الخرطوم ــ صوت الهامش
قال قيادي في الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو أن اقتراح يوم الأربعاء كعُطلة رسمية للبلاد، جاء ذلك لمنع التمييز على أساس الدِّين في الدَّولة السُّودانية التي تم الإتفاق على إنها (تفصل الدِّين عن الدَّولة) .
وأشار إنهم لم يقترحوا يوماً آخر له دلالات أو رمزية دينية مثل يوم (الأحد) الذي تعتبره الدَّولة السُّودانية يوماً عادياً للعمل بالرغم من دلالته الرمزية والدِّينية للكثير من المواطنين السُّودانيين، بل اقترحت يوماً مُحايداً للجميع .
وانتقد القيادي في الشعبية عادل شالوكا، ”مسودَّة الإتفاق الإطاري لإيقاف الحرب وتحقيق السلام“ التي قدمتها الحركة إلى الحكومة عبر الوساطة في مفاوضات السلام الجارية في مدينة جوبا.
واعتبر تسريب المسودة عن قصد لجهة التشويش وتشويه مواقف الحركة الشعبية.
وقال “نحن لا نضع ما نتفاوض حوله في خانة (الأسرار) لأن مواقفنا واضحة ومُعلنة للجميع ولا نخفيها عن جماهير الشعب السُّوداني لولا مقتضيات التفاوض التي تتطلب السرية في بعض مراحله. فالسلام له ثمن وإستحقاقات يجب أن تُدفع، دون ذلك لن يتحقَّق السلام الشامل والعادل والدائم الذي نسعى إليه“.
ووصف شالوكا في مقال له تلقته (صوت الهامش) تسريب الوثيقة بالسلوك غير حميد وغير أخلاقي، نافياً تضرَّر الحركة منه لجهة أن السُّودانيين يجب أن يعلموا جميعاً و يعرفوا مواقف الحركة الشعبية وما تتفاوض حوله، ولهم الحرية بعد ذلك في إختيار دولة موحَّدة مُستقِرة تحترم حقوق الجميع، أو أي خيارات أخرى محتملة وهي غير مُستعصية.
ويضيف أن وثيقة (الإتفاق الإطاري) غير الموقَّع عليها التي تم تسريبها لا زالت مسودة مطروحة على منضدة التفاوض والحوار بين الطرفين وهي ليست الوثيقة النهائية.
وأردف بقوله : أن ما سيتفق عليه وفدا الحركة الشعبية، والحكومة الإنتقالية حول هذه القضايا محل التفاوض سيتم نشره لاحقاً بعد التوقيع عليه وتحوله لوثيقة نهائية.
وهاجم شالكا من وصفهم بالمهووسين العنصريين وتُجَّار الدين أو (النازيين الجُدد) لجهة أنهم يحاولون أثارة الشعب السُّوداني حول العديد من القضايا، و”لأنهم يعرفون أن البعض بسليقتهم (الإنطباعية) لا ينظرون إلى الجوهر أكثر من تركيزهم الدائم على (القشور) و على ما يفرق الشعوب السُّودانية و ما يقسم وجدانها“.
واعتبر ن كتاباتهم ”مادة للإستهلاك (العاطفي) ودغدغة مشاعر الكراهية لدى الناس، ولذلك أطلَّ الهوس الدِّيني برأسه من جديد دون تروِّي أو إستفسار لفهم الدوافع التي حدت بالحركة الشعبية لتقديم مُقترح بتحويل العطلة الاسبوعية إلى يوم الأربعاء بدلاً عن الجمعة أو الأحد أو الثلاثاء في بلد لا يميِّزه شيء عن سائر دول العالم سوى التنوُّع والتعدُّد الديني والعرقي والثقافي والجهوي.
وأكد بقوله أن إنكار التعدُّد في السودان، بواسطة ما سماها بالنُخب والفئات المهووسة، هو ما أقعد السُّودان، وهدَّ من قواه وعطَّل طاقاته ليتحوَّل إلى دولة فاشلة ومتسوِّلة تستجدي الآخرين رغيف العيش، رافضاً الخضوع ما وصفه بالإرهاب الفكري وإستكانة للقوى الظلامية الرجعية وقوى التجهيل والتخلُّف.
ولفت إلى أن الحركة الشعبية، تسعى تحرير الإنسان السُّوداني من القيود وعوامل التفرقة والتقسيم لإطلاق طاقاته الإبداعية المكبوتة.
وذكر أن المفاوضات التي تجري الآن بين الحكومة الإنتقالية والحركة الشعبية لتحرير السودان، توفِّر أرضية وصفها بالجيِّدة وفرصة إستثنائية ونهائية لمُعالجة جذور المشكلة السُّودانية وإنهاء الحروب مرة واحدة و إلى الأبد، والإنتقال إلى دولة العقد الإجتماعي وبناء السُّودان الجديد الذي لا يقصي أحد ولا يميز بين مواطنيه على أي أسس مهما كانت.