الطيب محمد جاده
السودان ينزف دماً.. أين أنتم يا شعب؟
تعجز الكلمات عن وصف الغضب والحزن اللذين أشعر بهما أمام المشاهد المروّعة التى يعيشها الشعب ، و الشعب لا يحرّك ساكناً ويكتفى بالجلوس في منازله فيما تُقصَف الاوضاع المعيشية والغلاء البلد
فى الآونة الأخيرة، دُمِّر شرق جبل مرة تحت رعاية المليشيات ، وآمل بكل جوارحى أن تتم محاسبة المسئولين عنها وإنزال أشدّ العقاب بهم، مع العلم بأنه ما من عقاب يمكن أن يعوّض عن كل هذا الألم وهذه المعانة ،
لقد مرّت سبعة وعشرون سنة منذ بدء هذا الكابوس.
عارٌ على مجلس الامن لأنه يحمى هذا النظام الهمجى! وعارٌ على المحكمة الجنائية ، التي تدعى أنها النصير الأعظم لحقوق الإنسان، لأنها لم تتدخّل بطريقة مجدية وفعالة للقبض علي الرئيس البشير! وعارٌ على الأمم المتحدة لأنها فشلت فى حماية اهل دارفور من قمع هذا النظام ، عارٌ علينا نحن الشعب!
هل سمعتهم صرخات اليأس التى يطلقها الشعب وخصوصا شعب المناطق الملتهبة ؟ ماذا جنت أيديهم ليعيشوا هذا الجحيم على الأرض؟ إنهم يستغيثون طلباً للنجدة، لكن يبدو أنه لايوجد مغيث .
قلوبنا يعتصرها الألم لدى سماع الأخبار عن الظروف التي يعيشها الشعب في هذه الايام ، من غلاء طاحن وظروف صحية سيئة وطاغية يرقص علي جثثهم ، نحن أمام مشهد متكرّر. فقد آلمتنى أيضاً التداعيات التى تحمّلها الشعب جراء رفع الدعم .
لكن فى مواجهة قضية إنسانية محقّة، أدار المجتمع الدولي ظهره للشعب ، وتخلّى عن “البشير يجلد في الشعب بكرباج من حديد يبقى الشعب وحده من أكبر المآسى التى تسبّب بها الإنسان فى عصرنا. إذا انتظرنا المحكمة الجنائية او مجلس الامن الدولي ، فلن يبقى شىء فى السودان كى نعود إليه ، البشير هو حجر العثرة. يجب أن يرحل بطريقة أو بأخرى قبل أن يقع الفاس في الرأس .