احبك: أريد أن اغني هذه الأغنية، احبك.
الأغنية التي تخصك وحدك، تخص عينيك الجميلتين اللتين قال عنهما صديقي ابن الإنسان إنهما مصباح الجسد، ورآهما سليمان كحمامتين، وغناهما السياب كغابتين. احبك، هذه الأغنية لم يغنها بعد عصفور ولم ترقصها شاكيرا ولم يلحنها استيف وندر، أغنية من أجلك وحدك و لك دون العالمين. أغنية تبدأ هكذا: احبك أحبك أيضا احبك.
لانهاية لهذه الأغنية لأنها في الأصل لا بداية لها، كل ما فكر فيه أولئك المهووسون بالبدايات و النهايات اقصد ذلك النفر من الجن والأنس يسكنون بين هنا وهنالك يغردون مثل العصافير و ينبحون مثل كلب الجيران، كلهم كانوا يفتشون عما يُظن انه بداية أو نهاية، العالم اليوم ينام في الفيسبوك ، كل النساء هنالك، بكامل زينتهن وغوايتهن بجنون صدورهن، في الفيسبوك يمكنك أن تشم عبق إبطهن وحنان الروح، جميلات كمصابيح السماء، يفيخن ،يشخرن، ينتعظن، ينسطلن بأفيون الغربة، يمارسن الجنس علي شاشة التلفاز مع أزواجهن المغربين في البلاد البعيدة، حيث تفصل المسافة ما بين الجسد و الجسد، يتشهين دفء أنفاسهم المصابةبالنستولجيا، وعندما ينجزن جراحات اللذة تهوهو أفخاذهن كالريح الضالة، قهوة هذا الصباح احتسيها معك ، اخلطها بسلاف أسنانك الجميلة، كم وردة تاهت في غياهب هذا الجمال المسحور، كم برتقالة كم آية يا حبيبتي، كم من ذكور النحل حلقت في تلك السموات العميقة. نهداك موجتان في إعصار الجسد، فخذاك جنتان . عيناك كلمتان قالهما الرب بعد رحيل الأنبياء، أيتها السجاح، حبيبتي، جنيتي، امرأتي، جحيمي الجميل، خازوق ليلتي، بنت إبليسي، أبالستي المقربون، يا نبيتي.
وسيتبقى كل ليلة من الليل ليلٌ وحيدٌ، يندس ما بين النافذة و جوارب الأطفال، ينتهره صياح الديك الغجري، ديك النشوة الخالدة. القهوة معدة تماما من أجلك، الفراش و المنضدة و الكمبيوتر الشخصي، صورتهُ معلقة على الحائط، فارتان تتناجيان،الباشمبو الصغير يفتتن بقطعة خبز، يغني طاهر سراجيه بلغة البرتي، لبنيات الأدك و الامبررو، يقول إن شفاههن سوداء بفعل الوشم، البرتاويات الساحرات، وليلي يمضي في أحضانك الشاسعة، اغرق مثل حوت ميت في بحرك، لا تنقذني كل المخاوف التي خبرتها، وأنا مثل تلال الوهم المائية التي تبدو للظمآن ماءً وللعاشق شفتيك، سأغنى تلك الأغنية أعلم انه لا بداية لها، ابدأها هكذا: الأغنية التي لا بداية لها، فلنغنها معا، تانك هما شفتاي اعزفي عليهما اللحن الأكثر قدسية و شبق.