واشنطن _ صوت الهامش
سقط الرئيس عمر البشير بقوة العسكر بعد شهور من الاعتصامات الشعبية في أبريل. منذ ذلك الحين، أصبح مشهد من الانتفاضة رمزاً مرادفاً للانتصار وهو لسيدة برداء أبيض على سقف سيارة تترأس بحراً من المتظاهرين فتهتف ويرددون وراءها، حسب تقرير لشبكة أوبن كندا.
وانتشرت صور وفيديوهات آلاء صلاح، 22، ووُصفت هذه اللحظة على تويتر بأنها تصنع التاريخ وتبدّل ماضي السودان. ذكّرت آلاء بأنّ النساء أصبحن القوة الطاغية في الصراع ضد البشير الذي طوال فترة حكمه كانت حقوق المرأة مهمشة. ولكن حتى مع رحيل البشير لا يزال مصير حقوق النساء مجهولاً.
وقالت بنان صالح وهي سيدة نشطت في مظاهرات الخرطوم، “نحن نحارب نظامين: الهيمنة الذكورية والنظام السياسي القديم.”
وأضافت أوبن كندا أنّ نظام البشير اقترن بالشريعة فالسودان أقر نظام الشريعة في عام 1983 أي قبل ست سنوات من تسلم البشير للحكم. لكنّ تطبيق الشريعة الإسلامية أشعل النزاع بين المسلمين في الشمال والمسيحين والروحانيين في الجنوب قبل أن يدخل مرحلة إبطال في عام 1985.
وقال التقرير مع أنّ نظام الشريعة يسبق عهد البشير إلا أن الجيل الأصغر من النساء السودانيات ينسبه إليه إذ أنّه وصل إلى السلطة بفضل انقلاب مدعوم من الإسلاميين في عام 1989. مع رحيله الآن، لا تزال الشريعة تحكم خناقها على النساء من خلال قيود عدة على ما يلبسن ومع من يجتمعن وغيرها.
وتابعت الشبكة أنّ النظام العام السوداني يتحكم في حريات النساء ومن تخالف القواعد الأخلاقية تواجه احتمال عقوبة السجن أو الجلد. وحسب بيانات 2014 للأمم المتحدة، فإنّ نسبة 86.8 بالمئة من السودانيات بين عمر الـ 15-49 تعرّضن لتشويه أو قطع للأعضاء التناسلية الأنثوية.
وتظهر تقارير أخرى أنّ الفتاة بعمر الـ 10 يمكن أن تُزوّج بإذن من ولي أمرها وإمضاء القاضي في حين لا يعد الاغتصاب الزوجي جريمة.
وفي ديسمبر 2018، خرجت مجموعات من الطلاب والمهنيين مطالبين برحيل البشير مدفوعين بارتفاع سعر الخبز والندرة الاقتصادية ولكن مع حلول ربيع عام 2019 تحوّلت الحركة إلى ثورة يمثل العنصر النسائي فيها 70 بالمئة. إلا أن المواجهة التي يبدينها نُظر إليها كتهديد ذي وجهين للحكومة وللقيود المفروضة بحكم الجندر فلجأت الحكومة إلى الاغتصاب كوسيلة لإسكات المعارضات حسب تقرير لوكالة سي.ان.ان
وأورد التقرير أن قادة المظاهرات حدّدوا أنّ أولويتهم هي الحكومة الانتقالية بقيادة مدنية ولكن السؤال يبقى حول دور نظام الشريعة في الفترة القادمة. استؤنفت المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى الحرية والتغيير في مايو 19 بعد انقطاع دام أسابيع.
وفي وقت لم يؤكد التحالف موقفه بعد من نظام الشريعة، نقلت بي.بي.سي عن المتحدث باسم المجلس العسكري شمس الدين كباشي، “نرى أنّ الشريعة الإسلامية والأعراف المحلية والتقاليد في السودان يجب أن تكون مصدر التشريعات.”