لندن – صوت الهامش
قالت منظمة العفو الدولية، إن عناصر حفظ السلام التابعة لبعثة اليوناميد يجب أن تتمتع بحرية تامة للوصول إلى المدنيين في منطقة جبل مرة بـدارفور وحمايتهم وتقديم المساعدات لهم.
جاء ذلك في بيان أصدرته المنظمة، تعليقا على أنباء تفيد بتوقيع اليوناميد والحكومة السودانية اتفاقية لتدشين قاعدة مؤقتة للبعثة في منطقة جبل مرة التي شهدت توثيقا لهجمات كيماوية وغيرها من الفظائع التي استهدفت مدنيين.
وقالت تيرانا حسن، مديرة برنامج الاستجابة للأزمات بالمنظمة، إن “هذا الاتفاق الذي جاء متأخرا يعتبر بمثابة خطوة إيجابية أولى على صعيد حماية شعب دارفور من المزيد من الانتهاكات على أيدي القوات المسلحة وميليشياتها الحليفة.”
وأضافت حسن، أن “على الحكومة السودانية ضمان أن تتمتع عناصر حفظ السلام التابعة لليوناميد بوصول غير مقيد لكافة أرجاء جبل مرة من أجل حماية المدنيين وتيسير وصول المساعدات الإنسانية إليهم فور تشغيل القاعدة.”
وتابعت حسن قائلة إن “المدنيين في دارفور، لا سيما في جبل مرة، مستمرون في مواجهة حالة من انعدام الأمن المزمن منذ معاناتهم فظائع وحشية تتجاوز حدود الخيال على أيدي القوات المسلحة السودانية في حملتها الأخيرة على المنطقة عام 2016.”
وشددت حسن قائلة إن “على اليوناميد استغلال هذه الفرصة السانحة لتوثيق كافة المزاعم الخاصة بالجرائم طبقا للقانون الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان على أيدي أي من أطراف الصراع في دارفور، وتحديدا في منطقة جبل مرة.”
ووقعت اليوناميد مذكرة تفاهم مع الحكومة السودانية يوم الاثنين الماضي لفتح قاعدة مؤقتة للبعثة في “قولو” بجبل مرة، وسط دارفور. ويأتي هذا التدشين للقاعدة استجابة لطلب من مجلس الأمن الدولي في يونيو 2017.
وفي الفترة الممتدة من يناير إلى سبتمبر 2016، وثقت العفو الدولية قيام قوات حكومية سودانية بشن حملة عسكرية واسعة النطاق في منطقة جبل مرة بإقليم دارفور.
وقد دمرت هذه الهجمات أكثر من 100 قرية وشردت أكثر من 100 ألف مدني، معظمهم لا يزال قابعا في معسكرات للمشردين داخليا على تخوم جبل مرة، غير مستطيعين للعودة إلى ديارهم نظرا لاستمرار حالة انعدام الأمن.
وفي تقرير، كشفت العفو الدولية عن دليل دامغ على استخدام صادم لما يُعتقد أنه أسلحة كيماوية، ضد مدنيين، بينهم أطفال حديثو السن، أثناء نفس الحملة العسكرية المذكورة. وقد خلفت تلك الهجمات الوحشية نحو 200 إلى 250 قتيلا إضافة إلى عشرات المصابين بجراح مروعة.