اولا اترحم على ارواح اطفالنا فى هيبان الذين ماتوا غدرا بطيران وقذائف حكومة الخرطوم ومليشياتها البربرية التى لا تمت للانسانية باي صلة واترحم على كل من سقط فى ارض معارك العزة والكرامة .. ولا ارى هذه الارواح الزكية الا شموع تضئ لنا الدرب وتحمس فى دواخلنا مقاتلة هؤلاء الجبناء بنفس شراسة ولئامة جرائمهم التى تتكرر في كل حين واخر وتتنوع مابين المجازر والاغتصابات الجماعية… ولكن ما يستفز ويؤرق ويثقل الكاهل هى تلكم الادانات التى تصدر من جهات من المفترض ان يكون ردها عمليا قاسيا يهز الدنيا ويجعل العدو يعضدد اصابع الندم على ما فعل واغترف… ردا يشفى صدور المكلومين ويغيظ ويرعب قلوب الظالمين الخونة. الادانات والبيانات والشجب سادتى تترك لمنظمات المجتمع المدنى والاحزاب التى لا حول لها ولا قوة والتى فى كثير من الاحيان لا تدين الاعمال السيئة للنظام الا من باب الحياء وحفظ ماء الوجه لانها احزاب تمثل اهواء اسر وطموحات افرادها والتى هي حتما تتقاطع وطموحات المسحوقين الذين لا يقتلون وتنتهك كرامتهم الا لمناداتهم بالمساواة فى وطن اسمه السودان هو ارضهم ولا يعرف التاريخ لهم ارض سواه.
سادتى السيف اصدق انباءا من الكتب والذى ينزل البحر لا يخاف ابتلال جلابيبه فكيف بالله فى يدك بندقية مليئة بالذخائر وجاهزة ولكنك تستخدمها كعصا فى مقاتلة عدوك الذى يحاربك حرب غير تقليدية وسائلها الاغتصاب وقتل الاطفال والنساء وحرق السكن وسلب الممتلكات. كيف بالله هو يقتل ويقش ويمسح اسراك حتى قبل ان يجف عرقهم وانت تستجديه فى كل مرة وتشتكى وتطارد الصليب الاحمر لتسليم اسراه الى ذويهم سالمين محترمين فبالله اى منطق هذا واى تفكير. لماذا لا تراعى نفسيات ومشاعر ومعنويات الجنود البواسل الذين يموت ويعذب ويؤسر اخوانهم واولادهم ورفاقهم. عندما تقبض الحركة اسرى الحكومة تسمعهم ما يطمئن القلوب ويريح النفوس وتوعدهم بملاقات اهليهم فى اقر ب الاوقات وفى احسن الاحوال … كاتب هذا المقال يؤمن ايمانا تاما بسريان القانون كيفما كانت الظروف وفى حالة الاسري يجب ان يعاملوا بقوانين الجيش المعروفة والمعهودة من غير اي تهاون او دلع. ان اسري الحكومة وخاصة افراد جهاز امن النظام هم صيد ثمين فبهم يمكن للحركة ان تساوم وتناور كيفما شاءت لان الحكومة تعرف تماما ان تهاونها فى عدم فك اسرى مليشياتها سيخلق بلبلة وعدم ثقة وسط مجرميها ومرتزقيها كما ان التعامل مع هؤلاء الاسري بمثل هذه الطريقة المجاملاتية ستغري غيرهم وغيرهم بارتكاب ما يحلو لهم من مجازر وجرائم ضد شعبنا المغلوب والمكلوم.. لكى تحارب او تنازل اى عدو لا بد ان تفهم طباعه وتقاليده وعاداته فالعدو قد يفهم عكس ما تعنيه فتكون هنا الكارثة العدو يفهم هذا التعامل على انه خنوع ورضوخ وتوجس وانت بترجمة خاطئة تضعها فى خانة الالتزام بالقوانين الاقليمية والدولية ولكن اين هو المجتمع الدولى من كل الانتهاكات الجسيمة التى يرتكبها النظام بصورة يومية. فالمعروف ان هذا النظام لا يعرف الا العنف لغة والقتل منطقا كما فى تصريحات رأسه فى كثير جدا من المناسبات. هذا النظام يؤمن باحادية الثقافة والجنس واللون وهو يفعل كل شئ لتحقيق ذلك فمن الخطر واللا معقول ان يعامل بتهاون او تراخى او تردد. سادتى لكى ننجوا جميعا نحتاج الى تفعيل غريزة البقاء, نحتاج الى منادات والامساك بمشروع السودان الجديد والذي ينادى وبكل وضوح على ان لا تتخلف اي مجموعة او اثنية سودانية عن الركب. ان فكر السودان الجديد لن يكون الا على انقاض هؤلاء العنصريين اللئام اللذين لا سبيل للنيل منهم الا بقوة السلاح لمنعهم من تنفيذ مبتغاهم وهى الابادة البطيئة التى نراها ماثلة امامنا وبصور متعددة ومختلفة منها التقتيل والاغتصاب والتجويع والتشريد وحجب التعليم وافقاد الامن والهوية كل هذه ادوات محصلتها النهائية الفناء الحتمى اذا ما طال الامد.
انا اقدر واثمن ما يقوم به رجال الجيش الشعبى فهم عزنا وتاجا على رؤوسنا لا ينزل ابدا. فمشروع السودان الجديد عقيدة يتحلى بها كل من يريد خيرا للسودان فهى لا تستثني احدا ولا تترك اي اثنية او مجموعة سودانية فى الخلف كما يوضح ذلك الاب قرنق فى كل لقائاته وتصريحاته واطروحاته … فقرنق كان يحمل مشروع السودان الجديد ويطرحه بكل حماسة وقوة وجمال. فى كل زمان وفى اى مكان تطأه قدماه. قرنق كان يقتحم الاتحاد الافريقى والمجموعات الاوروبية. قرنق كانت تسمع له امريكا بكبار جنرالاتها وسياسييها وقساوستها. وصل قرنق بالاقناع الى درجة جعلت السعودية تمده بالسلاح والذخائر وهو الافريقى المسيحى .. اى روعة واى حنكة سياسية بعد هذا .. قرنق كان يحارب وهو قوى ويفاوض فى الاوقات المناسبة. كان يهابه كل معارض ويتخوفه كل محاور لانه متسلح بقضايا عادلة وواضحة .. عندما يتحدث عن مشروع السودان الجديد كان يشعرك بالقوة والانتماء والحماسة كان يملأ المشاعر ويعبى النفوس بعد كل لقاء. له ملكة تجعلك تلامس المشروع وتراه فى الافق القريب واحيانا يجعلك تتلمسه بيديك… كان قرنق ملهما… لذلك وجدت اعذارا للطيب مصطفى عندما ذبح ثوره الاسود ووجدت الف عذر لغازى العتبانى عندما حمل بندقية حرسه الخاص واطلق وابلا من الرصاص احتفالا بموته… ولكن ما لم يعلمه هؤلاء هو ان قرنق خلف ارثا عظيما لامس نفوس كل المظلومين, ارثا جعلهم يبذلون الدماء رخيصة من اجل العيش بكرامة ومساواة.
بعد كل ما تقدم, ان رسالتى لقادة الحركة الحاليين ان لجيشنا الشعبى قضايا عادلة وملحة وان الجيش الشعبي اكبر من ان يركن فى جنوب كردفان فهي ضيقة لن تسعه ولن تسع بسالة ابطاله. ان الجيش الشعبي سيتنفس جيدا ويرتاح وستظهر كفائته وقوته عندما يتحرك فى الاتجاهات الصحيحة ليبتلع كل كردفان ومن ثم يضع يده على رقبة النظام فى الخرطوم ليحل مشاكل المكلومين والجوعى والمشردين. ان الجيش الشعبى ادا ما تحالف مع القوى الثورية الاخرى سيكون النظام فى حكم كان وباسرع مما نتوقعه جميعا… فابنوا التحالفات اللازمة واطلقوا سراح هدا المارد العملاق ولا تكبلوه فى مساحات ورؤي هو اكبر واعظم منها كثيرا.
تحتاج الحركة الشعبية الى ابناءها فى الخارج والداخل تحتاج الى دعمهم المادى والمعنوى تحتاج الى كل من يريد ان يسهم فى مساعدة اهله داخليا وحتى ولو بالحضور الى مناطق الشدة تحتاج الى المهندسين والاطباء والقانونيين والمحاسبين والى كل من يمكن ان يسهم بشئ… تحتاج الى قائد يحمس القاعدة ويلهمها .. قائد يُملك الانتصارات الرائعة التى يحققها الجيش الشعبي الى جماهير الحركة ومريديها… قائد يعرف كيف يكسب الشعراء والمثقفين والاغنياء والزعماء… قائد يعرف متى يفاوض وكيف يجازف … قائد يؤمن بالمؤسسية والعمل الهيكلى … قائد يكره التهميش!!!
ابوعبيدة الطيب ابراهيم
نورث كارولينا