الشعبية[quote]ليس هنالك تسوية سرية بيننا والنظام ولا يوجد إتفاق بعيدا عن الأعين[/quote]
المؤتمر السوداني[quote]قوى النداء التزمت بخارطة الطريق التى وادتها الحكومة[/quote]
عثمان نواي[quote]لا يمكن الجزم في الوقت الحالي بوجود إتفاق يجري بين الحكومة والمعارضة[/quote]
د.فيصل عوض حسن[quote] إرهاصات وجود اتفاق قريب بين المتأسلمين وما يسمى معارضة (مدنية/مسلحة)، أقرب من واقع عدد من المعطيات[/quote]
الخرطوم:صوت الهامش
تلوح في الافق بوادر تسوية سياسية شاملة في البلاد وإن نفتها الحكومة والمعارضة معا وتعضض تلك التكهنات ما ذهب إليه رئيس الالية الافريقية رفيعة المستوي ثامبو إمبيكي فالرجل لم يتحدث عن فراغ وبحسب مجريات الاحداث فإن القنبله التي فجرها إمبيكي فيما يخص إتفاق الحكومة والمعارضة المدنية والمسلحه هو إحتمال أقرب إلي الصواب في ظل الضغوط الدولية التي تمارس ضد الحكومة والمعارضة لإجبارهما التوصل إلي إتفاق ينهي أزمات البلاد السياسية ويوقف نزيف الدماء في أطراف البلاد.
العقوبات بداية المرحلة
ولعل إتجاه الولايات المتحدة الامريكية مؤخرا في رفع جزئي للعقوبات التي كانت مفروضه علي السودان هو بداية للسيناريو المنتظر تنفيذه مستقبلا في الداخل وهو إحتمال التوصل لإتفاق بين الحكومة ومعارضيها لانهاء ازمة السودان، فرفع العقوبات واحدة من الاشتراطات هو وقف الحرب في المنطقتين ودارفور فضلا عن التوصل لتسوية سياسية شاملة بجانب إلتزام الحكومة بالحريات وإفرادها علي نطاق واسع.
نفي مشترك
محاولة ربط العقوبات بإتفاق سياسي مع النظام القائم ظل مكان رفض دائم من قبل قيادات رفيعه في الحكومة التي تري بأن أمريكا رأت مصلحته اولا ومن ثم إتجهت نحو تخفيف العقوبات علي السودان ويتمثل ذلك في دور السودان الطليعي في محاربة الارهاب والهجرة الغير شرعية ويعضض موقف السودان وإمكانية ان يلعب دورا محوريا في المنطقة العربية والافريقية لما يعانيه جيرانه من صراعات دموية ونزاعات لم تعرف لها حلول من بينها ما تشهد الجارة ليبيا من إقتتال دموي فضلا عن قتامة المشهد في دولة جنوب السودان.
إرهاصات عده
كل الإحتمالات جعلت من إمكانية التوصل إلي إتفاق بين الحكومة ومعارضيها لإحداث حالة من الاستقرار السياسي والامن وارد بدرجة كبيرة بحسب ما يراه الناشط السياسي د.فيصل عوض حسن في حديثه لـ”صوت الهامش” وقال ما يخص الارهاصات القائلة بوجود اتفاق قريب بين المتأسلمين وما يسمى معارضة (مدنية/مسلحة)، فهي الاحتمال الاقرب من واقع عدد من المعطيات لعل أبرزها عودة رئيس حزب الامة المعروف بتذبذب المواقف والممارسات بجانب مناورات الحركة الشعبية التي سارعت من قبل وجلست مع المتأسلمين ووقعت نيفاشا التي أسفرت عن فصل الجنوب وعودة ما تبقى من الحركة الشعبية للقتال وكذلك الحال بالنسبة لمناوي وجبريل وركزت على هؤلاء باعتبارهم الذين يشكلون الجزء الاكبر مما يسمى نداء السودان وهنا يبرز السؤال الاهم من الذي تغير في المتأسلمين حتى يعودوا اليهم؟ ولاجل ماذا كانوا يحاربونهم ويعارضونهم؟.
نعي الخارطة
ونعي د.فيصل خارطة الطريق والتي قال هي التي رفضتها كتلة نداء السودان سابقا وملأوا الدنيا ضجيحا بذاك الرفض وصوره كبطولة فريدة وقائمة بذاتها وهي لم ولن تتغير مما يجعلنا امام احتمالين إما ان كتلة نداء السودان كانت تضللنا برفضها الاول للخارطة وهذه مشكلة وإما انها رضخت للمتأسلمين وهذه كارثة وفي الحالتين فإن الخارطة مرفوضة تماما لدى قطاع واسع من السودانيين لانها لا تلبي طموحاتهم المشروعة ولا تجبر بخواطرهم وبالتالي هي لا تعنيها وليس لها مستقبلا.
ضغوطات غربية وامريكية
اما بشأن الضغوط الغربية عموما والامريكية خصوصا تمارس ضد الطرفين للتوصل إلي تسوية فقد قال دكتور فيصل في حديثه لـ”صوت الهامش” ان المتأسلمين هم أكبر حليف أستراتيجي للامريكان واتضح هذا جليا من (اكذوبة) الحصار الذي لم يؤثر على المتأسلمين ولم يوقف علاقاتهم الفردية او على مستوى جماعاتهم مع امريكا وفي أخطر الملفات وهو موضوع يطول شرحه.. وكذلك بالنسبة لقادة ما يسمى نداء السودان فعلاقاتهم وتفاهماتهم ممتدة مع الغرب وامريكا واشار سواء كان المتأسلمون او قادة المعارضة فلقد اثبت الواقع انهم بعيدون كل البعد عن هموم وازمات السودان واهله، هذا إن لم نقل مساهمتهم في ترسيخها وتعميقها.. والاكيد في هذا الجانب انه ومهما حاول البعض اضفاء شرعية او قبول لاي تفاهمات مع المتأسلمين لكنها ستصطدم بالمرارات الناجمة عن الاجرام الاسلاموي المتراكم في نفوس السودانيين التي ترتقي لمستوى الثأرات الفردية والجماعية وهي يصعب تجاوزها وتناسيها باتفاقيات تفضي لسيطرة البعض وتلبية رغباتهم وشهواتهم المالية والسلطوية وحينها لن يجدي رضاء الغرب من عدمه.. المسألة معقدة جدا وتفوق بكثير أطماع المغامرين الذين يتوهمون تكرار خياناتهم وغدرهم المعهود بالسودان واهله.
رؤية مغايرة
تاكيد الناشط د.فيصل بقرب التوصل إلي تسوية سياسية بين النظام الحاكم والمعارضه بشقيها المدني والمسلح بداءت رؤيته غير متطابقه لما يقوله الناشط الحقوقي عثمان نواي لـ”صوت الهامش” وقال لا يمكن الجزم في الوقت الحالي بوجود إتفاق يجري بين الحكومة والمعارضة، ولكن واقع الحال يوضح أن هناك انسدادا حادا في الأفق السياسي تمثل المعارضة فيه الحلقة الاضعف للأسف، فحين يقف النظام مستظلا بدعم إقليمي عربي وأفريقي ودولي أيضا. لذلك فإن احتمالات كسر الجمود السياسي الراهن تظل ضبابية لكنها مفتوحة على كل الخيارات في ظل الضغوط الدولية الممارسة على المعارضة.
إنعدام الثقة
وحول فرضية وجود إتفاق سري بين الحكومة والمعارضة متوقع حدوثه قريبا بدا نواي حديثه ل “صوت الهامش” بقوله تميزت السياسة السودانية بشكل عام بأنعدام الشفافية وخاصة في الاتفاقيات التي تشكل فيصلا في علاقات القوى السياسية. ولابد من الاعتراف أن ما يجري خلف الكواليس في المفاوضات السياسية غالبا ما تكون له أهمية حاسمة في تحقيق اختراق. لذلك لا يستبعد وجود شكل من التفاوض السري أو اللقاءات عبر وسطاء، لكن النتائج في النهاية سيحكمها المواقف المعلنة للقوي السياسية وربما هذا ما يؤجل الوصول إلى اتفاقات معلنة.
موت سريري
وبشان خارطة الطريق قال نواي بانها عمليا في حالة موت سريري ما لم يتم أحيائها من قبل الآلية الأفريقية لكن يبدو أن الآلية تعتقد أيضا أن الخارطة تجاوزها الواقع وغالبا ما سيتم القفز فوقها بحثا عن توافقات جديدة ربما تكون معتمدة على بعض بنود الخارطة، لكن لن تكون لخارطة الطريق ذات الأهمية في حسم اي تفاوض قادم واقر بوجود ضغوطات غربية معلنة عبر عديد من التصريحات التي تبنتها القوى الغربية آخرها تصريحات المبعوث الأمريكي السابق بوث. ولكن أيضا القوي الغربية تضغط للوصول إلى حل سياسي للأزمة السودانية يضمن شي من الاستقرار السريع في السودان، دون إطالة في إجراءات تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه وتصريحات سفير بريطانيا مؤخرا حول قرب الوصول لاتفاق توضح هذا التعجل والضغط خاصة على المعارضة للقبول بالحوار و نتائجه.
نفي السوداني
وفيما يقول الناطق الرسمي باسم المؤتمر السوداني محمد حسن عربي ل”صوت الهامش” بانهم أوضحوا مرارا وتكرارا التزام حزبهم بالعملية السلمية يأتى فى إطار الالتزام بالخط السياسي لقوى نداء السودان، وأن قوى النداء التزمت بخارطة الطريق التى وادتها الحكومة ، وأننا لسنا جزء من اى مشاورات أو مفاوضات لتشكيل حكومة مؤقتة وان على امبيكى أن يوضح اى معارضة تلك التى اتفق معها على تقسيم دماء الشعب بينها وبين الحكومة.
رؤية الشعبية
ويبين ممثل مكتب الحركة الشعبية بإيطاليا محمد صالح ياسين بانه ليس هناك اي إتفاق بين المعارضة و الحكومة علي تشكيل حكومة موسعه وبرأ من ما يردد وقال لـ”صوت الهامش” لا علاقة لنا بما يقوله المبعوث الافريقي والذي قال بانه تشاور مع النظام دون الرجوع اليهم في الحركة والتي أكد التزامها مع نداء السودان ولن تتراجع عن موقفها وإن كان هناك إتفاق بينها والحكومة يجب ان يكون مع بقية مكونات المعارضة لانها لا تسعي للمحاصصة ونفي وجود سرية وعمل بعيد العين لجهة انه ليس من ثقافة الحركة الشعبية فهي ذات خبرة وناضجة ولا يمكن ان تعقد إتفاقيات سرية وتتبني نظرية المؤامرة. وابدي ياسين إستعداد الحركة للتفاوض والتحاور مع المبعوث الامريكي فضلا عن التزامها مع المتحالفين معها في نداء السودان.
مهب الريح
وبشأن مستقبل خارطة الطريق قال ياسين بانها الان في مهب الريح لجهة ان الحكومة السودانية تريد ان تتخطاها والتنصل منها لجهة ان الخارطة كانت التزمت باطلاق الحريات بالاضافة الي اشياء متعلقه بالدستور وغيرها وأشار ياسين ان مستقبل السودان مرتبط بتعنت النظام لجهة انه غير ملتزم بالاتفاقيات التي يعقدها كما نقض من قبل إتفاق نافع عقار الذي وقع قبل سنوات وأشار عندما وصلوا للامور التنفيذية بشان الخارطة وصلوا لطريق مسدود بجانب ان هناك تطوروات من بينها ادانة الحكومة باستخدام السلاح الكيميائي وتعليق الحركة التفاوض والجلوس مع النظام وأقر بوجود ضغوطات تمارس عليهم لجهة ان اي عمل سياسي لا يخلو من الضغوط بيدها انه أكد قدرة الحركة بتجاوز هذه الضغوط والخروج منها لاعتبار ان الحرب التي تدور الان مفروضه عليهم وهم مجبورين عليها بجانب ان المجتمع الدولي يتفهم موقفهم في الدفاع عن انفسهم.
صوت الهامش