بقلم/موسى بشرى محمود على-24/04/2021
فوجعت الأمه التشادية والأفريقية وذهل العالم أجمع صباح الثلاثاء20/04/2021
باستشهاد رمز الأمه التشادية ورجل أفريقيا الأول المشير/ادريس ديبي اتنو فى معارك ضارية بخطوط المواجهة الرئيسية فى منطقه كانم شمالي تشاد بعد إصابته فى تلك المعارك حاميه الوطيس ونقل على إثرها لتلقى العلاج بمستشفيات العاصمة أنجمينا ولكن أقدار الله كانت قد قضت أن تفيض روحه الطاهرة إلى لقاء ربه وقد كان.
منذ لحظه سماع الخبر الحزين تقاطر الجميع من داخل تشاد وخارجها ومن شتى بقاع العالم وفود محليه، اقليميه ودوليه، رؤساء ومرؤوسين، رسميين وشعبيين للتعزية والمواساة فى الفقد الجلل.
أمس الجمعة23/04/2021 بكى الجميع وذرف الدموع لفراق ووداع الشهيد المشير/ادريس ديبي اتنو إلى مثواه الأخير بعد أن أقيم له تأبين/مراسيم جنازة رسميه حضرها تلك الوفود التى جاءت من كل حدب وصوب ومن كل فج عميق.
بعد صلاة الجمعة بالمسجد العتيق أقيمت له صلاه جنازة من الالاف المصلين وتم وداعه فى موكب رهيب لم يألفه العالم من قبل إلى مطار حسن جاموس الدولي حيث أقلعت الطائرة وحطت رحالها بمنطقة أم جرس بولاية أنيدي مسقط رأسه ليوارى جثمانه الثرى بمقابر الأسرة جوار والده وأقرباءه ممن غيبهم الموت قبله حسب وصيته.
امتلأت مداخل ومخارج منطقة أم جرس بأبناء المنطقة وبقية اخوتهم وأهلهم من مدن تشاديه مختلفة والوفد السوداني الشعبي الكبير الذى وصل برا” من السودان إلى أم جرس لمواراه جثمانه الثرى إلى مثواه الأخير واختلطت الدموع مع بعضها فى موقف جنائزي الأول من نوعه فى المنطقة.
ترحم الجميع عليه ومن ثم اكتملت مراسم الدفن وعاودت الوفود أدراجها إلى حيث وجهتها
لا أدرى من أي المحطات أبدأ لذكر مآثر الرجل هل من ما قاله رئيس الوزراء الفرنسي ايمانويل ماكرون فى حقه أن المشير/ادريس ديبي مات على وصيه أجداده أي الاستشهاد فى ساحات الوغى واستشهد فى نفس البقعة والمملكة التى حكمها أجداده فى السابق وتعرف ب«مملكه كانم» أم من شهادات أبناءه وبقيه الحضور الذين أكدوا على بسالة الرجل وشجاعته وعزيمته وقيادته الرشيدة لتشاد والأمن الأفريقي أجمع أم من الأمم المتحدة التى نكست أعلامها فى مكاتبها المختلفة بقارات العالم الخمس؟!
-«ظاهره فريده»–
تعتبر عملية تنكيس كل أعلام الأمم المتحدة بالقارات الخمسة للمشير/ادريس ديبي اتنو ظاهره فريده فى نوعها وشكلها ومضمونها ولم يحظ بها رئيس أفريقي من قبل فى تاريخ البشرية جمعاء منذ تأسيس الأمم المتحدة فى الرابع والعشرين من أكتوبر1945 وقد يقول قائل تم تنكيس أعلام الأمم المتحدة فى وفاه الزعيم العالمي نيلسون مانديلا ولكن مع الاحترام والتقدير والامتنان الشديد لشجاعة مانديلا ومناهضته للظلم بشتى الوسائل المختلفة إلا أنه لم يمت فى ميدان المعركة وساعه وفاته لم يكن رئيسا” لجنوب أفريقيا بل كان بمثابه الرئيس السابق لجنوب أفريقيا وتقاعد طواعية من كرسي الرئاسة
هناك شخصيه أفريقية أخرى نكست الأمم المتحدة أعلامها له على مستوى العالم عند وفاته وأعلنت الحداد 3 أيام ولكنه لم يكن رئيسا” أفريقيا” ولكنه كان بمثابه الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة الا وهو الغاني/كوفى عنان صاحب الكاريزما والريادة فى الأمم المتحدة وما زال الجميع يتذكر تضحياته ونضالاته الأممية ليومنا هذا وكأنه ما زال الأمين العام للأمم المتحدة بالرغم من شغل مقعد السكرتير العام للأمم المتحدة بشخصيتين عالميتين من بعد انتهاء فتره ولايته وهما السيد/بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة الأسبق من دوله كوريا الجنوبية والأمين العام الحالي برتغالي الجنسية السيد/أنتونى غوتيريس.
تنكيس أعلام الأمم المتحدة وإعلان الحداد فى كل العالم للمشير/ادريس ديبي فيه تكريم وعزه وفخر وتخليدا” لإنجازاته الأفريقية والعالمية وسعيه الحثيث نحو مكافحة الإرهاب فى منطقة الساحل والصحراء وعموم أفريقيا.
هذا التكريم هو تكريم للشعب التشادى ولنضالاته وإعلاء قيمه تشاد وانسانها الذى استبسل واستشهد من أجله المشير/ديبي وقدم روحه رخيصة لتراب وأرض تشاد وشعبه العظيم عملا” بمبدأ بيتى الشعر الذى صاغ كلماتها الشاعر الحماسي الشجاع/عبدالرحيم محمود حين أنشد
سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها فى مهاوي الردى
فإما حياه تسر الصديق
واما ممات يغيظ العدى
-« من يملأ الفراغ بعد ديبى؟!»-
يشكل استشهاد وغياب ديبي فراغاً كبيراً من حيث القيادة من ناحية ومحاربه جماعات بوكو حرام والمنظمات الإرهابية من جهة وإعادة بناء التحالفات الاستراتيجية ما بين الحلفاء من جانب آخر ولكن قرائن الأحوال ترجح مواصلة المجلس العسكري الانتقالي لنفس نهج ديبي فى القاره ويأتي ذلك خاصه بعد أن اعترفت فرنسا الحليف الاستراتيجي لتشاد والمنطقة والولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى فى المحيطين الإقليمي والعالمي بشرعيه المجلس ودعمه للأمام نحو الانتقال الديموقراطي السلمى فى تشاد وقيام انتخابات حره نزيهة بعد نهاية فترة المجلس العسكري الانتقالي أى بعد 18 شهراً من تشكيل المجلس وتسميه رئيسه وأعضاءه
-«دعوه إلى الحوار والبناء الوطني»
الحكومة الانتقالية الحالية برئاسة نجل الشهيد المشير/الفريق/محمد ادريس ديبي اتنو والحكومة التنفيذية والتشريعية فى البلاد بحاجة إلى الحوار الجاد والجلوس جنبا” إلى جنب مع أبناء الوطن الواحد بغرض لم شمل الأسرة التشادية ووضع أياديهم فوق بعض للمضي قدماً نحو بناء تشاد ليعيش جميع التشاديين بأمان واستقرار ورفاهية كبقية الشعوب الأخرى
-«تخليد ذكرى شهيد مشير تشاد»
المشير/ادريس ديبى ليس برئيس أو قائد عادى لكنه يتمتع بجرعات قياديه متناهية النظير لاتتوفر فى أى رئيس دولة أو قيادي مثله على مستوى العالم
كما قالها بنى إسرائيل لسيدنا/موسى عليه السلام ولكنه رجل ميداني يتقدم الصفوف وبطل عالمي شهد العالم أجمع بنضالاته الثورية لذلك من باب ذكر نضالات وإنجازات هذا الرجل العظيم يجب أن تكون هناك مراكز دراسات استراتيجية وفكرية تحمل اسم القائد ديبي على مستوى تشاد وأفريقيا وكذا بقية العالم
بالنسبة لدول الساحل والصحراء ودول بحيرة تشاد يجب أن تأسس هذه الدول المراكز وتستفيد منها فى دراسة الخطط العسكرية والأمنية والإستراتيجية وخاصه تشاد ما زال لديها الآلاف من القوات العسكرية تقاتل فى جبهات هذه الدول ضد جماعات بوكو حرام والمنظمات الإرهابية المتطرفة
بالنسبة للاتحاد الأفريقى بما أن المشير كان رئيساً للاتحاد الأفريقى لدوره واحده ووضع لمسات واضحة فى مؤسسه الاتحاد الأفريقى لذلك الأولى أن يكرمه الاتحاد الأفريقى
أما على الصعيد العالمي أقترح أن تعلن الأمم المتحدة يوماً عالمياً تسميه بيوم«المشير ديبي» كما لمانديلا يوماً عالمياً باسمه فى أروقتها وأيام وأحداث سنوية أخرى لشخصيات عامه واعتباريه معترف بها فى هيئة الأمم المتحدة حتى توفي الأمم المتحدة ولو القليل من قدر المشير وقدر الشعب التشادى