بسم الله الرحمن الرحيم
قبل عودة الزعيم الخشبي السيد الصادق المهدي الى حضن سودان عمر البشير بيوم واحد ، أصدر الزعيمان الخشبيان الآخران مالك عقار ومناوي بيانا حث فيه السودانيين على الخروج والمشاركة في استقبال رئيس حزب الامة الصادق المهدي لدى عودته الى السودان واظهار التضامن معه.
وقال عقار في تعميم صحفي الأربعاء 25 يناير 2017، “إننا راضون عن العمل المشترك الذي قمنا به مع الصادق المهدي طوال فترة تواجده في الخارج”.
وأوضح أن رجوع المهدى هو حق وليس منحة من أحد، مضيفا “يجب أن تسهم عودته في العمل المشترك بين كافة قوى المعارضة”.
ودعا عقار الجماهير إلى التضامن مع حزب الامة وقيادته ، ومواصلة الضغط على نظام الانقاذ.
من جهته أهاب رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، بمؤيدي حركته والسودانيين الخروج لاستقبال المهدي.
واعتبر عودة زعم حزب الأمة “تطورا طبيعيا في تحمل اعبائه الوطنية في قيادة شعبنا في هذه المرحلة من نضال الشعب الدوؤب لتحقيق السلام ووقف الحرب وإحداث التغيير الديمقراطي في البلاد”.
وقال مناوي في تعميم صحفي الأربعاء 25 يناير 2017، “نحن في حركة تحرير السودان وكما تعاهدنا في إطار تحالف “نداء السودان” نجدد دعمنا لعودة المهدي، وممارسة نضاله من الداخل”.
وأضاف “ندعو جماهير شعبنا لإ ظهار اكبر قدر من التضامن و التلاحم و الخروج الي استقباله”.
بالفعل ،عاد الديناصور ظهر الخميس 26 يناير 2017 وفور وصوله مطار الخرطوم بعد غياب استمر 30 شهراً عن البلاد، قال في تصريحات مشتركة مع فيصل حسن إبراهيم، وزير ديوان الحكم الاتحادي بصالة الوصول في المطار، إنه قادم من مجموعة تختلف في الرؤية والرأي حول القضايا الوطنية، إلا أنهم جميعاً من حمل السلاح ومن لم يحمله، باتوا على قلب إنسان واحد يرحبون بالعبور الوطني في السودان نحو السلام والديمقراطية.
أعرب الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي المعارض في السودان، عن سعادته باستعداد الحكومة السودانية للحوار والعبور الوطني نحو السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي، وأكد على مراهنته على إتفاقية “خارطة الطريق”، التي وقعها تحالف “نداء السودان” مع الحكومة السودانية برعاية الألية الأفريقية، مشيراً إلى أنها يمكن أن تفتح الطريق لبلوغ الغاية الوطنية المنشودة.
وقال فيصل حسن إبراهيم، وزير ديوان الحكم الاتحادي، إن حكومته ترحب بالمهدي، لأنها تعلم أنه يتطلع للحلول القومية للقضايا الوطنية، وأشار إلى أنهم يتفقون معه في ضرورة الوصول لهذه الحلول عبر الحوار الوطني، الذي يهدف لجعل قضايا السلام والدستور للجميع، ودعا المهدي وغيره ممن لم يشاركوا في الحوار بالانخراط فيه.
قلنا مراراً وتكراراً وسنظل نقول ان الصادق المهدي ليس على خلاف أو اختلاف مع نظام الإبادة الجماعية الحاكم في السودان وأن خروجه من السودان قبل 30 شهرا الى منفاه الإختياري في مصر كان مجرد مسرحية بايخة ، ذلك أن الهدف من مغادرته السودان كان لشق الجبهة الثورية السودانية واستبدالها بتحالف ضبابي هش لا يشير في برنامجه السياسي الى الكفاح المسلح وتغيير النظام بالقوة وهو الشئ الذي نجح فيه المهدي عندما استطاع تكوين تحالف نداء السودان واقنع القيادة المكلفة للحركة الشعبية بالتخلي عن شعاراتها المطروحة -منها عدم المطالبة بهيكلة الدولة السودانية أو الإصرار على تقديم عمر البشير وبقية الجناة لمحكمة الجنائية الدولية.
نعم ، عاد المهدي الى السودان بعد ان قام بتنفيذ مهمته على أكمل وجه ومن غير المستبعد ان يكافئه النظام السوداني بتعيينه رئيسا للوزراء ليقوم هو بدوره بشحن أصحابه في تحالف قوى نداء السودان الى السودان تحت حجة ان الحكومة السودانية أظهرت جديتها ومستعدة للحوار والعبور الوطني نحو السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي ، وهذا ما نفهمه من قول عقار في تعميم صحفي “إننا راضون عن العمل المشترك الذي قمنا به مع الصادق المهدي طوال فترة تواجده في الخارج وسنسق معه في الداخل”.
إنهم يراهنون على إتفاقية “خارطة الطريق”، التي وقوعها مع الحكومة السودانية برعاية الألية الأفريقية، لكنهم رفضوا ربطها بالحوار الوطني الذي نادى به عمر البشر لينتهي الأمر بتجميد خارطة الطريق. واليوم يبدو أن تحالف نداء السودان في هذا الجو السياسي -الدولي والإقليمي الملغم جدا سيما بعد وصول الشعبوي (دونالد ترامب) إلى الرئاسة الأمريكية ، اشتاق الى خارطة الطريق وعلى استعداد لقبول الحوار الوطني الذي رفضه من قبل وهو صاغر وذليل.
إنها الإستهبال والإسهال السياسي واستمرار مسلسل سقوط الأقنعة ..وشكرا للمواقف الصعبة بمقدار ما تسببه من ألم لكنها أجابت عن كل الاسئلة المحيرة في بيان مالك عقار ومناوي.
كانوا يطالبون بإسقاط نظام البشير ،فلما فشلوا ، طالبوا بما سموه بحوار جادي يؤدي إلى السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي ،ولما خاب مسعاهم عادوا يطالبون المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي بممارسة الضغط على الخرطوم، فلما تأكدوا من فشلهم الكبير ،عادوا يتحدثون عن “مبادئهم” في عدم الإنخراط في مفاوضات سياسية مع حكومة البشير، وعندما فشلوا هددوا بالعصيان المدني والنزول الى الشارع ، ولما لم يجدوا من يستمع إليهم ، طالب أحدهم كل السودانيين بالخارج بالعودة الجماعية الى الداخل لإسقاط النظام !!! إنها معارضة خائبة خائنة خاسئة خاسرة لا تعرف حتى ماذا تريد.
لم نكن نرجم بالغيب حينما قلنا إن السيد الصادق المهدي لم يخرج من السودان قبل 30 شهرا معارضاً حقيقيا لنظام الخرطوم ، بل خرج لمهمة محددة وسيعود الى الخرطوم فور انتهاء مهمته الأمنية ، لكنه ادعى معارضة النظام وهي المخدر الذي يحقن به انصاره يومياً، وهي نفس المخدر الذي استخدمه مالك عقار لتخدير جماهير الحركة الشعبية. لكننا لم نكن نتوقع أن يذل ملك عقار نفسه إلى هذه الدرجة ويطالب من جماهير الحركة بإستقبال المهدي. كنا نعتقد أنه وصل إلى مستوى من الانحدار إلى ما دونه عندما تحالف مع المهدي في نداء السودان ، لكنه فاجأنا ونزل إلى الدرك الأسفل عندما طالب الناس بإستقباله وكأن المهدي قدم شيئا مفيدا يستحق الإستقبال الشعبي.
إن رهانات مالك عقار واركو مناي على الصادق المهدي لإسقاط النظام رهان خاسر ، بل افلاس سياسي واستفزاز لمشاعر السود الأعظم من السودانيين ، لأن الرهان الوحيد الذي سيجبر نظام الخرطوم على التراجع عن مواقفه المتصلبة واستجداء المفاوضات هو الكفاح المسلح واقتلاع نظام البشير بالقوة ..لكن الصادق المهدي اقنع حملة السلاح بالتخلي عن هذا الخيار وأكد في مرات كثيرة أنه لن يسمح بالمقاومة المسلحة، وأنه لا يعترف إلآ بالمقاومة السلمية، لتصفق له قوى نداء السودان وكأنها تقول “نعم والله ياسيدي المهدي” فعلا ليس هناك فائدة من حمل السلاح ..عد إلى السودان وسنلحقك بإذن البشير وتعالى.
أيها الرفيق مالك عقار، كفاك جرياً وراء السراب، عد إلى الجيش الشعبي، وادعه يهاجم قوات النظام ومليشياته أينما وجدت.. وبالزحف نحو مناطق سيطرتها ..بقتلهم كما يقتلون مؤيدى الحركة الشعبية.. ارفع رأسك بالجيش الشعبي، فهو الضمان الوحيد لأن يسمع النظام السوداني كلامك ويأخذه على محمل الجد. أنت تعرف أن ديناصور حزب الأمة يبيعك كلاماً ووعوداً جوفاء، وأنك تحرث في البحر. أما إذا أتعبك النضال ولم تكن تستحمله ، فعد إلى حضن النظام كما عاد زعيمك وسيدك المهدي، وأترك النضال يستمر حتى تحقيق الهدف الذي من أجله رُفع السلاح.
54 سنة سياسة وقد ناهز المهدي من العمر 81 عاما ، وما زال المتوهمين والراكضين وراءه يتوقعون منه خيراً وكأن تأريخ هذا الرجل الملئ بالخيبات والنكبات والإنتكاسات المخجلة مخفي عليهم ..لماذا لا يتركون هذا الرجل وتأريخه الذي تخجل منه الشموس والأقمار ..لماذا يمسحون أحذيته وقد تخلى عنه حتى أنصاره الأُميين ..أي سودان جديد يتحدث عنه عقار ومناوي وعرمان وقد تحالفوا مع المقصود بالسودان القديم زززاتو؟.