الخرطوم _صوت الهامش
وصف محمد رفعت، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، الوضع في الخرطوم بأنه كارثي، حيث تجاوز مستوى الدمار فيها كل التوقعات، مشيرًا إلى أن الحرب التي دامت عامين قد استهدفت جميع البنى التحتية الأساسية، مما جعل الحياة مستحيلة للعديد من السكان.
وفي تصريحات له في جنيف، عقب زيارة استغرقت أربعة أيام للخرطوم وضواحيها، قال رفعت: “لقد شاهدت محطات الكهرباء النهب والأنابيب المدمرة. لم يكن هناك استهداف فقط للمنازل أو المناطق العسكرية، بل لكل ما يمكن أن يحافظ على حياة الناس”.
وأوضح أن الوضع في الخرطوم يشهد أزمة إنسانية حادة، وسط محدودية الوصول الإنساني ونقص التمويل، مما يزيد من معاناة السكان، خاصة النساء.
وتطرق رفعت إلى الحاجة الماسة لتوفير التمويل الإنساني لمساعدة المتضررين، مؤكدًا أن العديد من المنظمات الإنسانية اضطرت لتقليص عملياتها بسبب نقص الأموال. وأشار إلى أن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث تم تهجير أكثر من 11 مليون شخص داخل البلاد.
وركز رفعت أيضًا على الحاجة إلى إعادة بناء الخرطوم والمناطق المتضررة، مشيرًا إلى أن هذه العملية ستستغرق وقتًا طويلا، لكن من الممكن توفير المأوى وسبل العيش الكريمة للمتضررين بمجرد توافر التمويل اللازم.
وأوضح أن المنظمة الدولية للهجرة تسعى للحصول على 250 مليون دولار لمساعدة 1.7 مليون شخص، ولكن لم يتم تغطية سوى 9% من المبلغ المطلوب حتى يناير 2025.
وتناول رفعت أيضًا قصصًا إنسانية، منها قصة سارة، المعلمة التي عاشت في الخرطوم بحري طوال فترة الحرب، دون أن تتمكن من مغادرة منزلها بسبب نقص وسائل النقل والدعم.
كما أشار إلى قصة فتاة أخرى تدعى ترتيل، التي عبرت عن رغبتها في العودة إلى التعليم رغم الظروف الصعبة.
وأختتم رفعت بالقول إن عودة النازحين إلى الخرطوم تتطلب جهودًا كبيرة لاستعادة الخدمات الأساسية، مثل الصحة والمياه والكهرباء، مشيرًا إلى أن هناك أملًا ضئيلًا مع عودة 400 ألف نازح إلى ديارهم مؤخرًا، رغم الدمار الذي لحق بمنازلهم.