بسم الله الرحمن للبرحيم
عبدالغني بريش فيوف
فيما خسر مالك عقار اير رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان (المُعين) مصداقيته أمام رفاقه ، وفقد ياسر سعيد عرمان منصب الأمانة العامة بعد سحب مجلس التحرير الإقليمي (جبال النوبة) الثقة عنه، لم يبق لهما سوى اصدار بيانات مفبركة تلو الأخرى بغرض التشويش على مجلس تحرير جبال النوبة ، حيث تتواصل بيانات التأييد لقرارات مجلس التحرير من كل أنحاء العالم. وعليه أصدر مالك عقار اير يوم 3 أبريل 2017 بياناً انشائيا مليئاً بالتناقضات المفضحة المحزنة، يزعم فيه بإلغائه قرارات مجلس التحرير الإقليمي (جبال النوبة) الصادرة في الفترة من 6 مارس 2017 الى 25 منه ، مبرراًأن مجلس التحرير إقليم جبال النوبة تم تشكيله بالتعين وهو جهاز يعمل دستوريا تحت الحركة وقيادة الإقليم ، ووجه قيادة الحركة الشعبية وسكرتاريتها في الاقليم بإنتخاب مجلس تحرير مفوض من شعب الاقليم بإجراءات سليمة، وتعيين لجنة مؤقتة مشتركة لإدارة شئوون الإقليمين لمدة ستة شهور قابلة للتجديد.
بالله انظروا الى هذه الخزعبلات التي ينطق بها مالك عقار اير وهو الذي تم تكليفه تكليفاً مؤقتاً بعد فك الإرتباط بين الجيش الشعبي الجنوبي والشمالي ليقوم بالإعداد لمؤتمر عام للحركة الشعبية لإنتخاب قيادة جديدة للحركة الشعبية (شمال) الأمر الذي لم يقم به حتى الآن ، لكنه وبكل وقاحة يتحدث عن الدستور الذي ابطل هو مفعوله؟.
مالك عقار ..يتحدث عن عدم شرعية قرارات مجلس التحرير (جبال النوبة) وهو الذي يجلس على رئاسة الحركة الشعبية منذ فك الإرتباط (ست سنوات)، رافضاً اقامة المؤتمر العام للحركة الشعبية لإنتخاب قيادة جديدة لأسباب واهية لا يصدقها إلآ أبواقه الذين يعملون ليل نهار دون توقف لتبريرها ، لكنه بعد ان وجد نفسه في ورطة خطيرة مع مجلس التحرير ، ها هو يحاول الهروب إلى الأمام بالهجوم المضاد ، لكن هل يجدي هذا نفعا!!.
يتحدث مالك عقار في بيانه الحزين وبدونه خجل عن دستور الحركة وما أدراك ما الدستور وهو الذي ومعه أمينه العام المعزول ياسر عرمان ، مزقا دستور عام 2008 في وجه الرفاق وجاءا بدستور يتماشى مع طموحاتهما السلطوية المريضة ..فما الذي حدث حتى يكتشف فجأةً أهمية الدستور ..هل لأن قرارات مجلس التحرير كانت قوية هدد بيته العنكبوتي ، وهزت صورته الوهمية التي حلقت في فضاء الخيال الخادع؟.
يقول مالك عقار في بيانه المركب تركيبا ومحشو حشواً ان مجلس التحرير (جبال النوبة) قام بخلق جسم قيادي موازى وهو اجراء خارج صلاحياته الدستورية مضيفاً أن الخطوة احدثت ضرر بليغ بالحركة الشعبية ووحدتها الداخلية وبسمعتها السياسية الامر الذي يتطلب وقتاً للمعالجة.
غريب وغريب جدا كلام مالك عقار هذا ، لكن لا غرابة مع شخص فقد المصداقيةوجعل منطلقه خداع الناس بوهم القوة متقمصا شخصية الجلاد الذي يخنق المدانين بتهمة عشق الحرية ، لأنه إذا كان مجلس التحرير (جبال النوبة) لا يملك صلاحيات اصدار القرارات التي اصدرها مؤخراً، إذن من الذي يملك هذا الحق ، ومن الذي اعطى مالك عقار هذه الصلاحية المزعومة؟
مجلس التحرير (جبال النوبة) يملك 100% حق اصدار القرارات التي أصدرها مؤخراً ومن حقها اصدار أي قرارات أخرى يراها مناسبة ، منها اقالة (مالك عقار) نفسه في ظل غياب المؤسسات القومية للحركة الشعبية ، وهي مؤسسات عطلها مالك عقار وأمينه العام خوفاً من أي أصوات معارضة داخلية لهما.
يقول مستر عقار اير الذي صنع لنفسه أجنحة الإجبار الفارغة من كل معنى ، انه كون مجلس التحرير القومي الذي يتولى مناقشة القضايا القومية التي تهم الحركة الشعبية لتحرير السودان في المستويات القومية ، لكن في الحقيقة عقار اير لا يملك صلاحية تكوين المجلس المزعوم ، ذلك ان تكوين المجلس القومي وغيره من اختصاص (المؤتمر العام) للحركة ،بينما مستر عقار غالبا ما يفاجئنا بطبخة غريبة عن المعتاد لتزييف الحقيقة فيتقمص قلب الهجوم لمراوغة خط الدفاع الإستراتيجي.
يستمر مالك عقار في اوهامه بالقول أن قرارات المجلس الاخيرة صيغت بعيدا عنه واتهم عناصر داخلية باختطاف القرارات، وتوعدت اشخاص لم تسميهم بالمحاسبة.
ما لا يعرفه مالك عقار أو يعرفه ولا يريد الإعتراف به ، هو ان هذه القرارات صدر عن من هم في أرض الواقع ، وعن من هم يدافعون عن أرض جبال النوبة وانسانه الذي تطاله صواريخ ومدفعية مليشيات البشير كل يوم ..لكن هل يستطيع مالك عقار ان يكون صريحا مع نفسه ويقول لنا ، أين يقيم هو الآن وأين كان طوال الست سنوات الماضية؟
القرارات الصادرة عن مجلس التحرير (جبال النوبة) صدرت بعد اجراء لقاءاتومشاورات واسعة على أرض الواقع مع المتضررين الحقيقيين من الحرب وبعد الإستماع لمؤسسات الحركة الشعبية والجيش الشعبي والمجتمع المدني بالمناطق المحررة بجبال النوبة وهي قرارات نهائية غير قابلة للنقاش ولا يستطيع مالك عقار الذي يضخم صورته بواسطة تزويد النرجسية بأبواق فارغة المحتوى ومنعدمة الجذور في أرضية الواقع إلغاءها.
مالك عقار في بيانه الإنشائي المليئ بالتناقضات المخجلة ،يقول ان الحركة قررت قيام مؤتمرها العام وإعداد ورش لمناقشة قضايا الترتيبات الأمنية والحكم الذاتي وتقرير المصير وعلاقة الدين بالدولة تقوم بالإعداد لها مؤسسات الحركة الشعبية للبت النهائي فيها عند قيام المؤتمر العام.
ما قاله عقار عن عقد المؤتمر العام لمناقشة مجمل القضايا التي تخص الحركة لا يعدو أن يكون فرفرة مذبوح، في أتون ما يواجهه هو وأمينه العام المعزول من قرارات لمجلس التحرير (جبال النوبة)، وهما بالتالي ليس لهما خيار سوى تنفيذ هذه القرارات دون أدنى تأخير ..ما فيش لف ودوران.
أما فيما يتعلق بما يسمى بالمجلس القيادي للحركة الشعبية فهذا المجلس تكوّن في خفاء وبغفلة من جميع الرفاق ليكون بديلاً عن المجلس التحرير القومي الذي شلعه مالك عقار وأمينه العام حتى يتسنى لهما تمرير الأجندات المشبوهة التي تتماشى مع حبهما للسلطة ، وعليه فإن هذا المجلس “المُعين” غير شرعي وبالتالي قراراته غير شرعية ولا تعني المجلس التحرير الإقليمي (للمنطقتين) بشئ ، وأي كلام غير ذلك فهو من قبيل الهذيان الصبياني الذي يبني قصوراً من رمال على شاطىء الأحلام ويصنع أسودا من لدائن في مصنع المستحيل.
في الوقت الراهن ، لا شرعية لغير مجلس التحرير الإقليمي (للمنطقتين) ، ولا صوت يعلو عليهما ، ولتبقى قرارات مجلس التحرير الإقليمي (جبال النوبة) عاليا حتى قيام المؤتمر العام الإستثنائي لتكوين مؤسسات الحركة وتشكيل مكاتبها الخارجية وغيرها.