الخرطوم – صوت الهامش
قال القيادي بالحركة الشعبية ”شمال“ محمد يوسف المصطفى، إنه اتساقاً مع تطور الفكر الانساني وتمثلاً لاستنتاجاته الباهرة، طرحت الحركة “علمانية الدولة” كصيغة لضمان عدم استغلال الدين في أنشطة الدولة، وتحرير المعتقدات الدينية من الاكراه أو تسلط الدولة.
وأضاف أن الشعبية، تدعو بكل صدق وجدية لصياغة فهم للعلمانية وفقا للتجربة السودانية والجهود الحرة للفكر الموضوعي الملتزم بضوابط البحث العلمي مع الاستنارة اليقظة بالتراث الانساني بلا عقد او توهمات صمدية.
مشيراً إلى أن الذين أحرجتهم موجات الوعي المفاهيمي المرافقة لثورة 2018، وهددت مرتكزات خطابهم السياسي، طفقوا يهمهمون بالدعوة للدولة “المدنية”، ومرة أخرى يتورطون في مأزق تناقض نموذج الدولة المدنية، مع النموذج المثالي للدولة العصرية التى تحترم وتعزز كرامة الانسان وتكريس حرياته، وفقا للمواثيق والعهود الدولية.
ولفت يوسف أن مبدأ “الغلبة” في إدارة الشأن العام، تجاوزته التجربة الإنسانية المعاصرة، وأن البشرية راهناً تحاول جهدها تأسيس مجتمعاتها على “العقد الاجتماعي” التوافقي يضمن الحقوق والواجبات، واتهم من ينادون بتحكيم رؤية الغالبية، بإضمار عداءً لفكرة الحرية والديمقراطية، ويجتهدون باجترار حجج ”متهافتة ومبتذلة“.
موضحاً أن الذين تصدوا لمقترح الحركة، بضرورة اعتماد العلمانية كأبرز سمة من سمات الدولة السودانية، يحاولون فرملة قطار التغيير الاجتماعي والثقافي والسياسي، الذي يتجاوز كافة محطات التخلف والرجعية المكرسة لقهر والاستغلال والاستبداد والتحقير والاذلال.
ونبه أن الدولة تحتكر أدوات العنف والاكراه وسلطة واستخدامها، تصبح الطرف الأقوى، في مواجهة الفرد المجرد من أي سلطة أو سلاح، يحتاج للحماية من خطر تعديها على حقه في ممارسة حريته، وأن ذلك لن يتأتى بغير “علمانية الدولة”.
وذكر يوسف مقال إطلعت عليه (صوت الهامش) أن لدى الحركة، قناعة باتاحة العلمانية أفضل الشروط لازدهار ونمو وتجسيد المعتقدات الدينية وترسيخ التعامل الطوعي بين البشر وفقاً لأخلاقيات المحبة والايثار والتراحم والتكافل والاحترام المتبادل.
نافياً دعوة العلمانية لتجريد المجتمع من الدين بما يفضي لاشاعة الرذيلة وتغييب الأخلاق واقصاء الفضيلة والتفكك الأسري وكافة صنوف الموبقات، مضيفا أن دعاة الدولة الدينية أشاعوا الفساد وأهدروا كرامة العباد وانتهكوا كافة القيم.
وزاد يوسف بقوله: تمتد جهود التزييف والتخليط بهدف الطعن في جدوى نداء الحركة الشعبية لتصميم واعتماد الدستور العلماني الى مرافئ الدعوة الى مهادنة التيارات المعادية، بحجة حرمانها من أي حجة تساعدهم في اثارة جماهير الشعب “المتدين” ضد حكومة الثورة الحالية.