بالأمس، الأربعاء الموافق ١٠/٨/٢٠١٦ قامت سلطات الشرطة بالتعدي السافر علي منزل الدكتورة صباح كيلا القيادية بالكيان النوبي الجامع وذلك بإقدامها على هدم منزلها الكائن بحي البحر بالشجرة جنوبي الخرطوم وذلك دونما سابق إخطار بنية السلطات على القيام بهذه الفعلة النكراء والتي تجاوزت هذه المرة كل قيم الانسانية والخلق القويم وقيم الاسلام الحنيف…
فجأة ودون سابق إنذار وجدت الأسرة نفسها أمام كراكات الشرطة وهي تشرع في تجريف المنزل وإزالته بما فيه من الوجود وكان من الطبيعي أن تتصدي لهم الأسرة مستفسرة ومستوضحة عما هم مقدمون عليه لاسيما وأن الأسرة لم تتلق يوما أي اخطار او اتصال سابق يدل علي عزم السلطات إزالة المنزل أسوة بما يحدث عادة في حالة إزالة ما يشار اليه بالمنازل العشوائية علما بأن هذا المنزل لم يصنف يوما بأنه من بين المنازل التي ينطبق عليها وصف العشوائية…
عندما واجهت الأسرة إصرارا ( لا تفسير له) من قبل الشرطة على المضي قدما في تجريف المنزل طلبوا منهم إمهالهم لإخراج المقتنيات خارج المنزل قبل الشروع في تنفيذ الهدم غير أن إصرار الشرطة على تنفيذ هذه الفعلة النكراء لم يكن ليحيل بينه استجداء أو طلب مهلة … ليس هذا فحسب بل ان تمادي الشرطة وصل بهم مرحلة الإعتداء بالضرب على الدكتورة صباح الشئ الذي أفقدها وعيها وتسبب في نوبة إغماءة استدعت نقلها للمستشفي للعلاج وهي التي عادت لتوها ( منذ حوالي يومين) من رحلة علاج بالقاهرة دخلت خلالها المستشفيات وأجريت عددا من العمليات الجراحية….
لماذا يحدث هذا وبأي منطق وتحت أي شرع الهي أو وضعي؟؟؟… لعلم الجميع فإن منزل الأسرة المستهدف والكائن في حي البحر كجزء وامتداد لمنازل الري المصري غربي الشجرة لم يكن يوما من بين المنازل التي تسلم قاطنوها ( في منطقة التكامل) إخطارات بعزم السلطات على هدمها فلماذا إذن استثناء منزل الدكتورة صباح تحديدا؟؟؟
الإجابة بالنسبة لنا واضحة ولا غموض فيها … لقد ظلت الدكتورة صباح مستهدفة من قبل أجهزة الأمن ( سيئة الصيت) منذ أن شاركت بوصفها قيادية في لجان الكيان النوبي الجامع في كل الأنشطة والوقفات الاحتجاجية التي أقدم عليها الكيان النوبي سواء كان ذلك في العاصمة أو منطقة المحس لاسيما تلك الوقفات والمهرجانات التي تتم في إطار مناهضة بناء السدود في المنطقة النوبية وكان آخرها الوقفة الاحتجاجية أمام فندق روتانا في نوفمبر الماضي والتي اعتقلت فيها الدكتور صباح وأودعت حراسات الشرطة..
لئن كانت سياسة تكميم الأفواه لمن يطالبون بعدالة قضاياهم وإزالة الظلم الواقع على أهليهم قد أصبحت من الأمور التي تعودنا عليها من جراء تكرارها إلا أننا لا نفهم مطلقا أن تصل الأمور بسلطات الأمن الى مرحلة الإقدام على ما يمكن تفسيره بداهة بتكميم الأفواه عن طريق التشفي ومحاولة الانتقام بتلك الصورة اللا إنسانية متمثلة في حرمان أسرة كاملة من حق العيش بسلام وطمأنينة في منزلها الذي شهد ميلاد كل أفرادها…
اننا في الكيان النوبي الجامع نرفع عقيرتنا وبالصوت العالي شاجبين ومستنكرين هذا الفعل البشع الذي أقدمت عليه السلطات كأبشع ظاهرة يشهدها تاريخنا المعاصر ونطالب السلطات المسؤولة بالاسراع أولا بتسكين هذه الأسرة المنكوبة على نحو عاجل ومن ثم نطالبها بالإسراع في تكليف لجنة محايدة لتقصي الحقائق ومن ثم إيقاع أقصى العقوبات الممكنة علي كل من أقدم على اقتراف هذه الجريمة النكراء وإحقاق الحق المسلوب وإعادته كاملا غير منقوص لهذه الأسرة المكلومة…
المكتب التنفيذي
الكيان النوبي الجامع الخميس ١١ أغسطس ٢٠١٦م