الربيع محمد بابكر
حالة من الفوضى والهوس الديني تحدث حاليا بالعاصمة السودانية الخرطوم .النظام لم يراعي حرمة الشهر الحرم منتهكا ابسط حقوق الانسان في هذا الشهر المحرم. من غرائب الامور التي حدثت الامس بالسوق العربي مداهمة مليشيات الشرطة المتمثلة في ما يسمى بالنظام العام بائعات الشاي والاكول البلدية اللائي يقدمن الطعام للصائمين بعد الافطار ببضعة دقائق قامت هذه القوات باخذ كل اوانيهن وماكولاتهن عنوة دون سابق انذار او اعلام في سلوك مشين ليس له علاقة حتى بالاخلاق ناهيك عن الدين فنعلم تمام ان الاخلاق الحميدة هي مثل يؤمن بها البشرية جمعاء فكيف لنظام يدعي تطبيق الشريعة بهذا السلوك المشين وهكذا فالاسلام برئ منهم طالما ان الشعب السوداني لم يسلم من اياديهم والسنتهم وان كان مثلهم بزمان محمد اقسم ما جاء بالقران طاعة احد من البشرية . اصبح الاسلام الة للقتل وللترهيب حيث الشعب اصبح لا يصدق من يقول علانية انا مسلم
وحيث ان كلمة الله اكبر اصبح مخيفا داخل الجامعات السودانية نتيجة لسوء استخدامها.
وحيث ان بائعة الشاي اصبحت غير مقدرة ولا يجب احترامها باسم الدين
وحيث ان المراه التي تزوجت دون اذن ابويها تجلد 75جلدة عقوبة عفت عنها الدهر و في الاصل لم ترد فيها نص لا بالكتاب ولا السنة ونعلم تمام ان الاصل في الاشياء الاباحة ما لم ترد نص قطعي الدلالة في تحريم الشيء .
وحيث ان نورا اغتصبت ولم ترى القانون في ذلك جريمة بل ادانتها لانها قتلت من اعتدى عليها جنسيا و جسديا في محكمة بين ليلة وضحاها
وحيث ان ائمة المساجد ياخذون الالف دولار مقابل اداة صلاة التراويح بينما الفقراء يصومون ليلا ونهارا ليس لهم رحيم يرحمهم ولا راعي يرعاهم .
وحيث ان عشرة من المسلمين يرتدون عن الاسلام معتنقين الديانة المسيحية بعد الظلم الذي واجههم من قبل النظام الذي يدعي تطبيق الاسلام
وحيث ان عبدالرؤف الذي كان حافظا للقران ما عاد يصدقه ونصب نفسه رسولا للانسانية
وحيث ان محمد محمود الصوفي المعروف بشمال السودان اعلن مهديته وانه المصلح لدين الله وعلى الشعب اتباعه وتزكيته من اجل الخلاص
في كل الحيثيات التي سبقت لم يسلم الشعب السوداني من ايادي الحزب الاسلامي الفاشي الذي جوع الشعب السوداني متعمدا من اجل الحفاظ على كرسي السلطة .
كما ادلج الشعب عن طريق المناهج والمنابر الدينية ونصبوا انفسهم دعاة كلفهم الله بحماية الدين والمجتمع فهم يرون انه لا دين الا الذي يعرفونه هم وةا شرعا الا ما يشرتونه ولا مسلما الا من اتبعهم وصار على نهجهم المضلل والمزييف للحقائق .
الدين ببساطة قيم واخلاق ومثل فالقيم اشياء معروفة كاحترام الاخرين و التعاون معهم ومساعدتهم والاخلاق اجتناب الاشياء التي تضر بالمجتمع ولا تتوافق مع مشاعرهم واحاسيسهم وتوجهاتهم والمثل تلك القيم الانسانية النبيلة التي يتفق عليها البشرية جمعاء كالعدل الذي لا يجحد به احد والديمقراطية التي اصبحت ارقى وسيلة للحكم والتداول السلمي للسلطة والاحسان الذي ورد في كل كتم السماوية والتسامح الذي تحدث عنه الاديان بشتى انواعها.
فما ذنب تلك المسكينة التي تعمل كبائعة في السوق لتأوي اطفالها وابناءها الذي ربما فقدوا والدهم وقد يكون فيما يسمى بالجهاد
باسم الدين لم نجد اسرة واحدة والا قدمت شهيدا في نظر هؤلاء الاسلامين في الجنوب الجديد والقديم وغرب السودان . باسم الدين والعروبة تفكك النسيج الاجتماعي والقاسم المشترك الذي يجمع الشعب السوداني حيث يموت الالاف باسلحة النظام داخل حدود هذا الوطن و الناس صامتون كصمت القرور باعتبار تلك الحوادث لا تعني لهم شيئا . بينما اذا مات طفلا في فلسطين يخرج الالاف منددين شعارتهم التي تطالب باستقلال فلسطين من ايادي اسرائيل وحين يتحدث عهدهم عن تقرير مصيره يعتبر خائنا للوطن وعدوا للنظام .
المرحلة التي تعيشها الشعب السوداني اصبح من الخطورة بمكان فبالتالي من الضرورة ايجاد حل مستقبلي مع عدم ربط التغيير بالاجال القصيرة . وعلى القوى التي تؤمن بان الاسلام السياسي ما عاد صالحا ان تتحالف وتتوحد وتكثف جهودها من اجل توعية الشعب السوداني .
مسألة الاعتقاد والزي والتفكير مسالة شخصية الدين الذي يعتنقه الفرد اكراها لا تغني ولا تفيدنا ولا تفيده هو شخصيا في دنياه او اخرته الم يقم الله في القران لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن بما كسبت قلوبكم . فيجب ترك الناس احرار لتبدوا الاشياء على طبيعتها دون زيف او تزين .
الابادة باسم الدين ما زالت مستمرة في كل انحاء السودان فالابادة لا تعني فقط قتل وتشريد سكان الارياف في اقاليم معينة بل سلب ارادتهم هي اسوأ انواع الابادات التي تصنع انسان ينفذ الانواع السابقة للابادة .او ما يمكن ان نسميه بالانسان المقهور يقهر عاطفيا دينيا اجتماعيا ويلبس ثوب يعتقد في نفسه حامي وراعي الدولة . ويطيع الحاكم طاعة عمياء ويكون من المخلصين المتعصبين كابن كثير الذي اغتال طلاب داخلية جامعة ام درمان الاسلامية قبيل عيد الاضحى الماضي بسويعات .
مع كل هذا ياتي بعضهم ويرى في النظام نظاما شرعيا هيا يا هامش السودان ادركوا ان الاسلام دينا وليست دولة وطالما انكم لم تسلموا من ايادي والسنة جميع الجبهات الاسلامية اذا ما هم بمسلمين والاسلام منهم برئ وعلينا ان نتنازل عن بعض مسائلنا الشخصية لنؤسس لدولة الكرامة الانسانية لنعيش فيها كبشر متساوين في الحقوق والواجبات وفقا للمواطنة فالان الحقوق تنال حسب الدين والواجبات مفروضة على الجميع وبعضهم ليس له واجب .
الدولة منتوج انساني حديث نتيجة لتلك التطوارت التي حدثت للبشرية ابتداء من مرحلة الصيد والالتقاط حتر مرحلة الامبراطوريات انتهاء بالدولة الحديثة التي ننشدها . للدولة اركان جغرافيا محددة وشعب يسكن تلك الجغرافية ودستور يحكم ذلك الشعب حسب رضاهم واعطائهم الشرعية للدستور وجيش يحمي الاركان الثلاثة السابقة وهذه الاركان ليس لها علاقة مع الدين قديما كان وحتى الان فالدين لم يكن دولة في يوم من الايام كما ان الانبياء والرسل باستثناء سليمان وابنه داؤود لم ينصبوا حكاما لمجتمعاتهن بل انبياء ورسل لايصال الرسالة وكما قال رسلول الاسلام انه بعث ليتمم مكارم الاخلاق وخاطبنا القران الكريم بانه ما ارسل الا بشير ونذيرا .
عند اجراء مقارنة بين الدين والدولة نجدهما متناقضين فاحدهما يدعوا لادارة المجتمع وخدمته ورفاهيته والاخر يدعو للعبادة من اجل الخلاص يوم الواقعة
كما ان الدولة لا يمكن ادارتها الا عقليا وفقا لمتكلبات الواقع والضرورات . والقوانين واللوائح المؤسسات التي تدير الدولة لا يمكن ان تلصق عليها ايات دينية او اصحاحات او تلمودات دينية . ومن يؤمن بالدولة الدينية فهو جاهل بالتاريخ . على سبيل المثال حينما مات مروان بن الحكم وكان ولي عهده ابنه عبدالملك جاءه كبار بني امي فقالوا له لقد مات والدك وال الامر اليك فاخذ المصحف فقبله ثم وضعه على الارض وقال هذا اخر العهد بك . اولم تسمعوا ان بني امية هم الذين جعلوا مسجد الرسول صل الله عليه وسلم مربط للخيل اولم تقرأوا عن قصة الحجاج بن يوسف الذي قتل والد احد رعيته دون جريمة حتى لا يكون لابن المقتول حجة عند الاستعداد للحرب.وحوادث لا تصدق كسير قتل العماء والفلاسفة المسلمين .
Rabee1211@gmail.com
تعليقان
بلد الاشياء والاوهام
السودان بلد متنوع الاعراق والاديان ولكن الدين الاسلامي هيمن علي بقية الاديان لذلك من الطبيعي جلد امرأة تزوجت بدون موافقة من اسرتها