جراداي في سروال ولا بعضي … الا قعادو ولا حلو
طالعت صباح اليوم مقال زميلي الصحفي زهير السراج الذي جاء بعنوان (إحتلال الخرطوم ..!) يشير فيه الي المناضلين الاشاوس أبناء السودان من دارفور في حديقة الخرطوم الدولية يرقصون فرحا بأهازيج سلام ربما يبعث الامل لإنتصارات شعوب الهامش القادمة.
أخي زهير السراج
أقول لك عزيزي لا تقلق لأن الوقت قد مضي وقطار تاريخنا في الدولة السودانية قد جاوز زمان الندم والخنوع والإنحسار نعم لم تعد الخرطوم هي الخرطوم التي تعود أن تجلس فيها هنيئا مطمئنا سليل العين.
عندما كتبت هذا المقال اريد أن أقول لك أوليست هذه الخرطوم المحتلة الان هي التي كانت تتحرك منها الأنتنوف وطائرات الميج الي دارفورنا الحبيبة وجبال النوبة والنيل الازرق.
أخي زهير الشيئ الذي لا تعرفه هؤلا النفر الكريم الذين رأيتهم هم قلة قليلة من المناضلين الشرفاء وهذه ليست المرة الأولي التي يصلون فيها الخرطوم وعندما نراجع التاريخ جيدا فنجد فيه مقولة واحدة (التاريخ يشابه نفسه) نعم التاريخ يشابه نفسه عندما دخل المستعمر بلادنا واراد أن يسعي فيها الفساد إغتصب ما إغتصب وسبي ما سبي.
فجاء الابطال الشرفاء الاحرار من اقصي ارض السودان لإنقاذ ماتبقي انقاذه وتحرير الارض من الغزاة والمحتلين فكانوا هم الاجداد عندما اتوا الي هذه الديار العزيزة فحرروها قتالا وبسالة وكبرياء فضربوا بذلك اروع الأمثلة في الشجاعة والجسارة والصمود.
عزيزي الغالي عندما قرأت مقالك عرفت انك لا تعرف من هم الذين أتوا مدججين بالاسلحة الثقيلة داخل الحديقة الدولية هؤلا يا أخي أتوا الي ديار أجدادهم الذين بذلوا الغالي والنفيث لتحرير هذه الخرطوم من المستعمر وكذلك عرفت أنك لا تعرف الفكي سنين ولا حتي أبوعنجة ولاحتي عبدالرحمن النجومي ولا التعايشي ولا دقنة.
أخي الغالي
عندما ناضل أجدادنا قبل حقب من الزمان كانت أهدافهم واضحة وتجلت في جميع الأغنيات التي تغني بها الكثير من أبناء وطني الشرفاء فمنهم من من قال (يا غريب يلا …يلا لي بلدك يا غريب يلا …. سوق معاك ولدك…. ولم لم عددك) نعم وقتها كان الهدف واضح وهو المستعمر.
ولكن ياحبيبي الغالي مازال النضال مستمر بوضوح الاهداف هؤلا المناضلين من الدارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وكردفان وأقصي الشمال الان يعدوا هذه القوة المدججة بالسلاح والفكر والعلم لمواصلة نضال الأجداد ولكن هذه المرة ليس لإخراج هذا الغريب لأن الغريب قد خرج وإنما لإخراج ما خلفه الغريب من فكر عقيم أصبح متجزر في عقول البعض منا حتي أصبحوا لا يفرقون بين الجياد الأصيلة والبغال السمينة.
اليوم أصبحت الخرطوم عروس بقدوم هذا موكب الذي يعيد زكري الأجداد عندما كانت محتلة فإحتشدوا فيها فأخرجوا المستعمر فها هم اليوم الأحفاد يرهبون المرجفون بقوتهم وبعزيتهم وبهيبتهم وبعتادهم لمواصلة مشوار النضال لتحرير العقول من مفاهيم خلفها المستعمر.
هذا عرس صغير في بلادنا ويأتي عرسنا الأكبر عندما تأتي كاودا ويأتي الجبل وتأتي جبهاتنا الأخري فتكون الزفة في الخرطوم .
نداء….؟
يا أبناء السودان هلموا الي ارضكم ودياركم وأهلكم فالمعركة القادمة أصعب ومشوار التحرير طويل فلمعركة ليست في الخرطوم وحدها وإنما المعركة داخل كل إنسان وهي المعركة المفاهيمية معركة العقول.
اخي زهير السراج …!الطلقة ما بتقتل…. بقتل كلام الزول