الطيب محمد جاده
هذه ليس حكومة ثورة وانما هي امتداد للنظام السابق بمشاركة كائنات طفيلية تشتهي السلطة ، لقد عانى الشعب السوداني بعد الثورة وسقوط النظام ، معاناة لم يألفوها من قبل جراء سرقة ثورتهم من مجموعات لصوصية تسلقت علي دماء الشهداء فأوصلت البلاد إلى ما هي عليه الآن تحت هيمنة مليشيات واضحة على كل مفاصل الدولة وإمساكها بالقرار السياسي . حدث كل ذلك مباشرة بعد فترة زمنية لا تتجاوز أياما معدودة من سرقة الثورة التي اسقطت نظام الانقاذ ، فوصل الحال إلى الدرك الاسفل ، لأن الذين سرقوا الثورة وقادوا البلاد لم تكن لهم دراية بحال الشعب بل هم غرباء عنه وفدوا إليه من الخارج . هؤلاء ليس لهم علاقة بالثورة إنهم مجموعة من اللصوص والعملاء ولو استمروا في حكم السودان سينهبونه ويبيعون أرضه كما فعل الذين قبلهم ، هذه ليست نبوءة بل هي قراءة واقعية علمية لرجل على قدر كبير بفهم الأحداث والوقائع ، وقد ثبت بالدليل والوقائع أن هؤلاء اللصوص لا يريدون خيرا للسودان وشعبه ، وإذا كانوا غير ذلك ما معنى مشاركتهم للقتلة لاشك في انهم شركاء في عملية فض الاعتصام ، سواء ادعت الجهات المسؤولة براءتهم من ذلك أو لا إلا أنها تقع تحت طائلة المسؤولية لأنها حتى هذه اللحظة لم تستطع الإفصاح عن مرتكبي عملية فض الاعتصام ولا حتى إلقاء القبض على أحدهم ، وراحت تلقي باللوم على كتائب الظل ومليشيات هم شركائها في الحكم . اسقاط الحكومة الانتقالية هو المخرج الوحيد لإعادة الثورة ، لأن هذه الحكومة هي إما عاجزة أو متواطئة أو قاتلة ، والصحيح أن كل هذه الصفات مجتمعة هي صفاتها ، فكيف يمكن إجراء تصحيح مسار أو حوار معها لتحقيق اهداف الثورة ، بل كيف يمكن أن نغفر لسلطة قتلت ومازالت تقتل ؟ إن الشعب السوداني على قدر كبير من الوعي والدراية ويعرف مسالك الطرق جيدا للوصول إلى أهداف ثورته المجيدة .