نيروبي – صوت الهامش
أدانت منظمة العفو الدولية في بيان لها اليوم ما تقترفه حكومة “جنوب السودان” بشأن إصدار وتنفيذ أحكام إعدام بحق أطفال قُصَّر، و أمهات مرضعات هذا العام تفوق ما نفذته في أي عام، منذ حصولها على الاستقلال في عام 2011.
وقالت المنظمة في بيانها الذي اطلع عليه “صوت الهامش” بأنه حتى الآن في عام 2018، فإن من بين سبعة أشخاص ينفذ بحقه حكم بالإعدام يوجد طفل .
وأعربت المنظمة عن خشيتها على حياة 135 شخصاً آخرين ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام بحقهم وتم احتجازهم هذا العام في سجون أخرى في جميع أنحاء البلاد إلا أنهم نقلوا لاحقاً إلى سجنين معروفين بتنفيذ أحكام الإعدام فيهما.
وقالت “جوان نيانيوكي” – مديرة شؤون الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية -: “من المقلق للغاية أن الدولة الأصغر في العالم قد اعتنقت هذه الممارسة البالية وغير الإنسانية وتنفذها بحق الناس دون تمييز، حتى الأطفال ، في وقت تتخلى فيه بقية العالم عن هذه العقوبة المقيتة، يجب أن يتوقف رئيس جنوب السودان عن توقيع أوامر الإعدام، وإنهاء هذا الانتهاك الواضح للحق في الحياة”.
وقد أثبتت منظمة العفو الدولية أن ما لا يقل عن 342 شخصاً هم حالياً تحت عقوبة الإعدام في “جنوب السودان” ، أي أكثر من ضعف العدد المسجل في عام 2011.
و تجدر الإشارة إلى أن سلطات “جنوب السودان” أعدمت أربعة أشخاص العام الماضي كان من بينهم طفلين، حيث كانت عمليات الإعدام وقتها تعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الوطنية والدولية ، والتي تحظر بشدة تنفيذ عقوبة الإعدام بحق أي شخص كان دون سن ال 18 عامًا وقت ارتكاب الجريمة المزعومة.
وأجرت منظمة العفو الدولية هذا العام مقابلة مع صبي في ال16 من عمره، يقبع في انتظار تنفيذ حكم الإعدام في سجن “جوبا المركزي” ، بعد إدانته بالقتل، وفي انتظار أن تنظر المحكمة في استئنافه، حيث وصف الجريمة بأنها حادث.
ومنذ الاستقلال في عام 2011 ، حكمت محاكم “جنوب السودان” على ما لا يقل عن 140 شخصًا بالإعدام، وأعدمت السلطات بالفعل 32 شخصًا على الأقل.
ويبدو أن موجة جرائم القتل التي فرضتها الدولة هذا العام قد ارتفعت بسبب توجيه من المدير العام لجهاز السجون الوطني في جنوب السودان في 26 من إبريل 2018 حيث أمر بنقل جميع السجناء المحكوم عليهم بالإعدام المحتجزين في سجون الولايات المختلفة، إلى سجنين مركزيين، حيث نقل اثنين من المتهمين بالفعل إلى واحدة من أكثر غرف الموت سمعة سيئة في البلد سجن “واو” المركزي، وسجن “جوبا” المركزي.
ووفق ما أعلنت المنظمة في بيانها، فقد نقل 98 سجيناً من المحكومين بالإعدام من سجون “كواجوك” و”تونج” و”رمبيك” و”أويل” في منطقة “بحر الغزال” ، في الجزء الشمالي الغربي من البلاد ، إلى سجن “واو” المركزي.
كما نُقل 37 سجيناً آخر ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام ، من بينهم طفل واحد على الأقل وأم في مرحلة الرضاعة الطبيعية، من السجون في منطقة الاستوائية في جنوب البلاد إلى سجن “جوبا” المركزي، كما نقل ٣٤ شخصًا من سجن “توريت ستيت” في سبتمبر 2018 وثلاثة من سجن “كابوتا” الحكومي في نوفمبر 2018 إلى “جوبا”.
وعلقت “جوان نانيوكي” قائلةً: “يجب على حكومة جنوب السودان أن تصدر على الفور وقفًا رسميًا لعمليات الإعدام، وتخفيف جميع أحكام الإعدام إلى السجن المؤبد، وإلغاء عقوبة الإعدام تمامًا، كما أن أي محاولة لإعدام امرأة تقوم بالرضاعة الطبيعية، سوف تتعارض أيضاً مع قانون “جنوب السودان” والقانون والمعايير الدولية لحقوق الإنسان”.
و في السياق ذاته، أعلنت منظمة العفو الدولية في بيانها عن معارضتها لعقوبة الإعدام في جميع الحالات، دون استثناء، وبغض النظر عن طبيعة الجريمة أو خصائص الجاني أو الطريقة التي تستخدمها الدولة في إعدام السجين، مضيفةً أن عقوبة الإعدام والقتل العمد للإنسان من قبل الدولة باسم العدالة، هو أهم إنكار لحقوق الإنسان، وانتهاك للحق في الحياة كما هو معلن في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما أنها عقوبة قاسية ولاإنسانية ومهينة.