تقرير: حسن اسحق
الاسئلة التي تطرح هذه الأيام لمن تأخر لجنة الأسباب نبيل أديب حول فض الاعتصام حتي هذا الوقت، الأسباب والمعوقات التي تقف أمامه، ما نوعية هذه الأسباب سياسية ام قانونية والأطراف التي لا تريد له ينجز مهام التحقيق بصورة كاملة، وجود عقبات طرأت في الفترة الاخيرة، أهم هذه العقبات هي ظهور جائحة كورونا التي تحد من حرية حركة الأفراد والعاملين في اللجنة، ترفض اللجنة التسرع انهاء التحقيق، هناك ضغوط كثيرة تقع على القائمين بأمر اللجنة، حتى ان الادلة الاولية تشير الى تورط القوات النظامية فض الاعتصام. آخرون يعتقدون أن نبيل لا يستطيع توجيه الاتهام الى الاشخاص المتهمين، لانهم الان مشاركين في حكومة الفترة الانتقالية، وفي مواقع حساسة جدا، كذلك التشكيك من قبل البعض في عمل اللجنة.
قال رئيس لجنة التحقيق في فض الاعتصام في السودان، المحامي، نبيل أديب، إنه لا يوجد موعد محدد لتقديم نتائج التحقيق حول المجزرة التي أودت بحياة عدد كبير من الناشطين، مؤكداً عزمه على الاستقالة إذا فرض عليه زمن محدد. وأضاف لـ«القدس العربي» أن اتهام «الدعم السريع» سيكون على مستوى الأفراد الذين تثبت مشاركتهم. وفيما أكد الاستماع إلى 3 آلاف شاهد، أشار إلى امتلاكه 1400 فيديو جار التأكد من مصداقيتها. يؤكد نبيل أنهم في اللجنة ليس لهم مصلحة في تأخير التحقيق، ليس لهم فوائد مادية او مرتبات، والمحامون في اللجنة مصلحتهم في الاستعجال بإنهاء التحقيق، يؤكد أنه لا يمكن ان يقوم بتحقيق فيه إهمال ويدل على عدم مهنية، توجد مسؤولية يريدون إنجازها.
كذلك جددت صحفيون لحقوق الإنسان- جهر عزمها لاسر الشهداء والجرحى الناجين والناجيات من التعذيب، وايضا لضحايا الاغتصاب والعنف الجنسي، في مجزرة القيادة العامة، أنها تواصل دورها في جبهة الصحافة والإعلام، في كشف فظائع وانتهاكات حقوق الانسان، وانها تناصر قضايا العدالة والمساءلة، والإنصاف وجبر الضرر، في سبيل تحقيق سودان الحرية والسلام والعدالة.
ترويج الاشاعات لعرقلة عمل اللجنة
بينما يشير أحمد الزبير من منظمة العفو الدولية، ان اسباب تأخير صدور التحقيق النهائي للجنة فض الاعتصام، منها جائحة كورونا التي عرقلت عمل اللجنة أثناء فترة الحظر، وإيقاف الحركة، يقول أحمد كي يكون التقرير النهائي جاهز، يجب أن تكتمل كل أركان قضية التحقيق، وتسليمه إلى الحكومة، يشير إلى اللجنة تقوم بالتوصيات، أما حول الأصوات الشبابية الغاضبة بشأن تأخير التحقيق في فض الاعتصام، يضيف أن هذه الاصوات جديدة على العمل السياسي، والاتهامات والأقاويل التي تقال حول رئيس لجنة التحقيق، فيها نوع من عدم الموضوعية، واطراف اخرى ترويج الإشاعات حتى تعرقل العمل وترويج الأكاذيب، ان الادلة الاولية تشير الى تورط قوات من الدعم السريع، جهاز الأمن، الشرطة في يوم فض الاعتصام .
المتورطين في فض الاعتصام معروفين
يضيف المحامي والناشط السياسي عيسي يسن كمبل، موضوع فض الاعتصام شائك جدا، يتكون من مرحلتين، المرحلة الاولي ان لجنة اديب تأخرت، وشق آخر من الذي أصدر التعليمات لفض الاعتصام، ثم من قام بتنفيذ تلك التعليمات، اما بالنسبة لمن قام بتنفيذ فض الاعتصام، يقول في الاساس ان هؤلاء الافراد معروفين، والمجلس العسكري يعرفهم، الدليل على ذلك قول عضو مجلس السيادة شمس الدين الكباشي، والتحدي الآخر من الذي اصدر التعليمات بفض الاعتصام، مجيبا، قطعا المجلس العسكري، من قام بتنفيذ تعليمات فض الاعتصام، هي القوات التي ذكرها الكباشي، باعتبارها قوات مشتركة.
يضيف كمبل لا يعتقد أن لجنة نبيل أديب سوف تؤدي الى نتيجة، في هذه الفترة، أن من اصدروا التعليمات هم الآن في كرسي السلطة، لا يتوقع ان يقدموا انفسهم للعدالة، يؤكد هذه اللجنة لن تصل إلى أي نتيجة في ظل هذا الوضع الراهن، حكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ليس لها القوة لتنفيذ القرارات، ليس لديه سلطة على الجيش، والشرطة، جهاز الأمن، يوضح لا توجد سلطة بدون قوة، القوة بيد المجلس العسكري، هذه الجريمة لا يمكن أن تغفر ولا ينساها الشعب ابدا، الحل الوحيد ان يفكر المجلس السيادي في القبض على الجناة، لجنة نبيل أديب تقابل تحديات كبيرة، ان الشعب لا يتنازل عن دم الشهداء، القصاص أحد أهداف الثورة، تنبأ ان نبيل قد ياتي بكلام فضفاض في تقريره النهائي، ربما يصمت في من أصدر التعليمات، الشعب يستطيع ان يحاكم من قتل الثوار، أسر الشهداء على قناعة الى أن اللجنة لن تأتي بجديد، يطالب نبيل اديب ان يقدم استقالته، تنبأ أن هذه اللجنة سوف تتأخر.
يشرح كمبل أن هناك خيط قوي جدا، وقت فض الاعتصام، و السلطة التي كانت تحكم، هي سلطة المجلس العسكري، من كانوا يديرون البلد، لذا لجنة نبيل أديب لو عندها القوة، انها توجه الاتهام مباشرة إلى المجلس العسكري، والمجلس العسكري عبر أجهزته المختلفة، وبدوره يبحث عن الأشخاص الذين أصدروا تلك التعليمات، من أمر القوة بإطلاق النار، ويطالب بمواجهة المجلس العسكري مباشرة، لا يوجد اتجاه شعبي لاسقاط هذه الحكومة، هي مدعومة من الشعب والشارع السوداني، يريدون الانقضاض على الثورة، سوف تستمر الي تصل الانتخابات، يراهنون على الانقلاب، للانقلاب على الحكومة المدنية، سوف تستمر الي الوصول الي الانتخابات، اذا فشلت لجنة أديب الشعب السوداني قادر على القاء القبض على من قتل الثوار.
انقسام في الرأي العام
بينما الكاتب والمحلل السياسي عبدالله ادم خاطر، يؤكد أن قضية فض الاعتصام أصبحت قضية رأي عام، والجميع يتابعون باهتمام، حتى الرأي العام نفسه منقسم، اتجاه عاطفي يرى أن المأساة كانت كبيرة، قتل، اغتصاب، دماء، انعدمت الانسانية في يوم فض الاعتصام، يوضح خاطر الاتجاه العاطفي يطالب بإنهاء التحقيق، ثم تقديم مرتكبي مجزرة الاعتصام إلى العدالة، إلا أن لجنة الاستاذ نبيل اديب، هي لجنة قانونية، مهتمة بتحقيق العدالة أكثر مما يقول الشارع، هذه اللجنة قابلت اكثر من 3000 شخص، وفحصت مئات الفيديوهات المتعلقة بقضية فض الاعتصام، والتحري منها، يؤكد ان هناك عقبات تقف أمام لجنة التحقيق في بداية عملها، أنها واجهت صعوبات ادارية في التمويل، بعض الاجراءات تاخذ وقت طويل، على الرغم من أنها غير ضرورية، من الصعوبات التي تواجه لجنة اديب، التشكيك في في نوايا اللجنة، واخيرا جاءت فترة الكورونا، أثرت علي سير العدالة، رغم انه اكد تسليم التقرير النهائي سوف يكون خلال اسبوعين، يشير خاطر أن لجنة التحقيق مهنية، لا يمكن تقديم تقارير لا تصل إلى المحكمة، الشارع العام يتطلع إلى نتائج عاطفية، يجب تقديم نتائج تساعد في محاكمة مرتكبي الجريمة.