الخرطوم – صوت الهامش
سخر الكاتب والروائي السوداني، عبد العزيز بركة ساكن، مما وصفه بالعنف اللفظي الموجه ضد الاثيوبيين والإريتريين، وقال يبدو أن هنالك حرباً يقودها القوميون، وتشجَّع عليها الصحف الصفراء في السودان.
وأعرب عن دهشته لما سماه افتخار الشخص بـ “قبيلته او جنسه أو لونه أو أسرته او وطنه” وأردف قائلا: هذه الأشياء لم تكتسبها بنفسك، بل لم تبذل اقل جهد لكي تنالها، ولكنك ولدت واكتسبتها بصدفة بيولوجية لا يد لك فيها.
وأضاف ساكن، فالإنسان يفتخر إذا كان هنالك داعي لهذه الصفة غير الحميدة، بما أنجزه بنفسه وبيديه وبعرقه وبفكره وبمثابرته وبجنونه ومحبته وحتى بفسقه الخاص وثورته وتفاهته، أعني بماهية وجوده في هذا العالم ومشاركته النشطة أو الكسولة.
وتابع قائلا: أنت لستك أفضل من اي شيء، لستك أفضل من شجرة او غصن ميت او طائر، وليس أفضل من صخرة صماء، الكل له ظرف وجوده وفائدته وقيمته، بل ابعد من ذلك.
وأوضح ساكن “أقصد أنت حبشي، وتشادى، ونيجيري، وألماني، ومصري، وحجر، وعامود نور، وخراء، وزهرة، وكومة تراب، وأرنب وفار، وأنت نجم، وثقب أسود ببساطة انت كل شيء ولا شيء”.
وتساءل بالقول ما هو وجه السوء في أن أكون، إرتري وتشادى وسوداني؟ وما فائدة وعظمة أن اكون غير ذلك؟ لماذا تريد أن يكون مصيرنا الديمغرافي والإحيائي واحد؟؟
وأردف قائلا: إذا كان بإمكانك أن تكون الذي كنته إحيائيا، أي؛ اخترت والديك ووطنك، ولونك، وقبيلتك ثم قدمت لهذا العالم ما يفيد، فعايرني لأنني لم اختر كما اخترت أنت: لأنك جعلت الشمس تشرق من الجنوب، وانا لم أستطع ذلك، لأنك خلقت كوكباً جديداً يشع نوراً وانا لم أستطع ان أخلق سنبلة واحدة.
ومضى بالقول: الحبشي عظيم، كما أنت عظيم، وعندما تكون تافهاً، فهي صفة تخصك وحدك، والصفات المكتسبة هي، مجال للمعايرة أو المدح، قاتل، مجرم، سارق، سفيه، مغتصب، انقلابي، مُهَرَّبْ ذهب قاتل ثوار في ميدان الاعتصام أو، بطل شجاع كريم محب، لأنها من عمل يديك.