الفاضل سعيد سنهوري
حكومة الوفاق الوطني لنظام المؤتمر الوطني هي واحدة من خيبات الوثبة ومايسمي بالحوار الوطني لنظام المجرم عمر البشير في محاولة منه للاستمرار في الحكم، وللتمديد لحكم نظام الجبهة الاسلامية الفاشل. فبعد ان أستمرأ النظام الكذب والنفاق منذ العام ١٩٨٩ يجئ اليوم بفريه جديدة ويعلن أرتداء فروة ثعلب جديدة مع مجموعة من المتسلقيين والانتهازيين واحزاب بلا قواعد ولا جماهير وحركات مسلحة لا وجود لها علي أرض الواقع.
طرز المجرم عمر البشير وأعوانه عصابته الجديدة بلفيف من أحفاد وأبناء الطوائف الدينية القديمة والمتهالكة التي تشظت وتكلست داخليا بعد ان مارس قادتها الديكتاتورية والتسلط، لم تجد بعض المجموعات من هذة الطوائف غير التحالف مع النظام لاستدامة مصالحهم والابقاء علي الشكل القديم للدولة السودانية للحفاظ علي مصالحهم المبنية علي ماضي سئ غير عادل، جميعهم يتشاركون نفس المبدأ علي الابقاء عليىالعقد الاجتماعي القديم وتمركز الثروات والسلطة حولهم وابعاد الأخرين وشراء كمبارس من الهامش لاخراج التمثيلية كما يحدث الان فيما يسمي بحكومة الوفاق الوطني.
الوفاق الذي حدث هو توافق بين عصابة المجرم عمر البشير ومجموعات من الذين صعب عليهم السير في طريق اسقاط النظام، ومجموعة من الاحزاب والطوائف القديمة بعد ان فضحت الطرق القديمة للمحافظ علي الاتباع التي كانوا يغشون بها السذج والبسطاء من الشعب واتباعهم. الحكومة الجديدة المزركشة والمبرقشة هي امتدادا للسودان القديم الطبقي العنصري، وكذلك النظام الفاسد الفاشل الذي يقتل المواطنيين ويسرق قوتهم باسم الدين وبيع الوعود الزائفة والوهم في القرن الواحد عشرين، الحكومة الجيدة والسابقة تسير وهي عارية مكشوفة العورة وتجاهر بمعصيتها وظن البشير واعوانهم ان سلطتهم دائمة لكن هذا الذي يبدوا لهم كسراب ووهم وهم يعلمون ذلك، ومستقبل السودان لايمكن ان يتم بناءه بهذا الشكل السمج وحكومة ترضيات للبيوتات القديمة وأحزاب كرتونية وأشخاص هبل يعشقون الصور والنساء والعاهرات وسرقة خزائن الشعب.
اذا ما المطلوب وماهو العمل.. أن أسقاط النظام خيار أستراتيجي وثابت للتخلص من هذة العصابة وأعادة بناء الدولة السودانية وضمان مستقبلها ومستقبل الاجيال الجديدة، وأسقاط النظام لا ينادي به علي أستحياء او خلال حائل كثيف ويكون بمختلف الطرق والاشكال، بالكفاح المسلح والعصيان المدني والانتفاضات وغيرها من الطرق والوسائل المبتدعة المجربة. وعلي كل القوي ومختلف فئات الشعب السوداني عدم الركون الي امكانية ان تاتي هذة العصابة بجديد يحسن واقع الشعب السوداني الذي ظل يكتوي من افعالهم الشريرة، بل ان تتخذ كل القوي السياسية الصادقة في مواقفها من أعلان مايسمي بحكومة الوفاق فرصة للوقوف بقوة والأصطفاف بجانب الشعب ونصرته ومخاطبة قضاياة الحقيقية وعدم التنازل عن استحقاقته وضمان تحقيق كل قضاياه العادلة، وهذا هو الموقف الوطني الصحيح والمطلوب والذي ينبغي ان تتمسك به كل القوي السياسية وليس المشاركة في هذا العبث الذي لن يزيد الا من معاناة الشعب السوداني واهدار مواردة وضياع ثرواته في جيوب من لا يقدمون له شيئا.
علي النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي مواصلة دورهم الفعال في كشف زيف وأكاذيب النظام وفضح ممارسات هذة العصابة القديمة وأعوانهم الجدد، والاستمرار في قوفهم الوطني والغيور تجاه الوطن وقضايا الشعب المختلفة ومحاربة العنصرية التي يروج لها النظام ليقتات منها سنوات عمر جديدة. وعلي الشباب الناهض عدم التنازل أبدا عن دماء الشهداء الاوفياء الذين سقطوا في المظاهرات والانتفاضات السلمية لان التنازل عنها يعتبر خيانة لأرواحهم التي فدونا بها، فالتغيير لا يمكن ان يحدث دون تضحيات ومن المحتم ان كل الذين تورطوا في قتل الشهداء وأهانة هذا الشعب المغلوب علي أمره لن يفلتوا من العدالة والعقاب والمحاسبة عن الجرائم التي أرتكبوها بحق الأبرياء وكل من طالب بحقوقة السياسية والمدنية وكره الضيم والمهانة.