في هذه اللحظات من الضجيج والفوضة السياسية عن مخرجات مسرحية الحوار والامل في وضع افضل للشعب بهذه المسرحية الوهمية قد لا تكون هناك متسع لقراءة نقدية لما يجري.
أنّه حديث ماسخ بلا طعم وأنّ أي نقد بالنسبة إلى الحالة السودانية لن يتناول سوى انحرافات هامشية لا تؤثر على النتيجة الحتمية لما يجري علي ارض الواقع وهي قناعة الشعب السوداني بـفشل المسرحية الهزلية.
لكن إذا سمحنا لأنفسنا بالقراء النقدية وهو ما لن يؤثر على مسار الاوضاع السياسية المهلهلة بين الحكومة ومعارضيها، فسنجد الفشل يكلل مسرحية الحوار ، ومعيار الفشل قائم على ابتعاد كل الأهداف الجوهرية عن اطراف مسرحية الحوار .
فشلت المعارضة على الرغم من توفر نوع من نضج الشرط الذي تجسد بإجماع شعبي على فساد الحكومة في كل المجالات، وحالة من عدم الرضى عن الأوضاع الاقتصادية السيئة في أوساط سكان الريف وأطراف المدن القاعدة الشعبية للنظام، أما عندما يتم وضع وصفة مجربة للفشل المزدوج في السودان .
إنّ سياسة المعارضة قامت على نفس سلبيات النظام وعنصريته وقبليته ، فالنظام والمعارضة كليهما سبب الفشل ، وهذا جزء من سياسة الكذب التي اتبعتها كلآ من الحكومة والمعارضة وفشلو فيها أيضاً، إذا حاولنا تصوير الصراع على أنّه بين السودانيين جميعاً والنظام، بينما هو في بعده الداخلي مبني علي اساس القبيلة والجهوية ان كان من النظام او المعارضة ، فان طابع القبيلة صار يلعب دورآ اساسيآ حتي خارج السودان .
وإذا كان فشل المعارضة لاحقاً، فإنّ فشل النظام سابق لها ويتحمل إضافة إلى ذلك مسؤولية فشل معارضته ، وفي ظل ما يشهده السودان من فشل مزدوج ، لسنا بحاجة الى تحليل الشواهد على فشل سياسات النظام جملة وتفصيلاً .
إن تداعيات فشل ثنائية المعارضة الداخلية والخارجية و النظام لا تتوقف بينما يشهد السودان انهيار مدمر فحسب، بل إنّ الخطر الأكبر يكمن في أن يتحوّل السودان إلى دولة فاشلة وهي في نظري فاشلة بكل المقاييس ، لأن القبيلة في السودان هي فوق من الوطن والوطنية .
الطيب محمد جاده