لندن:صوت الهامش
قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية إن الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي متشبث بمنصبه، بينما حشود الشعب تصرخ له بالرحيل.
ورصدت المجلة تحلّق الزيمبابويين ليلة أمس الأول الأحد حول تلفزيون الدولة منتظرين الأخبار بشأن مصير موغابي؛ لكن الأخير بدلا من تقديم استقالته أظهر تشبثا مستميتا بالسلطة بعد 37 عاما فيها وجعل يتحدث عما ينعم به الزيمبابويون من السِلم وكيف تحتاج البلاد إلى إعادة التركيز في “موسم زراعي واعد”.
وأكدت الإيكونوميست أن حديث موجابي جاء مخيّبا لآمال أبناء شعبه في طول البلاد وعرضها؛ فلقد أعقبت خطابَ موجابي العبثي موجةٌ غير مسبوقة من ردّ فعل شعبي غاضب من الرئيس؛ وقد شهد يوم السبت احتشاد مئات الآلاف من الزيمبابويين في شوارع العاصمة هراري احتفالا بما بدا انقلابًا عسكريا ضد موغابي، والذي لا يزال الجيش يتظاهر بأنه ليس انقلابا؛ وفي يوم الأحد أقامت اللجنة المركزية في حزب “زانو بيه إف” الحاكم أهازيج الغناء والرقص معلنة عزل موجابي من قيادتها.
وعلى الرغم من ذلك، بحسب المجلة، فإن موغابي يصرّ على أنه سيرأس مؤتمرًا قادما للحزب؛ ولا يزال السؤال قائما عمّا إذا كان موجابي سيتنحى طواعية عن منصبه كرئيس لـزيمبابوي كما يقول البعض إن الرجل وافق على القيام بذلك، أم أنه سيُجبَر على ترك منصبه.
ورأت الإيكونوميست أن موغابي العنيد والخبيث في الـ 93 من عمره إنما يكسب وقتا على نحو “يترك الزيمبابويين في قلق شديد بشأن ما يتم تدبيره؟” كما يتساءل ديريك ماتيسزاك، الخبير في الشأن الزيمبابوي بمعهد الدراسات الأمنية في بريتوريا بجنوب أفريقيا.
ونبهت المجلة إلى أن أهم ورقة يلعب بها موغابي هي أن قادة الجيش الذين انتزعوا السيطرة على مجريات الأمور في البلاد قبل أقل من أسبوع يريدون من موجابي أن يوافق على الاستقاله حتى يضفوا غطاء من الشرعية على ما فعلوه؛ ويأمل هؤلاء لو أنهم استطاعوا مواصلة التظاهر بأن ما فعلوه ليس انقلابا بحيث تشاركهم دول الجوار والجهات المؤيدة لهم في هذا التظاهر بحيث يعترف هؤلاء بالنظام المقبل أيًا كان (لا سيما وأنه في ظل الحالة المتردية للاقتصاد الزيمبابوي فإن الحكومة المقبلة ستحتاج إلى مساعدة خارجية).
ولفتت الإيكونوميست إلى أن الجيش الزيمبابوي يقول إنه بصدد اعتقال “مجرمين” حول موغابي الذي بات قيد الإقامة الجبرية فيما يطوّق الجيش كبار الساسة المشتركين مع زوجته المسرفة جريس موغابي.
ورصدت المجلة فرحة الزيمبابويين برؤية موجابي ذليلا، وحتى أولئك الذين لا يثقون في الجيش يباركون أفعال الجيش. وقد ظهرت لافتات عديدة رفعتها الحشود المتظاهرة تعبر عن دعم كونستانتينو تشيونجا قائد الجيش وإمرسون منانجاجوا الذي كانت إقالته من منصبه كنائب للرئيس في وقت سابق من الشهر الجاري نذيرًا بوقوع انقلاب؛ ومن المتوقع أن ينتهي الحال بـ منانجاجوا إلى تولي حكم زيمبابوي.
ورأت الإيكونوميست أنه على الرغم من تظاهر موغابي بأنه لا يزال يسيطر على مجريات الأمور، إلا أن كلا من الجيش والحزب الحاكم يمارسان ضغوطا عليه، وإذا لم يتنح موجابي طواعية فإن إجراءات العزل قد تبدأ الثلاثاء مع انعقاد البرلمان، وحال تمرير إجراءات العزل سيجد موجابي نفسه خارج السلطة التي ستستقبل منانجاجوا الذي رشحته اللجنة المركزية بالحزب الحاكم للرئاسة في اجتماعها يوم الأحد؛ وبحسب الدستور، فإن آخر مَن تولى منصب نائب الرئيس (في هذه الحال هو فيليكيزيلا مفوكو) يتولى منصب الرئيس بشكل مؤقت ريثما يؤدي مرشح الحزب الحاكم (منانجاجوا) اليمين الدستورية كرئيس للبلاد.