تقرير: صوت الهامش
فضت اجهزة الامن بالقوة يوم الاحد الثلاثون من اغسطس اعتصام كلية الطب جامعة الفاشر عن الدراسة الذي قارب شهرا، بعد احتجاجهم علي زيادة الرسوم الدراسية، واعتدي عليهم طلاب موالون للحزب الحاكم.
تشهد الجامعات السودانية حراكا شرسا ضد سياسات الحكومة، ومن جانب السلطة الحاكمة اتخذت كل الاجراءات القمعية لايقاف الحراك الطلابي، وشهدت جامعات ام درمان الاهلية وجامعة كردفان اغتيال عدد من طلابها، وحتي لحظة كتابة هذه التقرير، لم تقم جهات الاختصاص بالتحقيق حول مقتلهم، لكن الطالب محمد بقاري حكم عليه بالاعدام باتهامه بقتل طالب في كلية شرق النيل قبل فترة، الي الان طالب جامعة الخرطوم عاصم عمر بين قضبان السجن، وايضا اتهم بقتل شرطي بعد اندلاع تظاهرات جامعة الخرطوم الاخيرة بسبب انباء تتعلق ببيع جامعة الخرطوم، ونقل المقر الرئيسي الي جنوب الخرطوم في سوبا. يري متابعون ان استهداف النظام للطلاب في المؤسسات الطلابية ناتج عن وعيهم بالحقوق، وهم شريحة لها دور فاعل علي تعبئة الشارع السوداني، الا ان العنف الممارس ضد الطلاب يختلف، طلاب يستهدفون الا لانهم ينتمون الي اقاليم الموت المعروفة.
زيادة الرسوم بصورة عشوائية
يقول طالب كلية الاقتصاد جامعة الاقتصاد محمد علي ان النظام يحاول بشراسة كسر شوكتهم والتضييق عليهم، قال ل(صوت الهامش) ان الطلاب في الجامعات،هم الاكثر وعيا بالحقوق وادراكا للفساد المستشري، والنظام يسعي لتصفية الناشطين لدورهم القيادي في الساحة الجامعية. اسباب الحراك تردي البيئة وانعدام الخدمات والمناخ التعليمي طارد والرسوم المتزايدة بصورة عشوائية.
عنف ضد اقاليم الموت
في ذات السياق يشير الناشط الحقوقي الاستاذ فيصل صالح الي نوعين من العنف تجاه الطلاب في المؤسسات التعليمية، قال ان العنف الممنهج والمنظم تراه دوما ضد ابناء اقاليم الموت في دارفور والنيل وجبال النوبة، وهو عنف اكثر قسوة ونتائجه المعروفة الجميع التصفيات الجسدية للعديد منهم، وعنف اخر ضد طلاب ينتمون الي تنظيمات سياسية معارضة للنظام، ما يواجهونه من عنف ليس كطلاب اقاليم الموت، وصف فيصل المشهد الطلابي المؤسف والمؤلم.
صبر الطلاب نفد
يروي الطالب نصرالدين علي من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، ان الحراك في الجامعات من الخرطوم وسنار، وكردفان والفاشر ونيالا والبحر الاحمر، مؤشر ان صبر الطلاب قد نفد، وما البديل الا الخروج للشوارع، عبر المطالبة بتحقيق مطالب المشروعة من تنظيم الاتحادات، وترقية البيئة الجامعية، كل هذه المطالب لم تهتم بها ادارة الجامعات، قال ل(صوت الهامش) ان ادارات الجامعات تتجاهل مطالب الطلاب، وعندما تتعنت الادارات ويصر الطلاب علي مطالبهم، وما يحدث بعدها هو اعتصامات متكررة، ما جري في الفاشر مؤخرا دليلا علي الوعي الطلابي بحقوقهم، وهذه اول ثمرات الوعي التي ستؤدي الي شرارة الثورة لاقتلاع النظام.