يعقوب سليمان
مناظير الهامش
[email protected]
يبدو ان الثنائي عقار وعرمان الذين جمعتهم مصالح مشتركة مازالوا يكررون السيناريوهات المخجلة عبر كمبارسهم الذين يحاولون التقليل من اهمية قرارات مجلس التحرير في تصحيح مسار الحركة الشعبية لتحرير السودان وذلك عبر مساعيهم الدؤوبة لوضع قرارات المجلس في إطار الاثنية واللعب على وتر القومية لكسب مؤيدين لأفكارهم التي اصبحت لا تخص احداً سواهم والافراد الذين معهم، ويحاولون وصف كل من يؤيد قرارات مجلس التحرير بالمخربون في اشارة منهم بانهم هم الصح المطلق في كل ما يقولونه ويفعلونه وكل من لا يؤيد افكارهم هذه يعتبر عدواً شرير لمشروع السودان الجديد في محاولة يائسة منهم في الدق على وتر القومية لاننا اذا تفحصنا وتمعنا في الامر نجد وتر القومية الذي يتحدثون عنه ويعزفون عليه ماهو الا ستار لتغبيش وعي جماهير الحركة لان الحقيقة اصبحت واضحة وضوح الشمس بيد انهم يريدون إرتداء هذا الثوب لتغطية افعالهم لكسب اصوات تؤيدهم حتى لو كان ذلك على حساب اخرون او حتى على دماء ابرياء كما شاهدناه في ولاية النيل الازرق من مأسي لم نكن نتوقعها يوما خاصة من الذين اعتقدنا فيهم الحكمة، ودون اي مقدمات او تحقيقات في الأمر قاموا بإصدار بيانا للراي العام في الثامن والعشرين من مايو الماضي من هذا العام يصفون فيه بعض أعضاء الحركة الشعبية “بالمشوشين” ويستخف البيان بإرادة شعب الولايتين ويحاول التقليل من اهمية قرارات مجلس التحرير بل عدم الإعتراف بهذا المجلس وذلك من خلال لغة البيان الركيكة في عبارة “مايسمى قرارات مجلس التحرير في جبال النوبة وحق تقرير المصير للمنطقتين” وذهبوا ابعد من ذلك اذ يتهم البيان بعض اعضاء الحركة الشعبية بالإعتداء المسلح على الرعاة من قبائل بعينها داخل المناطق المحررة، والعمل على تحريض الجيش الشعبي. ويضيف البيان ان ما يحدث هو محاولة للإنقلاب السياسي والعسكري على كامل تراث الحركة الشعبية ورؤيتها وتقزيمها الي حركة إقليمية لا ترى أبعد من أقدامها، ويضيف البيان إن ما حدث من هذه المجموعة هو اخطر من تنفيذ اجندة الحكومة وحربها. انتهى نص البيان.
يبدو ان هؤلاء الذين تم اقالتهم من مناصبهم بسبب ممارساتهم الهدامة قد اصابهم جنون السلطة بعد ان انكشفت مساعيهم التي تهدف الى انهاء الحركة الشعبية ووضع لها مطاف في ايدي الاعداء، لاننا لن نجد تفسير واضح لمعنى القومية التي يقصدونها او التي يتحدثون عنها، هل الالتفاف حول مجموعة محددة مقربة منهم يستخدمونها ويحركونها كالرمود كنترول تمثل القومية التي يقصدونها؟!! لا اعتقد ذلك لان من يلتفون حولهم الان يستخدمونهم كترميز تضليلي ليس الا؟ فالأمر الواضح هو ان هؤلاء قد اصيبوا بخيبة امل بعد ان كشف لهم الواقع بانهم لا يمثلون شيئا لدي جماهير شعبنا ورصيدهم حتي في مناطقهم صفر ولا يمكن لهم ان يحركوا ساكنا والجميع ينظر اليهم نظرة استهزاء لما يعطونه لأنفسهم من حجم واهم ويظنون في مخيلتهم أن الناس أغبياء ويمكن ان ينقادوا لهم بالرغم من ممارساتهم التي كشفت حقيقة أمرهم؟ لكنهم واهمون من يظنون فيهم انهم اغبياء لانهم اكثر ذكاءاً منهم واذا ظنوا ان المجموعة التي تلتف حولهم قد تعطيهم احترام فانهم حالمون، وإذا توهموا أنهم قادة وما يقومون به من تعالي وتصنيف الناس وإتهامهم كما يحلو لهم قد يعطيهم هذا الأمر قيمة، لأنهم هم بلا أي قيمة ولا تأثير، يكونوا قد كذبوا على انفسهم لان شعبنا البسيط مل التهميش والمعاناة والموت المجاني مما تُرك امامه خياران يا الموت او العيش في كرامة وانسانية عبر نضالات حقيقية غير مزيفة وعبر قادة حقيقيون ينقادون لهم وليس قادة الرخاء والصدفة الذين يتعاملون مع انفسهم بانهم أكبر من عقولهم وهم عبارة عن سرطان تخريبي داخل جسم الحركة الشعبية لتحرير السودان والا كيف نفسر اعمالهم وافعالهم هذه؟ فمن ابسط صفات القائد الحقيقي الناجح “التواضع” والحكمة في إدارة المشكلات وليس تصنيف الناس كما يحلو لهم والتكبر عليهم بسرد تاريخي وهمي لصب الزيت في قالب الاثنية لمزيداً من التضليل في حين انهم يعرفون ان متغيرات الواقع لا تقبل القسمة على اثنين في هذه المرحلة.
يبدو ان هؤلاء لا يريدون خلع جلبابهم المتسخ واستبداله بأخر جديد حسب متغيرات ووعي الجمهور ولا يريدون ان يعطوا لانفسهم مساحة كافية ليفهوا ويعلموا انهم لم يكسبوا حب الجماهير حتى لو يوم واحد لانهم ابتعدوا عنهم وانشغلوا بمصالحهم الشخصية التي بنوها من نضالات هذا الجمهور الذي اصبح واعي بقضاياه ولا يحتاج الاستماع الى العزف على وتر القومية الزائفة لان هذا الوتر اصبح من موسيقة الأمس ومن الحان الماضي، فزج الناس في صراعات وافتعال لمشكلات لا اساساً لها لفسح طريقاً للمحافظة على المواقع القيادية غير مجدي لهم خاصة بعد سقوطهم في كل المراحل واحرازهم مراتب متأخرة جداً من إمتحانات مادة الثورة وباءوا بالفشل وتسببوا في ذيادة معاناة الناس، ومن المخجل والمعيب في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا وقضيتنا وهذا الإنقسام البغيض أن تعيش وكأنك بعيد عن واقع الناس وآلامهم، وتشعر نفسك انك قائد عظيم وتريد اتهامهم “بانهم يقومون بتحريض قبائل بعينها ضد قبائل آخرى في معسكرات اللأجئين” الم يسأل العاملون او الموظفون في مكتب الرئيس عن الاسباب التي ادت الى ذلك؟ اذا اعتقدنا جدلاً ان اتهامهم هذا صحيح؟ هل يحق لهم تجريم رفاقهم ووضعهم في خانة اسواء من خانة عدوئهم الحقيقي؟ لماذا لا يحتوي الرئيس هذه المشاكل قبل تفاقمها اذا كان الرئيس يمتلك الحكمة ومقرب للشعب؟ هذه الاسئلة لا نجد لها اجابات من مكتب الرئيس ولا حتى من الذين يقومون بتوصيل طلبات المكتب ” deliverymen” لانهم هم من بادروا بهذه المشاكل من أجل الحفاظ على مقاعدهم لكن وعي الشعب كان اكبر من اهدافهم وطموحاتهم وتصدوا لكل محاولاتهم اليائسة التي كادت ان تعمل على تفكيك النسيج الإجتماعي لشعب النيل الازرق وانقذوا سفينة الثورة التي كادت ان تغرق على يد هؤلاء لكن غداً سيتم مسائلتهم في حال تمكنت السفينة من الوصول لبر الأمان والانتصار؟ ونرجو حينها ان يوضحوا الاسباب التي جعلتهم القيام بهذه الافعال لانهم الان اصبحوا العثرة في مشوار التغيير وفي كل يوم يكشفون لجماهير شعبنا حقيقتهم المخادعة وتسقط الأقنعة الزائفة عن وجوههم بسبب اطماعهم وتجارتهم بجهد الأوفياء وتسلقهم على ظهور المقهورين مما اصبحوا حديث القرى والمدن بأفعالهم، لكن عليهم ان يعلموا مهما فعلوه ويفعلونه فان ارادة الشعوب لا تقهر والتاريخ يؤكد ذلك ونكرر ارادة الشعوب لا تقهر ولا تهزم ولا تخدع ولو بعد حين فالافضل العودة الى الرشد والإعتذار للشعب لما ارتكبوه من جرم في حقه واحترام ارادته لان العزف على وتر القومية في هذا التوقيت غير مجدي واسباب سحب الثقة كانت واضحة ولا تحتاج إلى تفسير.
تعليق واحد
ههههههههههههههههههههههههههههههههه يا يعقوب جن عديل زمن والله زمن