ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺗﺸﺎﺩ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻋﻤﻘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺭﺑﻄﺖ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﻘﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﺎﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﺣﻴﺚ ﺍﺭﺗﻜﺰﺕ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺁﻓﺎﻕ ﻭﺟﻮﺍﻧﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ :
ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ :
ﺍﻣﺘﺪﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺗﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻚ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﻣﺘﻴﻨﺔ ﻭﺗﻌﺎﻭﻥ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻭﺩﺍﻱ ﻭﻣﻤﻠﻜﺔ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ، ﻭﺗﻄﻮﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﺪدود ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ .
ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ :
ﺗﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﺼطنعة، ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺟﺬﺭﻳﺔ
ﻭﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﻷﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 30 ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ،ﻭﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻫﺮﺓ،
ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ
ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﻣﺬﺑﺤﺔ ﺍﻟﻜﺒﻜﺐ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎﻫﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ،ﻭﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ ” ﺍﻟﻜﺎﺭﻭ ” ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ، ﻭﺗﺠﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﺟﺎﻟﻴﺔ ﺗﺸﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺍﻟﻮﻓﻮﺩ ﺍﻟﻄﻼﺑﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ .
ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ :
ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ ﻓﻲ
ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﻜﻠﻮﺭ ﻭﺍﻟﻠﺒﺲ ﻭﺍﻷﻛﻼﺕ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﻭﺍﻧﻲ، ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺍﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﺔ، ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺸﺎﺩ، ﻭﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﻨﺢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﻄﻼﺏ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﻴﻦ .
ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ :
ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺟﺪﺍ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﺘﺸﺎﺩ ﻭﻭﻋﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺮﻱ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﺒﺮﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ، ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻣﻮﻗﻊ ﺧﺎﺹ ﻟﺘﺸﺎﺩ ﻓﻲ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﺘﻮﺭﻳﺪ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ،ﻭﺍﺗﻔﻘﺖ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﺳﻚ ﺣﺪﻳﺪ، ﻭﺭﺑﻂ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﺴﻔﻠﺔ ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺭﻱ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ .
ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ :
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻣﻬﺪ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﺔ ﺑﺪﺀ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﺃﻭﻝ ﺟﺒﻬﺔ ﺛﻮﺭﻳﺔ ﺗﺸﺎﺩﻳﺔ ” ﻓﺮﻭﻟﻴﻨﺎ ” ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ” ﻧﻴﺎﻻ ” ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1966 ﻡ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻏﺘﺼﺒﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ
ﺗﻤﺒﻠﺒﺎﻱ، ﻭﺍﻧﺒﺜﻘﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻜﻤﺖ ﺗﺸﺎﺩ، ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺩﻳﺒﻲ ﺍﻧﺘﻮ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺳﻴﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺭﻓﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ . ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﻮﻃﻴﺪ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .
ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﻣﻨﻲ :
ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﺗﻮﺗﺮﺍ ﺷﺪﻳﺪﺍ، ﻭﺣﻴﺚ ﺗﺒﺎﺩﻟﺖ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺘﻴﻦ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺪﻋﻢ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺗﻤﺮﺩ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﺿﺪ ﺍﻵﺧﺮ، ﻓﻠﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻤﻨﺔ ﺗﻼﺷﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺇﺛﺮ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2010ﻡ ﺗﻢ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﻗﻮﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﺩﺣﺮ ﺃﻱ ﺗﻤﺮﺩ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺧﻄﺮ ﻳﻬﺪﺩ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ،ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺎﺭﻳﻬﺎ ﻭﺣﺴﻨﺖ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻭﻋﻤﺖ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ .
ﺻﺎﻟﺢ ﺟﺪﻱ ﺻﺎﻟﺢ
ﻛﺪﻻﻱ kedelay