ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين
تتجلى رجعية الحركات التجارية السودانية المسلحة في تبنيها الشكلي- المظهري للعدالة والمساواة واعتناقها السلفية القبلية التقليدية ولذلك انشطرت على نفسها الى قبائل وعشائر تقاتل بعضها البعض.
الازمة السودانية ليست بالضرورة ازمة حكم او سلطة ولكنها ازمة اخلاقية تكمن في الضمير ونمط تفكير المجتمع السوداني العنصري الاقصائي الذي بطبيعته يرفض الاخر المختلف عنه عرقيا وقبليا وثقافيا؛ العقل الجمعي السوداني الرجعي تلقائيا يرفض الرأي والرأي الاخر ويؤمن بالاوهام والافكار المدمرة ولذلك ظل السودانيون في حالة حرب لعقود مستمرة متجاهلين مصالحهم المادية وقيمة الوقت.
ومع بروز فكرة الدولة والديمقراطية كنظام للحكم تلاشت المؤسسات القبلية وانتهى دورها تماما في المجتمع الغربي الواعي بحقوقه ومصالحه الوطنية وادراكه النابع عن تجاربه القاسية مع الحرب واثارها المدمرة ولذلك تتجنب الدول الغربية الحروبات الاهلية وفيما بينها وتحتكم للحوار لحل جميع خلافاتها؛ وفيما تكتسب الحكومات الغربية شرعيتها من الشعب عبر انتخابات نزيهة حرة تتخذ الانظمة في افريقيا والشرق الاوسط العنف وسيلة للوصول الى السلطة وتفرض وجودها بترويع وتجويع الشعب.
ويتهم المتمردون النظام في الخرطوم بممارسة الظلم والتهميش ضدهم بسبب خلفياتهم الثقافية والقبلية؛ ولكن كيف يفسر رفض حركة العدل والمساواة اختيار قائدا جديدا لها من خارج عشيرة رئيسها الذي قضى في غارة جوية مجهولة؟؟ ألم يكن هناك من يتوفر فيه الشروط لقيادة الحركة غير شقيق الراحل خليل ابراهيم ولو من داخل عشيرته او قبيلته ناهيك عن المنحدرين من اعراق وقبائل اخرى تقاتل ابناءها ضمن جنود الحركة النظام لتحقيق العدالة والمساواة؟؟ ما الذي يجعل السودانيين ان يضعوا ثقتهم في هذه الحركات القبلية بان ياتوا لهم بالديمقراطية والحكم الرشيد في حال سنحت الفرصة لها بالحكم؟؟ ولماذا انشق مناوي عن عبدالواحد نور ورفضه الانضواء تحت قيادته؟؟
ان مصطلح الجلابي الذي دخل القاموس السياسي السوداني اليوم لا تعني بالضرورة قبيلة او فئة عرقية معينة بالمفهوم التقليدي للمصطلح الذي نشأ في اقليم دارفور وارتبط بالتجار السودانيين الشماليين الوافدين اليها ببضائعهم وسلعهم؛ وليس للمصطلح بمفهومه التقليدي لدى مجتمع دارفور بطبيعته القبلية اي ابعاد عنصرية كما وظفه الانتهازيون والسياسيون لخدمة اغراضهم الخاصة والتي لا تمت لمصلحة السودانيين بصلة ويتجلى ذلك في دولة جنوب السودان التي تحولت الى ضيعة خاصة بقبيلة الدينكا وما يسمى الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال التي بدورها اصبحت اقطاعية ملك للنوبة دون غيرهم من السودانيين المخدعين والمغرر بهم بدعاوى التهميش وغيرها من الاباطيل والحيل التي سيقت لتضليلهم من اجل القتال في صفوف النوبة واعادة انتاج التهميش في نسخته المنقحة السودان الجديد.
واذا اخذنا مصطلح الجلابي بمفهومه السياسي الانتهازي فانه بلا شك ينطبق حرفيا على الحركة الشعبية لتحرير السودان والحركات التجارية المسلحة في اقليم دارفور التي تتجار بمعاناة المدنيين والازمة الانسانية التي تمخضت عن التمرد الذي لم تختف اسبابه بعد ابرام اكثر من اتفاق للسلام والذي بدوره ادخل الحركات المسلحة في سباق على المناصب وصراع عنيف على السلطة انتهى في نهاية المطاف الى ابراز حقيقة قادتها القبليين والانكفائين فصارت حركة مناوي اقطاعية لعشيرته الزغاوة اولاد دقيل كما بقيت حركة عبدالواحد نور ماركة مسجلة لقبيلة الفور ونشأت حركة العدل المساواة نكاية في مناوي لكونه لا ينحدر من عشيرة الزغاوة كوبي وكلهم ينادون بالتغيير ويرفعون نفس الشعارات ولكن لماذا لم تتوحد هذه الحركات تحت قيادة موحدة اذا كانت اصلا لها قضية تؤمن بها؟؟
ولقد اتضح جليا وعمليا وبما لا يدع اي مجالا للشك ان التغيير على ايدي الانكفائيين القبليين الذين يختزلون مشكلة السودان في طموحاتهم الشخصية والقبلية الضيقة مجرد دعاية رخيصة؛ تجربة السلطة الانتقالية المنبثقة عن اتفاقية ابوجا الموقعة في الخامس من مايو عام 2005م كانت كفيلة باظهار نوايا سليمان اركوي مناوي ورؤية حركته في ادارة شؤون البلاد على حقيقتها وان اختلاف الاخير مع رفيقه عبدالواحد نور الذي لا يختلف عنه اخلاقيا لم يكن اختلافا على المبادئ والاهداف بقدر ما هو صراع قبلي على صدارة الحركة.
واقعيا لا يمكن اختصار حل ازمة السودان المترامي الاطراف والمتعدد الشعوب والثقافات في ان يترأس شخص من قبيلة معينة السلطة في البلاد ونحن لا ننكر ان هناك مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية لا تحل الا عبر الحوار الذي يمهد لكتابة دستور وقانون يؤسس لنظام ديمقراطي منتخب من خلال انتخابات نزيهة حرة تتنافس فيها احزاب تحمل برامج وهموم المواطنين على اختلاف انتماءاتهم الجهوية والعرقية والقبلية, لكن من الصعوبة بمكان ان يتفق السودانيون على حل يضع حدا للصراع الدموي المستمر منذ جلاء القوات البريطانية في الاول من يناير 1956م بسبب طغيان الانتماء القبلي على الولاء الوطني ومن غير المتوقع ان ياتي نظام ديمقراطي في سدة الحكم في خضم هذه الفوضى الانقسامية وسيادة العقل القبلي العرقي العنصري الذي اصبح متجذرا في ثقافة المجتمع السوداني.
تعليق واحد
The man or say the young child of politics who digs on the sand dunes, doesn’t really understand that he is not correcting anything, but he is being the proxy writer if not really paid off to do that. Looking like an angel, but doing the Satanic verses of overturning the truth. This is the disease of the third world generations of the developing or the underdeveloped and war waging countries, who are famous of fueling hate on behalf of others while they don’t know that they are doing it. When mistakes are there then rebuking is more that such happened mistakes, but not having a solution for it in the series of writing means that the dreamer is quite like an intoxicated writer just to show the fun that he knows how to write and analyze thing in vain. That is the quota of let me do it on your behalf, hope all of us can learn what does it mean the art of diplomatic writing for correcting things which many people see them as wrong path of any revolution tracks.