عدوان نظام الخرطوم الارهابي ومن اجل التحرر والانعتاق من التبعية الاذلال والاقصاء والتهميش التاريخي لنظم السودان القديم المتعاقبة على سدة الحكم منذ الاستقلال. وان نظام الخرطوم الارهابي القائم الان هو قمة التراكم لما سبق من فشل سياسي نتاج للافلاس السياسي لاقلية النخب المتعاقبة على الحكم. الذين ظل خيارهم الاول هو السلاح والعدوان على شعوب السودان عموما وشعوب الاقاليم المقصية المهمشة التي ظلت ساحات لحروب السلطة العدوانية على شعبها لفرض اطروحاتهم الاحادية الاقصائية ورفض المطالب السياسية المشروعة لهذه الاقاليم الكبيرة. واستمرار للاقصاء التاريخي السياسي الثقافي بالسلاح الذي بلغ حد التطهير العرقي /الثقافي والابادة الجماعية، ونهب الموارد لصالح اقلية النخب المتعاقبة على سدة الحكم. ولم يجد ابناء اقاليم السودان خيارا غير حمل سلاح المقاومة دفاعا عن النفس والكرامة الانسانية، وواجب رد العدوان وضرورة انتزاع الحقوق السياسية والمدنية المشروعة مهما بلغ الثمن من اجل خلق مجتمع الحرية والتعددية بالاعتراف بالاخر المختلف عرقيا ثقافيا، دينيا، وحق المشاركة السياسية الندية الفاعلة في سودان جديد ديمقراطي حر موحد على اسس سياسية جديدة يسع الجميع، على اساس المواطنة المتساوية وسيادة القانون وفق نظام حكم عادل للجميع.
المجد والخلود لكل شهداء المقاومة الابرار في دارفور الكبرى.
ان مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بالمملكة المتحدة يستنكر استمرار عدوان نظام الخرطوم الارهابي الاقصائي على شعب دارفور. ويناشد المجتمع الدولي المتمثل في الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان، والمجتمع الانساني الوقوف بصلابة في وجه نظام الارهاب العدواني في الخرطوم، وضرورة الاسراع لمنعه من العدوان في داخل اقاليم السودان التي ظلت تحت حروب سلطة الدولة المفترضة ضد شعبها، ومواصلة الابادة الجماعية المستمرة في اقليم دارفور الكبرى واقليمي جبال النوبة والنيل الازرق كمخالفات واضحة وصريحة لقيم الانسانية وانظمة الحكم المعروفة والمتبعة ومهامها الحماية لجميع شعبها وليس العدوان عليهم في داخل اقاليمهم كعدوان صارخ وانتهاك سافر لكل مواثيق حقوق الانسان، والالتزامات الدولية والاقليمية. كما ان القيم الانسانية والاخلاقية والمسئولية القانونية تستلزم إلزام نظام الخرطوم بمواثيق حقوق اسرى الحرب وحقهم في الحياة وحسن المعاملة ومنع التعذيب الذي ظل مصاحبا للممارسات غير الانسانية للنظام الارهابي وسجله القمئ في قتل الاسرى بعد تعذيبهم طيلة تاريخ النظام الارهابي وحروبه العدوانية في داخل اقاليم السودان. كما نناشد كل مكونات المجتمع الدارفوري المتنوع العريق بضرورة الوقوف بقلب واحد في وجه عدوان نظام الخرطوم العدواني الارهابي غير الشرعي الذي لم يمثل احدا من مكونات السودان جميعا غير المصالح الشخصية للنخب الحاكمة على حساب جميع شعوب السودان. وان شعب السودان يستحق بجدارة حق الاختيار الحر لمن يمثلهم، ولكي يحكموا بانفسهم بقيم عدل والحرية والمساواة وسيادة القانون الذي يبدأ بالنخب الحاكمة في المقام الاول، وحماية الجميع كضرورة قصوى وليس العدوان على اية جماعة او فئة سودانية او شعب اي اقليم من مكونات السودان. وان حمل السلاح في الاقاليم قد فرض على ابناء وبنات الاقاليم كواجب مشروع للمقاومة ورد عدوان نظام الخرطوم في داخل هذه الاقاليم الكبيرة النائية. هذا بالاضافة الى التراكم التاريخي للظلم وتكريس الغبن كنتاج للاقصاء السياسي من المشاركة العادلة في صنع القرار السياسي للسودان، والتهميش الاقتصادي بتغيب التنمية المتوازنة رغم الانتاج المحلي الضخم لهذه الاقاليم، والاقصاء الثقافي والتمييز العرقي الجهوي. ورفض كل المطالب السياسية المشروعة العادلة السلمية لهذه الاقاليم طيلة تاريخ ما بعد الاستقلال حتى هذه اللحظة، وعوضا ظل الشروع في العدوان على هذه الاقاليم بالسلاح لاخضاعهم وإستغلال مواردهم بغير حق، ومحاولات اسكاتهم بقوة سلاح السلطات في الخرطوم. كل هذا اسبابا كافية لحمل سلاح المقاومة في هذه الاقاليم الكبيرة من السودان تحت الحرب العدواني الان ضمنهم دارفور الكبرى.
ان الحركة الشعبية لتحرير السودان كتنظيم ثوري حداثوي لكل السودان وفق مشروع السودان الجديد العلماني التعددي، الديمقراطي، الموحد على اسس سياسية ندية جديدة، تمثل شعب دارفور سياسيا وتعبر عن تطلعاتهم في الحياة الحرة الكريمة ضمن اقاليم السودان المقصية المهمشة. لذلك يدعو مكتب الحركة الشعبية بالمملكة المتحدة وايرلندا، يدعو جماهير الحركة الشعبية وكافة مكونات دارفور المختلفة بما فيهم المليشيات التابعة لنظام الخرطوم باننا ندرك جيدا الظروف والملابسات التي وضعتكم تحت اسر هذا النظام الانقلابي الارهابي كنتاج طبيعي للاقصاء السياسي والتهميش الاقتصادي وسياسات فرق تسد المتبعة من قبل انظمة السودان القديم الاستعمار الداخلي للاقلية المتعاقبة على الحكم والانفراد بالقرار السياسي الاعلى الاحادي في الخرطوم. عليه نحن نذكركم بانكم في الواقع جزء اصيل من مكون دارفور وليسوا مجرد اتباع او جنود حراسة للنظام في الخرطوم، ولقد حان الوقت ان نقف كلنا بقلب واحدا من اجل المقاومة المشروعة للدفاع عن انسان دارفور الصامد الذي عانى كثيرا بسبب التشرذم الداخلي لسياسات فرق تسد المفروضة من نظم الحكم في الخرطوم. والضرورة تقتضي العمل الجاد معا لردع العدوان وضرورة رفع الظلم، وواجب انتزاع الحقوق السياسية والمدنية ومحاربة الاقصاء التاريخي والتهميش الاقتصادي لهذا الاقليم الغني بشعبه وموارده الثرة. ويتحتم علينا تجاوز كل العقبات حتى نسهم بفاعلية في تحقيق الاهداف الكبيرة النبيلة لكل السودان وشعبه الكريم القابع تحت براثن القمع والعدوان اليومي، والفقر والعوز في قلب العاصمة الخرطوم. علينا التمسك بالقيم الانسانية النبيلة في البناء والتحضر الانساني المجتمعي بصناعة الاستقرار وإعداد المستقبل المستقر بالحرية والسلام والامن للابناء والاجيال القادمة وليس الدمار والتشرذم والاستغلال البشع من انظمة الخرطوم العدوانية ضد شعوبنا ضمنهم شعب دارفور الابي. لقد حان الاوان لنكون جزءا اساسيا فاعلا في صناعة القرار السياسي لكل السودان، وليس التمترس في خندق التبعية والخضوع والارتهان بتلقي الاوامر من الاقلية الحاكمة في الخرطوم الذين لهم اغراضهم الخاصة ويظل ابناء الاقاليم مجرد ادوات التنفيذ على حساب شعبنا ووطننا وخصما على انتمائنا الوطني وشهامتنا وكرامتنا الانسانية. وابدا من غير المقبول ان يوصم احدكم او اي من ابناء دارفور بانه قد اصبح مرتزق يقاتل من اجل المال داخل السودان او خارجه.
ان مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان يرفض رفضا قاطعا متاجرة نظام الخرطوم الارهابي غير الشرعي بابناء دارفور او اي من مكونات السودان الاخرى والزج بهم في الحروب العدوانية العبثية في داخل السودان وخارجه من اجل المال او لتثيب اوتاد النظام الارهابي القمعي الجاسم على صدر شعب السودان جميعا.
كما نناشد كل مكونات السودان الممثل في الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والنقابي والفئوي ومنظمات المراة السودانية، ومنظمات الشباب والاتحادات، وعقلاء الوطن الوقوف بصلابة لردع هذا النظام الارهابي الذي لا يمثل احدا ولا يعكس باي حال قيم اهل السودان، كما ابدا لا يخدم مصالحهم التاريخية المشتركة التي اهدرت من قبل هذا النظام بما لا يبقى من السودان الوطن العظيم إلا إسمه؟
مرة اخرى نوكد صمود وصلابة المقاومة المسلحة في جبهات النضال السياسي العسكري كوسيلة اساسية مشروعة في الدفاع عن النفس ورد العدوان اليومي لنظام الخرطوم الارهابي غير الشرعي في داخل الاقاليم تحت حروب العدوان: دارفور الكبرى، وجبال النوبة والنيل الازرق، والقمع اليومي في باقي اقاليم السودان المختلفة. ان واجب إنتزاع الحقوق السياسية والمدنية المنتهكة، والاقرار بالتعددية الثقافية والعرقية والدينية والسياسية، وحق الاختلاف وفق نظام حكم ديمقراطي عادل للجميع تحت سيادة القانون. وكل هذا ابدا لا يتحقق إلا بالاقرار بمبدا العلمانية وضرورة فصل الدين عن الدولة دستوريا، لضمان وتامين حيادية مؤسسات الدولة السودانية بين الجميع وللجميع دون ادنى تمييز ديني او عرقي او ثقافي او جهوي، ولمنع استغلال الدين للاغراض السياسية. وإلزام اعتماد مبدا حرية الضمير والمعتقد وفقا لموايثق حقوق الانسان، ضمن وثيقة الحقوق كالتزام سوداني وفق واقع تكوين مجتمع السودان المتنوع العريق تاريخيا. حيث ظل التسامح الديني والعرقي الثقافي بين اهل السودان هو اساس السودان تاريخيا ومعاصرا. وضرورة حق التفاعل الطبيعي والتطور المجتمعي لكل الثقافات السودانية كمصدر للقوة والثراء الانساني للسودانيون، وحق التعايش السلمي، وواجب الدولة الحديثة التي ننشدها السودان الجديد حماية الجميع وفق مصالحهم المشتركة. ومعالجة المصالح المتعارضة سياسيا سلميا، وليس عسكريا لاي سبب كما ظل سائدا في نظم السودان القديم المتتالية كاستعمار داخلي كامل.
التحية والتجلة لشهداء المقاومة الابطال في دارفور وفي كل ركن من السودان.
لهم الخلود والتحية لنضال شعب السودان المتمثل في دارفور الكبرى.
والنصر اكيد.
مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بالمملكة المتحدة وايرلندا
لندن
29/05/2017