الاعتراف – العدالة – التنمية
حقوق أبناء جبال النوبة – نموذجا
حماد وادى سند الكرتى
محامى وباحث قانونى
[email protected]
http://internationallawandglobaleaffairs.weebly.com
معلومات أساسية:
ليس هناك إحصائيات دقيقة عن أعداد أبناء جبال النوبة في السودان، ولكن من المؤكد أن هناك أكثر من عشرة مليون نسمة يعرفون أنفسهم بأنهم ينتمون إلى منطقة جبال النوبة أو جنوب كردفان هذا في الداخل السوداني، فضلا عن ملايين الأشخاص الذين يعيشون في بقاع مختلفة حول العالم، أجبرتهم ظروف الحرب القاسية والتمييز العنصري البغيض إلى مغادرة السودان.
إنّ النّاس الذين ينحدرون من عرقيات جبال النوبة والمنحدرين من ولاية جنوب كردفان، يتعرضون لتمييز عنصري واضح في السودان لذا فإنّهم ضحايا الرق والهجرة القسرية وضحايا الفقر والعوز بل وأكثر الفئات فقرا وتهميشا في السودان، بل ويعانون من نقص حاد في فرص الحصول على التعليم الجيد والخدمات الصحيّة والاجتماعية.
إنّ النوبة عرضة لتمييز عنصري ممنهج وواسع النطاق، ليس لهم الحق في الانتصاف إو الانعتاق من أوضاعهم الحالية بل وليس هناك احترام من قبل كافة الحكومات المتعاقبة في حكم السودان. إنّ النوبة عرضة للتمييز في جميع الأجهزة القضائية والعدلية في السودان بل ويتعرضون للعنف المميت من قبل الأجهزة الشرطية والأمنية بل ويتعرضون لانتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان. إنّ التاريخ يقول: أن النوبة قد تعرضوا لجريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي من قبل جميع الحكومات التي تعاقبت على سدّة السلطة في السودان.
إنّ أبناء جبال النوبة لهم الحق الكامل وغير المنقوص بالاعتراف والعدالة والتنمية، وسوف نتناول كل من تلكم الحقوق على حدة وذلك على هذا النحو:
أولا: الحق في الاعتراف:
إنّ مفهوم الحق في الاعتراف يشمل الأمور الأتية:
1/ الحق في المساواة وعدم التمييز: ينبغي على الدولة أـن تطبق على أرض الواقع النقاط العملية الأتيّة:
– إزالة جميع العقبات العنصرية والتمييزية والتي تحول دون الاعتراف بحقوق أبناء جبال النوبة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية بما في ذلك الحق في التنمية.
– تطبيق الاتفاقيات الدولية والمتعلقة بجميع أشكال التمييز العنصري ضد الأشخاص.
– مراجعة التشريعات الوطنية والتي لا تشمل فئات عرقية ودينية وثقافية في السودان بحيث يكون التشريع شامل لكل فئات المجتمع السوداني، بحيث يشمل اللغات والثقافات الأخرى.
– تمتع جميع فئات السودان وبشكل متساو في جميع الحقوق والحريات الأساسية ووضع خطّة وطنيّة صادقة لتعزيز التنوع والمساواة والإنصاف والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص ومشاركة الجميع في إدارة السودان لمواجهة التحديات الخارجية والداخلية على حد سواء.
– العمل على تعزيز المؤسسات والأليات بهدف مكافحة العنصرية والفساد والتمييز العنصري والكراهية العرقية وما يتصل بذلك من تعصب فضلا عن تعزيز المساواة العرقية بمشاركة ممثلين عن منظمات المجتمع المدني.
2/ المشاركة والاندماج في المجتمع بشكل حقيقي وكامل:
ينبغي على الدولة أن تعتمد تدابير تهدف إلى تمكين العرقيات المهمشة بما في ذلك أبناء جبال النوبة من المشاركة بصورة حقيقية وقعالة في الشئون العامة للبلاد بما في ذلك الشئون السياسية دون تمييز بل ووفقا لأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان.
3/ الاعتراف بالانتهاكات الماضية ومنع حدوثها في المستقبل:
إنّ أول خطوات العدالة الاجتماعية هو أن تعترف الحكومات بما في ذلك الحكومة الحالية بالانتهاكات الصارخة ضد حقوق أبناء جبال النوبة وخلق ألية للمصالة الوطنية والعمل على التئام الجروح الغائرة في قلوب الملايين والذين إكتووا بنيران الحروب والانتهاكات البشعة والممنهجة ضد أبناء جبال النوبة.
ثانيا: العدالة والاحتكام إلى القضاء المستقل:
إنّ العدالة هو الطريق الوحيد إلى السلام الحقيقي لذا لابدّ من تطبيق تدابير ضمان المساواة أمام القانون وذلك فيما يتعلق بالحق في المساواة في المعاملة أمام المحاكم بل وجميع مؤسسات إقامة العدل. ولتطبيق أسس العدالة الصادقة ينبغي على الحكومة أن تتبع الخطوات الأتيّة:
1/ القضاء على ظاهرة التنميط العنصري.
2/ تمتع جميع الفئات الفئوية في السودان بحماية القانون وسبل الإنصاف المتاحة أمام المحاكم الوطنية وجميع المؤسسات العدلية الأخرى.
3/ القضاء وبشكل تدريجي على نشر الأفكار القائمة على التفوق العنصري والكراهية العرقية والتحريض على الكراهية العرقية أو العنف أو التحريض على العنف العنصري فضلا عن أنشطة الدعاية العنصرية والمشاركة في منظمات تعمل على بث سموم الكراهية العنصرية بين فئات الشعب.
4/ لابد من إيجاد قضاء مستقل ويتفق مع التدابير الدولية المتعلقة باستقلال القضاء.
ثالثا: الحق في التنمية ومكافحة ظاهرة الفقر:
إن مناطق جبال النوبة تعرضت لسياسة تهميشيه مقصودة من قبل جميع الحكومات السابقة والحالية، لذا فإنّ المنطقة بحاجة إلى تنمية حقيقية وعاجلة في المجالات الأتيّة:
1/ التنمية في مجال التعليم:
ينبغي على الحكومة أن تتخذ جميع التدابير اللازمة لتزويد مناطق جبال النوبة بالأدوات الأساسية بما ذلك بناء المدارس لإتاحة الشباب والأطفال للالتحاق بالمدارس.
كفالة الحصول على التعليم الجيد لاسيما في المناطق الريفية والاهتمام بتحسين نوعية التعليم العام في مناطق جبال النوبة.
2/ العمالة المتساوية:
ينبغي على الحكومة أن تتخذ تدابير فعالة لمحاربة العنصرية في مجال العمالة الحكومية والمؤسسات الخاصة على حد سواء.
3/ الصحة العامة:
مناطق جبال النوبة في حاجة ماسة لبناء المستشفيات وغير ذلك من التخصصات والكوادر الصحيّة.
4/ الإسكان:
مناطق جبال النوبة في حاجة ماسة للبنية التحتية بما ذلك الطرق وخدمات الإسكان.
إذا كانت لديكم عزيمة صادقة لبسط العدل والسلام في السودان فعليكم بتطبيق القانون المستقل وإتباع مبادئ العدالة والحكم الرشيد , أما عدا ذلك فيعد ضرب من ضروب النفاق والالتفاف على الحق الواضح.
عن المركز الإفريقى للعدالة والحكم الرشيد:
المركز الإفريقى للعدالة والحكم الرشيد منظمة إقليمية إفريقيّة غير حكوميّة تأسست منذ العام 2001م , المركز معنى بدعم وتعزيز أوضاع العدالة فى المنطقة الإفريقيّة , فضلا عن إرساء مبدأ سيادة القانون والحكم الرشيد وإحترام حقوق الإنسان فضلا عن الحقوق المدنيّة والسياسيّة وفقا لمبادىء القانون الدولى.
قبل إصدرار الشرعة الدولية لحقوق الإنسان بشكله الحالى
أهداف المركز الإفريقي للعدالة والحكم الرشيد
➢ إرساء مبدأ سيادة القانون والحكم الرشيد
➢ العمل على تنسيق التشريعات الوطنيّة فى القارّة الإفريقيّة مع التشريعات الدوليّة
➢ إستقلال السلطة القضائيّة ومحاربة سياسة الإفلات من العقاب خاصّة فيما يتعلق بالجرائم ذات الطابع الدولى الخطير- جرائم الإبادة الجماعيّة – الجرائم ضد الإنسانيّة فضلا عن جرائم الإبادة الجماعيّة .
➢ دعم عمل المحكمة الجنائيّة الدوليّة فيما يتعلق بالقضايا المنظورة أمام المحكمة الجنائيّة الدوليّة.
➢ نشر ثقافة القانون الدولي- الشفافيّة – المسألة.
حماد وأدى سند الكرتى
محامي وباحث قانونيا
[email protected]
http://internationallawandglobaleaffairs.weebly.com