مجموعة لا تفوق عدد اصابع اليدين، واذا صعدت على متن الدراجة البخارية المعروفة في عاصمة جنوب السودان جوبا بـ” البودا بودا” ربما تحملهم جميعاً وتكون هنالك مساحة شاغرة تسع شخص اخر، لان ببساطة الامر احدهم يجلس ويستغرق الكثير من الوقت فهو يفكر في كيفية اخراج فيلم ” بث السموم” في رموز وقيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال بسيناريو مغاير غير المعتاد للعامة الذي اصبح اسطوانة مشروخة “بايخة”، والاخر ينتظر الأول بشفق ليشارك منشوره (Share) وبعد ان اجتهد الثاني بمشاركة سيناريو الفلم الذي اجتهد فيه الاول يعممه في الروابط الاجتماعية، ياتي دور الثالث الذي لقبناه بمستر (Like) لانه لايجتهد كثيراً غير انه يضغط على زر اعجبني، تلك هي مهامات تلك المجموعة الاقلية التي سميت نفسها بالأغلبية الصامته لانهم اذا كانوا اغلبية فلماذا صامتون؟، هذا سؤال موجه لاعوانهم ومن يحاولون التعاطف معهم، وانا اتذكر مقولة وصفية جديرة بوصف تلك المجموعة قالها عضو وفد التفاوض ونائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال بولاية جنوب كردفان- جبال النوبة سابقاً ادم كرشوم في احدى الجلسات التفاكرية التي جمعتنا معه، وهو يصف احدى جيوش الحركات الدارفورية قائلاً: ” والله جيش الحركة دي لو جروا مابقوموا غبار في الواطة” وهذه المقولة جديرة بوصف هذه المجموعة الاقلية، والشيئ الذي دعاني لكتابة هذا المقال هو ذاك الاجتماع التنويري الذي عقده رئيس وفد الحكومة السودانية للتفاوض في العاصمة السودانية الخرطوم بعد ان انهارت المفاوضات يوم السبت الموافق 20-8- 2016م الساعة الثانية عشر ظهراً بمركز الشهيد الزبير محمد صالح، وادعى المجتمعين في ذلك الاجتماع بانهم ابناء المنطقتين وجاءوا للتفاكر مع اصحاب القضية الحقيقيين حول كيفية المضي نحو إرادة فرض السلام!!، وذُكر في هذا الاجتماع ان هنالك الكثيرين جاءوا من دول الجوار الافريقي واوربا وامريكا واستراليا وكندا ومن الداخل بقيادة الفريق دانيال كودي والجنرال خميس جلاب فكونوا مجموعة الاغلبية الصامته فقرروا بان لا يصمتوا مرة اخرى بالاضافة الى الجنرال استيفن والعمدة يونس وكمندان من قيادات النيل الازرق، تلك كانت هي اهداف الاجتماع الذي لبس فيه رئيس وفد الحكومة قناع السلام وهرول اليهم ضعفاء النفوس من اقليمي جبال النوبة والنيل الازرق المتواطئين مع النظام في الخرطوم تحت مسمى اصحاب القضية الحقيقين وهم يعلمون علم اليقين بان شعب جبال النوبة يواجه تطهير عرقي وحرب ابادة جماعية على مرأى عيون المنظمات الدولية من قبل النظام الابليسي المؤتمر الا وطني وهو يفعل مايفعل من كوارث في الحرب على النوبة وقبائل النيل الازرق ودارفور دون ادنى رحمة ومع ذلك تجلس تلك المجموعة الصغيرة في الخرطوم لمناصرة اولئك القوم الظلمة الذين تمرسوا في ايجادة السيطرة على مقاليد الحكم وادراج كل من امثال اولئك الرجرجة والدهماء تحت تلك المظلة في بوتقة ستفضي في النهاية لاتباع الجهة السلطوية وبالتالي لا تجد سقوفا للحريات حتى لو تحققت مساعيهم السلطوية، لكننا بدورنا نؤكد لهم بانه لا وجود لكم على ارض الواقع واخشي عليهم بان لا يصل احدهم “سااااااكت” معسكر ايدا للاجئين كنموذج ناهيك عن وصوله الاراضي المحررة، لان اعمالهم بشعة ومعروفة، فإدعاء احدهم الذي اخذه صديقنا “الكجنكا” كنموذج بانه يمتلك جيش اصبح كلام في الإعلام وحكاية في الكباية تحكى للاجيال، لذا فان الارضية التي اوجدتهم من المفترض احترامها والكف عن شغل الاعداء من اجل اشباع رغبات الذات، لان عملهم لن يؤثر في إنتصارات الثوار في ارض الواقع لان الثوار قطعوا عهداً ورسموه بالدماء وهم يسعون لتحقيق مطالبهم حتى وان كلف ذلك وقت وارواح لاننا لا نبالي لان الموت في شرف القضية مثل اجر الأنبياء. بلاش اغلبية.