إبراهيم إسماعيل إبراهيم شرف الدين
الشريعة الإسلامية، بدلا من ان تخاطب جذور الأسباب التي تدفع الفقراء لارتكاب الموبقات، وذلك بغية إستئصالها بشكل جذري، وبخاصة السرقة، على سبيل المثال لا الحصر، غير انها تستهدف الضحية بالقطع من خلاف لتتحول إلى شخص عاجز عن الحركة والعمل فيما قادة الانظمة في مايسمى الدول الإسلامية يتصرفون في المال العام دون وجه حق. فمن اين لآل سعود وعلى رأسهم الملك سلمان بكل هذه الثروة الطائلة التي يغدق بها على من لا يستحق كما شاهده عبر التلفاز، الملايين من المسلمين الذين يرزحون تحت الفقر المدقع ويعانون من المرض والجهل، عبر العالم وهو يقلد الملياردير دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأميركية عند زيارته الأخيرة للأراضي المقدسة قلادة مرصعة بالماس والذهب تبلغ قيمتها ملايين الدولارات؟؟
وعجزت الخمور عن فعل ما استطاعت ان تفعله المخدرات الدينية التي تتبلور خطورتها، في إقناع المؤمنين بكل بساطة للانتحار وتحويلهم إلى وحوش كاسرة تذبح الناس كالانعام وتقطع اوصالهم بلا رحمة ولا هوادة في تصرف همجي فظيع يبرز حقيقة التطرف وتاثيره الذي يتخطى تأثير الهيروين والحشيش، ولذلك يجب ادراج الأديان ضمن المحظورات والممنوعات ينبغي بالضرورة ازالتها من المناهج الدراسية ونطالب بوضع تحذير على غلاف الكتب المقدسة كما في علب التدخين وغيرها من المواد التي لا يسمح لمن هم دون ال 18 استخدامها وهكذا يمكن التغلب على التطرف ومحاربة الارهاب.
الحب والنكاح غريزة إنسانية وقوة خارقة لجدار الدين محكوم بقانون الطبيعة التي لا تتقيد البتة، بأية شريعة دينية ولذلك يعجز رجال الدين عن كبت مشاعرهم وشهواتهم فتجدهم أكثر الناس تحرشا بالأطفال والنساء رغم التظاهر بالعفة والإيمان تنتشر ظاهرة الإغتصاب والتحرش الجنسي بين المجتمعات المحافظة ولاسيما في الكنائس والمساجد والخلاوى بشكل فظيع احال بيوت الله إلى ما هو أشبه بالمواخير منه إلى دور للعبادة.
يفوق مهر الزواج في بعض المجتمعات المسلمة وخصوصا الأسر الغنية والميسورة الحال دخل المومسات منذ بداية العمل وحتى التقاعد، لسنا حاقدون ولا غيورين على أحد على النعمة التي وهبهم الله إياها – وأما بنعمة ربك فحدث – ولكن هذه الظاهرة القميئة بجانب أنها القت بظلال سالبة على المجتمع بكونه السبب الأساسي في استشراء ظاهرة العنوسة بين الجنسين تعتبر في الوقت ذاته دعارة مقننة ومقدسة تكتسي بالدين لتحسين صورتها.
في غانا حيث تنتشر الحانات والملاهي في كل ركن من اركان البلاد، القانون هنا يسمح بممارسة البغاء والسكر. تنعدم هنا أيضاً، ظاهرة جرائم الشرف واجهاض الحمل خارج إطار الزواج الشائع بالدول الاسلامية. وبالرغم من ان المجتمع مهووس بالدين إلا ان رجال الدين لا يتناولون مثل هذه المواضيع والمساءل الشخصية في خطبهم. فصل الخريف هنا في هذا البلد الإفريقي الجميل، يستمر لأكثر من ستة شهور، الامطار تهطل بغزارة والمواطنين على اختلاف معتقداتهم؛ مسيحيون ومسلمون ولادينيون ليسوا بحاجة إلى صلاة الاستسقاء او أي نوع من الدعاء حتى يجود لهم السماء بمياهها.
المساجد، الكنائس، الحانات والملاهي اليلية تعيش جنيا إلى جنب، ترفع الآذان واجراس الكنائس تبعث باصواتها العالية والملاهي ترقص على انغام الموسيقى الأفريقية الصاخبة في تناغم يعكس تسامح الشعب الغاني العريق دون ان يكون هناك تحريض على الكراهية باسم الدين او أي شكل من اشكال الفتنة، الكل هنا يعيش حياته بسلام، الإحترام المتبادل هو القاسم المشترك الذي يجمع بين كل المواطنين على اختلاف معتقداتهم واثنياتهم، لا مجال هنا لاستغلال الدين او العرق او القبيلة وبرغم انتشار ثقافة الرشوة الا ان اختراق القانون يعتبر جريمة لا تغتفر.
وتعتبر غانا من البلدان الأكثر أمنا ولاسيما في غرب افريقيا رغم إنتشار الحانات والملاهي الليلية ولا توجد شرطة للنظام العام وتجد المساجد والكنائس والاندايات لا تفصل بينها سوى بضعة خطوات الا ان جميع مرتاديها ملتزمون بإحترام بعضهم البعض التزاما بالقانون الذي يبسط هيبة الدولة التي بدورها تقف على مسافة متساوية من كل الأديان والمواطنين على اختلاف معتقداتهم واثنياتهم، بينما دولة المشروع الحضاري تفوقت بالظلم وصناعة الكوارث والمصائب فهي مازالت ماضية وغارقة في فشلها بعد 3 عقود من الحكم تمكنت خلالها من تفتيت البلاد واذكاء الحروبات والفتن التي انتهت بها إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وكنت أتمنى لو أن الله احتفظ بدينه ولم يوحي به لمحمد نبي الإسلام، فالداعشي ليس بحاجة إلى الخمر او الحشيش او أي نوع من انواع الخمور المحرمة بقدرما هو في حاجة لخطبة او فتوى حتى يتحول لقنبلة موقوتة، وبالرغم من ان الشريعة الإسلامية حرّمت الخمر وصنفته من أكبر الكبائر التي تدفع بشاربه إلى اقتراف الذنوب والموبقات الا ان السكارى حريصون على حياتهم اكثر من الدواعش.
وتمكن الغانيون في نهاية المطاف من ترسيخ المبادئ الأساسية لدولة القانوت والحكم الرشيد في بلادهم في زمن وجيز لا يتعدى الحقبة التي امضتها ثورة الانقاذ في سدة الحكم منفردة بالسلطة والثروة، مستغلة اياها في تدمير البلاد. وفيما تسجل غانا التي مازالت تعاني من الفقر المدقع نسبة نمو بمعدل ثابت وملحوظ سنويا بحسب المراقبين، يتصدر السودان قائمة الدول الفاشلة والأكثر فسادا برغم الشعارات الدينية الفارغة والتي ماعادت تصلح الا للتضليل والنهب. فبعد التجربة الناجحة للعلمانية في الغرب والتي ساهمت في ازدهار الصناعة وتطوير البحث العلمي في القرن الحادي والعشرين، هل الدين يمكن ان يكون بديلا افضل من الديمقراطية في الحكم؟؟