الخرطوم – صوت الهامش
اتهمت الجبهة الثورية ونشطاء سياسيون ، تحالف الحرية والتغيير، بمحاولة التمكين ”البديل“ في تعيين الولاة المدنيين للولايات السودانية والتعيينات في وطائف الخدمة المدنية ، لجهة إنها لم تطرح العامة بل توصيات وزرائها لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك، وجددت رفضها تعيين ولاة مدنيين بالكيفية التي يريدها التحالف، لجهة انه يخرق إعلان جوبا لبناء الثقة والتمهيد للتفاوض.
ويرى مراقبون بأن الطريقة التي اتبعها تحالف الحرية والتغيير، والتي لا تزال تتبعها في تعيين الموظفين في الخدمة المدنية، تفتقر للموضوعية ومن شأنها، ان تعرقل عملية التحول الديمقراطي في البلاد، وتظل المؤسسات غير قادرة على تقديم الخدمات اللازمة للمواطنين.
كما دعا المراقبون تحالف الحرية والتغيير إلي تبني معايير مثل التنوع الجغرافي، والكفاءة وعدم الانتماء للأحزاب السياسية، سيما تمثيل المرأة، في اختيار الوظائف المؤثرة كحكام الولايات.
ويقول رئيس الهيئة القومية للمبادرات الوطنية، شرف الدين محمود، إن الثورة السودانية ساهم فيها الجميع وخاصة القوى الحية فى الساحة سواء كانت مسلحة او مدنية وشعبية، بيد ان احزاب صغيرة ليس لديها تراكم نضالي معهود ولا رصيد شعبي، استحوذت على ثمار الثورة.
مضيفا ان تلك الأحزاب، تضمر سلوك النظام القديم فى مخاطبة القضايا الوطنية، وتنظر اليها على انها مجرد استبدال أفراد وليس استبدال سلوك حكم، مما أكد اعتقاده، ان تحالف الحرية والتغيير، متجهة لإحداث تمكين معاكس لتمكين المؤتمر الوطني في مؤسسات الدولة.
ومضي محمود قائلا: ان من خلال التعديلات التي اجريت على الخدمة المدنية، يؤكد التمكين الجديد بصورة أكثر تخلفا مما كان عليه الحال وان هذا المسلك قد يعيد ويعزز الأزمة السودانية من جديد ويجعل القوى الحية فى المجتمع بان تسعى ايضا لمجابهة التمكين الجديد بصورة أكثر صرامة.
مما جعله يرى ان مستقبل البلاد أصبح على ”كف عفريت“، قد يظل السودان رجل افريقيا المريض مالم يتم تدارك اخفاقات الماضي فى تحقيق السلام الشامل والعادل والمستدام وتحقيق العدالة والوفاق السياسي حول القضايا الكلية للبلاد.
وأضاف لـ ”صوت الهامش“ قائلا: لا يمكن تحقيق الديمقراطية الحقة مالم يتوافق الجميع حول استحقاقاتها والمؤشرات القائمة حاليا، محذرا من ان ينسف التمكين المعاكس، احلام الجماهير حول عبور بالمرحلة الانتقالية الى مستقبل أفضل.
اما الكاتب الصحفي، عثمان نواي، فيري ان قسمة المناصب بالمحاصصة بين الأحزاب، تمثل مشكلة حقيقية، ومدللا بأزمة فى مسألة تعيين الولاة لذات السبب، معربا عن اسفه لعدم تخلى أحزاب تحالف الحرية والتغيير، عن ممارسة سياسة ”التكويش“ والتمكين الحزبي وعدم مراعاتها حساسية مرحلة الانتقال بالسودان.
مؤكدا بان البلاد ستنجر الى صراعات، تلقي بظلالها لتأخير عملية الانتقال الديمقراطي، مشددا على ان هناك تهديد كبير لها، نسبة لإعادة القوى السياسية لذات آليات الفشل فى إدارة الدولة التي افشلت ثورتي 1985 و1964.
لافتا خلال حديثه لـ ”صوت الهامش“ الي ان استمرار التمكين الحزبي على حساب المعايير المؤسسية فى إدارة الدولة والتعامل مع الدولة بعقلية الغنيمة، سوف تؤدى الى إعادة تجارب الماضي ووضع البلاد فى خطر الحكم الدكتاتوري، والانهيار الكامل هذه المرة.
من جهتها قالت رئيسة حزب مؤتمر البجا، زينب عيسى كباشي، إن التحول الديمقراطي بالسودان يشهد امتحانا عسيرا فى ظل منطق الانا، والنظرة للوطن بمفهوم احادية الرؤية وسيطرة ثقافة “الكنكشة”، مضيفة ان التحول الديمقراطي، يحتاج لقادة لهم نظرة عميقة، وان ما يتم الان يصب فى خانة التملك والانانية وحب النفس.
وشددت زينب ان السودان ليس الخرطوم، لجهة انه بلد واسع وانه مواطنيه، لن يقبلوا ادخالهم في إطار، او تزييف ارادتهم، او طبطبة مشاعر أو حسابات حزبية، لان هؤلاء المواطنين، ركلوا المؤتمر الوطني ولعنوا ناسه، لأنهم قطاع طرق ولصوص.
ووجهت زينب رسالة الي الأحزاب السياسية بالسودان، قائلا: انكم تريدون المواطنين يتبعوكم ويضربوا لكم الدفوف، ولكن هذا لن يحدث مرة اخرى اطلاقا، وان التحالفات القادمة ستهز عروش الحالمين، ويجب ان تحترموا اهل الأطراف يحترموكم.
وقالت كباشي لـ ”صوت الهامش“ ان الحرية والتغير، تحالف عريض وواسع ولكنه سقط بامتياز، مدللة بمتابعها له بصورة يومية، لجهة انه يتهم بقوائم أحزاب محددة، وتجاهلت التواصل مع الثوار الحقيقين، واردفت قائلا: ان الحرية والتغيير أصبحت طرفي نقيض وما يطفح فى هذه الأيام من الشد والجذب داخلها، ولم تعي درس نظام الانقاذ القبيح.
واتهمت التحالف بالمركزية والانشغال بالسلطة والوظائف العامة، بجذب ممن يدعون الثورية، خاصة إذا الامر ارتبط بالحوافز والمركبات، وقطعت بالقول: إن الصراع في السودان سيظل قائما.