إن فوكس
نجيب ابوأحمد
[email protected]
الفطور على بصلة ولا الكيزان !
ثورة 19 ديسمبر المجيدة بدأت بشرارة أشعلها شباب ديسمبريون يطالبون بحقوقهم المسلوبة
وكرامتهم المنتهكة واموالهم التي سرقها لصوص بإسم الإنقاذ والدين وليس لهم أي علاقة
بالدين الإسلامي.
شرارة ثورة ديسمبر وصلت كل الولايات وتميزت على كل ثورات الربيع وأنتصرت بسلميتها
واربكت النظام الشمولي وحطمت ذريعة تصديهم لإنقاذ الوطن من الشتات والإنقسام وفقاً
لنظرية المؤامرة لديهم فسرقوا الوطن وقتلوا أبنائه وباعوا جنوبه من أجل البقاء في
السلطة.
الثورة مرت بمنعطفات كثيرة حاولت الثورة المضادة مرات عديدة إجهاض الأهداف المرجوة من
الثورة بمساعدة عساكر كيزان صنعهم نظام الإنقاذ البائد ومنحهم رتب وأوسمة ونياشين لا
يستحقونها استغلوا بعض الثقوب المعيبة في الوثيقة الدستورية وفرضوا نفسهم شركاء بحجة
حماية الثورة والفترة الإنتقالية ونسوا مهمتهم الأساسية التي تتمثل في الدفاع عن سلامة
أرض الوطن وسيادته وأعتلوا المسرح السياسي ولكنهم فشلوا في أداء الدور وفشلوا أيضاً في
المحافظة على الأمن والإستقرار الذي يعد من صميم ومهام المؤسسات العسكرية وأصبحوا
يشكلون خطراً محدقاً على السلم الإجتماعي وعلى مؤسسات الدولة والفترة الإنتقالية التي
تعهدوا بحمياتها ونقول لهم الثورة محمية بإرادة شعبية ودماء الشهداء وقود لجان
المقاومة والشوارع لا تحون و(المليونية بكبسة ذر).
الكل يعلم أن الاحتجاجات والتتريس في الشوارع سببه ضيق المعيشة وإرتفاع اسعار المواد
الإستهلاكية الضرورية التي يحتاجها المواطن في قوته ومعيشة أبنائه واصبحت من الهموم
اليومية المؤرقة للمواطن ونعلم أن الفلول وراء هذه الأزمات المعيشية المفتعلة ورغم ذلك
(نصوم ونفطر على بصلة بلا كيزان) فالشعب الذي صبر ثلاثين عاماً على نظام قمعي ظالم قاتل
مغتصب فاسد حول حياة المواطنين الى جحيم سيناضل ويكافح مثلما كافح لإسقاط النظام
الباغي ولن يسمح بكلاكيت ثاني للانقاذ ولن يفرط في ثورة ديسمبر المجيدة وشهدائها
الأبرار الذين واجهوا بصدور عارية رصاص الظلم والاستبداد بكافة أشكاله وبأبشع صوره
وضحوا بحياتهم من أجل قيام دولة الحرية والسلام والعدالة ونقول لأمهات الشهداء
وللخنساء الديسمبرية المناضلة أم هزاع التي تشعل المنابر في إعادة إحياء الروح الثورية
للثوار دماء الشهداء أمانة في أعناق كل الثوار الأحرار ولن يسمحوا بالقفز عليها والدم
قصاد الدم.
الشعب الذي صنع الثورة الديسمبرية قادر على أن يحميها ولن يستطيع كائناً ما كان عسكري
أو مدني أو داعشي أو تاجر دين أو حوثي أو مجوسي أن يعيق مسيرتها وسيعلم الباغون أي
منقلب سينقلبون والثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها كاملة غير منقوصة والويل للخائن الجبان
المهزوم بإذن إلله ونستشهد هنا بما قاله الشاعر اليمني الكفيف الراحل عبدالله البردوني
لا أمهلَ الموتُ الجبانَ ولا نجا
منه، وعاش الثائرُ المستشهدُ
المجد والخلود للشهداء
إنتهى