الربيع محمد بابكر fki rabee
الحب يا هؤلاء ليس بجنس ولا هو احتكاك بين نوعان مختلفان من البشر كما ان الحب الذي يحدث بين الرجل والمراه الان مسعاه الاخير السعادة ولكن لعدة اسباب السعادة غالبا تمنح لطرف واحد لعدة اسباب منها التربية التي تعلم الانثى بانها جسد وليست عقل وجسد والتربية التي تعلم الرجل بانه العقل والجسد وكل شيء فينشأ لديه فكرة السيطرة الذكورية على الحياة كما ان العلم في ذاته ذكوريا لم يتناول القضايا بطريقة حيادية.
ما دعتني اختار هذا العنوان هي الامثلة الشبابية الرائجة في الشارع العام على سبيل المثال (الجكس للجميع والخوة ثابتة)(المراه للجميع والابن للوطن)المثل الاول يعبر عن الفهم المصلحي للعلاقات العاطفية اما المثل الثاني فيعبر عن امكانية الشراكة وممارسة الجنس بين عدة افراد وامراه واحدة ويمون الوطن هو المسؤل عن التربية وهي حالة فوضوية لا تحترم نورا حول العالم . فالحب انيا في الدول النامية بصفة خاصة اختصر فقط على الاشباع الغريزي وهذه تعتبر كارثة لان الحب لا تاتي لا بعد اشباع تلك الغرائز .اذا ما يمارسه البشرية الان مجرد تفريغ لغرائز مكبوتة .
ساعتمد كثيرا في التحليل على الدكتورة نوال السعداوي والتي تعتبر من رائدات حقوق المراه في الشرق الاوسط .هي التي كتبت 13كتابا عن المراه ابرزها كتاب المراه والجنس وكتاب اخر عن المراه والدين والاخلاق.
اذ تقول ان الحب الذي يحدث الان بين الرجال والنساء في عالمنا الحديث او الذي كان يحدث في المجتمعات السابقة منذ ان امتلك الرجل الارض وامتلك معها المراه ليس هو الحب فالحب لا يمكن ان يكون بين سيد وعبد اوصاحب سلطة وخاضع للسلطة او بين اعلى وادنى او بين اقوى واضعف.الحب لا يمكن ان يحدث من اجل الانتفاع والنفعية او من اجل الاستغلال كما لا يمكن ان يكون من اجل المصلحة الاقتصادية او الحماية الاجتماعية فالحب ليس علامة تجارية يمكن شراؤه.فالشرط الاول للحب هو التكافؤ فاذا كان لاحد الحبيبان جسم ونفس وعقل فلا بد ان تتوف للحبيب الاخر جسم ونفس وعقل ولا يمكن ان يحدث بين انسان متكامل العناصر واخر عبارة عن جسد لان الحب هنا يفقد شرط وجوده وهو التبادل الجسمي والنفسي والعقلي .
كما ان التشابه ايضا شرط من شروط وجود الحب وقد بدات الحياة الانسانية حين احبت حواء ادم واحب ادم حواء فقد وجد كل منهما في الاخر شبيها له اقرب اليه من سائر الحيوانات الاخرى .
وتقول جيرمان جرير ان التشابه دعامة الحب وليس الاختلاف وقد فهم الرجل خطا انه يحب المراه لانها تختلف عنه وبسبب تضخيم المجتمع للفروق بين الرجل والمراه فقد اصبح الرجل يفضل الجلوس مع صديقه عن المراة لانه يجد في الرجل انسانا شبيها له له جسم وعقل ونفس اما المراه فانه يجد جسمها فقط . فكانما قد اصبحت من فصيلة اخرىغير فصيلته.
الحب ليس امتلاكا وليس سيطرة وليس شعورا من طرف واحد مهما كان الشعور.
الحب ارقى عملية يمارسها الانسان لان من خلالها تستطيع مكوناته الجسمية والنفسية والعقلية جميعا ان تمارس اعلى وظائفها واعمقها تغلغلا في كيان الانسان. الحب عملية واعية فاهمة عميقة بل لعلها العملية الوحيدة التي يستطيع الانسان من خلالها ان يصل الى اعمق اعماق شخصيته.والانسان انسان بقدر ما لديه من قدرة على الحرية والارادة والاختيار والمسئولية. والحب بين انسان وانسان يصبح حبا انسانيا بقدر ما لديهما من قدرة على الحرية والارادة والاختيار والمسئولية.
وتفسر د نوال السعداوي ان الحب ليس عادة وليس ادمانا وليس عملا لا اراديا وليس عملاغير واع الحب عملية ارادية واعية تتم بسبل قدرة الانسان على الاختيار الحر هذه القدرة لا تتم الا في انسان مستقل.
إن الاستقلال شرط من شروط نضوج الشخصية ونضوج الشخصية شرط من شروط تحقيق الذات وتحقيق الذات شرط من شروط الحب..وهكذا ندرك ان القدرة على الحب هي اعلى قدرات الانسان وانضجها واكثرها وعيا.الحب جوع يشعر به الانسان بعد ان يشبع كل رغباته وغرائزه .هذا الحب قادر على تحريك كل ملكات الانسان في الخيال والابتكار وتفجير كل طاقاته الجسمية والنفسية والعقلية.والحياة الخالية من الحب هي حياةناقصة مهما كانت الانجازات التي يحققها مثل هذا الشخص في اي ميدان من ميادين النشاط فالحب هو تحقيق الذات ولا يستكيع الانسان ان يخدم غرضا اسمى من تحقي
ذاته. او ان الانسان لايستطيع بدون تحقيق ذاته ان يدرك من تحقيق الاغراض الاخرى شيئا.فالحب كما قال احدهم اؤكسجين الحياة والقلب الذي لا يعرف الحب قلبا عاق والحياة دون حب طاعون ملعون .
Rabee1211@gmail.com