مهاجرون أفارقة محشورون في قارب صيد تتقاذفه أمواج البحر الأبيض المتوسط ويتملكهم الرعب عندما يكتشفون أن قاربهم بدأ يغرق. مشهد يعكس صورة واقعية لآلاف يغامرون في رحلة عبور البحر بحثا عن حياة أفضل في أوروبا، لكنه مأخوذ من مسرحية سودانية. وتحمل المسرحية اسم “قوارب الموت” وقد قدمها فنانون سودانيون لتسليط الضوء على المخاطر التي يواجهها المهاجرون في البحر.
وجاء عرض المسرحية في وقت اتهمت المفوضية العليا للاجئين بالأمم المتحدة السودان، أحد المعابر الرئيسية للمهاجرين، بإبعاد اكثر من أربعمئة إريتري إلى بلادهم الشهر الماضي.
وتم اعتقال أغلب المبعدين عندما كانوا يحاولون الدخول إلى ليبيا من السودان بصورة غير شرعية. ويتعاون الاتحاد الأوروبي مع السودان لوقف موجات المهاجرين الذين ياملون في عبور المتوسط.
أبعاد المسرحية
في مسرحية “قوارب الموت“، يشارك خمسة ممثلين سودانيين هم سيدتان وثلاثة رجال في سرد قصة مهاجرين أفارقة يحاولون عبور البحر المتوسط وهم يحملون طبولا كرموز إفريقية ولكل منهم حكاية. فقد دفع شاب أموال الرحلة من بيع كليته، بينما عملت امرأة نادلة ما عرضها للتحرش الجنسي.
“هيومن رايتس ووتش” تنتقد الخرطوم
وانتقدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” السلطات السودانية بسبب خطوة إبعاد المهاجرين الذين تم احتجازهم في فترة أولى، مشيرة إلى أنهم قد يتعرضون لانتهاكات لحقوقهم الأساسية إذا عادوا إلى دولهم. وأكدت الأمم المتحدة أن خمسة آلاف إريتري يخوضون مغامرة عبور الحدود شهريا هربا من بلادهم.
وتستمر المسرحية 45 دقيقة وعرضت في الخرطوم ويتطلع منتجوها لعرضها في مناطق أخرى من السودان.
شبكة تهريب متطورة*
وتنتهي “قوارب الموت” ذات الخلفية المؤرقة بمأساة عندما يهلك المهاجرون على إثر غرق مركبهم. قبل الإبحار كانوا يتفاوضون مع المهربين الذين يضربونهم ويتعرضون لهم بالاعتداء.
وقال مؤلف المسرحية ربيع يوسف “كتبت المسرحية لأعكس ماسي الهجرة غير الشرعية..حاولنا ان نجعل المسرحية بسيطة حتى يمكن عرضها في اي مسرح صغير”.
مطلوب جهد عالمي*
واستضاف السودان الشهر الماضي اجتماعا لكبار المسؤولين عن الهجرة في أوروبا وخبراء قانونيين للحد من الاتجار للبشر.
وقالت مفوضية اللاجئيين الشهر الماضي ان 240 الف مهاجر ولاجىء عبروا المتوسط منذ كانون الثاني/يناير 2016. ومات أكثر من 2500 شخص في عام 2016 واغلبهم في المسافة ما بين ليبيا وايطاليا. والأسبوع الماضي، فقد مئات المهاجرين الأفارقة عندما غرق قاربهم قرب جزيرة كريت اليونانية. وأشارت الشرطة الايطالية إلى ترحيل اريتري إلى إيطاليا بعد اعتقاله في السودان بتهمة إدارة شبكة تهريب بشر نقلت آلافا إلى أوروبا. وجاء قلق مفوضية اللاجئيين من “الإبعاد الجماعي“للارتريين بعد يوم واحد من تاكيد منظمة هيومان رايتس ووتش بان المبعدين سيواجهون انتهاكات من حكومة بلدهم عند عودتهم.
وأشارت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن 313 ارتري احتجزتهم السلطات السودانية يوم السادس من ايار/مايو الماضي في مدينة دنقلا الواقعة شمال السودان ومن بينهم ستة مسجلون لدى المفوضية كلاجئيين . وأضافت “تمت محاكمتهم يوم 22 ايار/مايو بتهمة دخول السودان بصورة غير شرعية وأعيدوا الى ارتريا”.
وقالت المفوضية انها “تذكر السودان بواجباته وفق القانون الدولي والقانون السوداني. وتحث السلطات السودانية على الامتناع عن طرد الاريتريين بالقوة الى بلادهم”. وأغلب الذين أبعدوا تم القبض عليهم عندما كانوا يحاولون الدخول الي ليبيا من السودان في ظل محاولات الاتحاد الأوروبي لوقف تدفقات المهاجرين الذين يأملون في عبور المتوسط بالتعاون مع السودان .
وتقدر الامم المتحدة عددالارتريين الذين يفرون من بلادهم مخاطرين بحياتهم شهريا بخمسة آلاف شخص. وتتهم سلطات ارتريا التي تحادد السودان بسجن آلاف السياسيين. وارتريا المطلة على البحر الأحمر تحل في المراتب الأولى في عدد الذين يخاطرون بحياتهم بحثا عن حياة أفضل في أوروبا.
أ ف ب