أشراقة احمد خميس
اه اه من وجعكم ياطفال بلادي قلتها بعد ان نفس طويل وانا استحضر لحظات جالت بخاطري لن تنسى، وسرحت كثيراً وانا اتمعن في الورقة البيضاء وقلم الحبر الجاف قبل ان اكتب هذه الحروف التي جاءتني متثاقلة الخطى لتحكي لكم حكاية وقصة الطفلة ام الخير، انها قصة مختلفة عن القصص الاخرى التي تروى عن الاطفال في زمن الحرب، فام الخير مثلها مثل عشرات الاطفال بمعسكرات اللجؤ بولاية اعالي النيل المكتسية بالخضرة في هذا الخريف، قصة بطلتنا ام الخير ترويها لنا اصابعها الذهبية ويداها الناعمتان الغضتان، تعالوا نتسامر بقصة طفلة تبدع فى زمن الحرب.
أم الخير معتز على عثمان، طفلة لاجئة من اقليم النيل الأزرق تبلغ من العمر 6 سنوات والدتها هي روضة عبد الرازق، نزحت ام الخير واسرتها الي معسكر اللجؤ قبل سنوات وهي تقطن وأسرتها بمعسكر جندراسة بمقاطعة المابان بأعالي النيل بدولة جنوب السودان وهي طالبة تدرس بالسنة الأولى بمدرسة فادمية الاساسية بالمعسكر.
وجدت ام الخير نفسها مع هطول الامطار الغزيرة و الارض الخصبة رغبتها فى الزراعة والاكتفاء الذاتى والمساهمة فى الانتاج فبدأت بزراعة الخضروات كالطماطم والباذنجان (الأسود) والكبج والملوخية، فكان الانتاج مذهلا مقارنة بعمرها وصغر عودها، فتراها تتحرك كالنحلة فى مزرعتها إشرافا ومراقبة وعملا من تشذيب للنباتات والحشائش الطفيلية ومن تسوية لإحواض الخضر وتنسيق بالمنزل للزهور والورود التى تنمو وتزين الكون في فصل الخريف.
راقبتها كاميرا عدسة هتاف الهامش وبدون ترتيب مسبق تم التصوير وعند سؤالنا لها عن سبب زراعتها قالت ببراءة انها تريد ان تساعد اسرتها وتستفيد من الامطار” المطرة كتيرة والشجر بقوم سريع لانو الواطة سمحة”، ام الخير تفكر بالمستقبل رغم ظروف حياة المعسكرات الصعبة وشظف العيش، ورغبتها أن تدرس كلية الزراعة لتصبح مهندسة زراعية فى مستقبلها القادم الذي تنظر اليه بعيون بريئة مملؤة بالامل ” داير ابقى مهندسة زراعية”، غدا ستكبر ام الخير وتتحق امنيتها وتصبح مهندسة يتفاخر بها الوطن، وتسهم فى حل مشاكل الجوع وبالتالى زيادة الإنتاج وتحقيق الرفاهية فى ربوع السودان.