بقلم :عثمان نواي
ان التهاون مع الكيزان وزبانيتهم وورثتهم وتحويل الثورة التى استشهد فيها العشرات منذ ديسمبر والالاف منذ بداية النظام قبل ثلاثين عاما من ثورة تقتلع النظام وتحقق العدالة، الى ثورة ” كيوت”، تتحدث حكومتها وبعض نشطائها عن احترام حقوق الإنسان لمجرمين الحرب ، بينما لا تفعل شيئا لحماية حقوق ضحايا انتهااكات حقوق الإنسان الحقيقين وضحايا ذات مجرمين الحرب وقاتلى الشعب السوداني،ولا تقوم بما يلزم لاحترام حقهم فى العدالة الناجزة،وان هذا التهاون لهو الخيانة العظمى للوطن ولدماء الشهداء ولدماء الملايين من السودانيين فى كل مناطق النزاعات.
فحين تجلس ابنة عبد الرحيم محمد حسين اللمبى و المطلوب من المحكمة الجنائية لارتكاب جرائم ضد الانسانية على كرسي عرش مدفوع الثمن من دماء واموال السودانيين وتطالب بالرحمة لوالدها القاتل وياتى بعض النشطاء ومعلقين السوشيال الميديا يتحدثون عن حقها الانسانى، فإنهم فى الواقع ينسفون الحق الانسانى ذاته لما لا يحصي عدده من ضحايا ذات الرجل الذي يتعاطفون مع ابنته . فاى مكيال به يكيل هؤلاء العدالة والحرية والسلام؟ وكيف تحولت فجأة شعارات الثورة اى كوز ندوسو دوس الى منتج مسخ لا أقدام له كي يدوس بها الكيزان ولا طاقة له حتى لوقف استهتارهم بجرائمهم فى حق الشعب السوداني.
بل يتم السماح لابناء مجرمى الحرب بمقابلة النائب العام الذى لم يصل الى مكتبه بعد ملفات الجرائم ضد الانسانية التى ارتكبها اللمبى واحمد هارون صاحب مقولة ” اكسح امسح قش” فى حق سكان جبال النوبة ودارفور،ولكن تصله ملفات الاسترحام للمجرمين. ان العدالة وان كانت عمياء، الا انها لا تساوى بين المجرم والضحية والا لن تكون تلك عدالة على الإطلاق . وفى حالة السماح بمطالبات إطلاق سراح مجرمين الكيزان وبل تعاطف البعض مع أبنائهم، فإن العدالة تموت تماما. والثورة تتكسر انيابها وتتحول الى ثورة تويتات وبوستات كيوت cute، تسعى فقط للظهور بمظهر انسانى مزيف يخدم أجندة شخصية او وظيفية او غيرها، لكنها لا تخدم ابدا الثورة السودانية وحقوق أبناء هذا الشعب.
ان خطر التهاون مع الكيزان والسماح لهم واسرهم بالتحرك بكل هذه الجرأة دون خوف اوحتى خجل، ليس تحقيق لقيم الديمقراطية كما يدافع بعض الثوريين ” الكيوت” ولكنه يحطم اهم اسس الديمقراطية الا وهى أعلاء قيمة الإنسان. تلك القيمة التى انتهكها هؤلاء المجرمين ولازال أبنائهم يتمتعون بنعيم الفساد الذى دمر شعب بأكلمه وجعله نهبا للجوع والتشرد والمرض. لقد فرطت حكومة الثورة كثيرا فى تحقيق العدالة الثورية الناجزة ، والان هى تفرط فى احتمال تحقيق العدالة من الأساس. ولكن فإن هذا التفريط سوف يكون له عواقب وخيمة للغاية على السودان بأكلمه، فإن غياب العدل الذى هو اساس الملك سوف يجعل السودان يغرق فى الدماء بلا امل فى مخرج.
nawayosman@gmail.com