مقبول الأمين (كوكامي)
إلى شهداء ثورة الحرية و الديمقراطية في الدولة السودانية ..
إلى الكنداكات و الشفاتات……
إلى شعب السودان النبيل …..
ظلمة الساسة و العسكر على السواء ….
……….. …….. ………. …….
إلى السودان الجديد …… الوطن الزي نقاتل لبنائه عسى أن يتسى لنا جميعآ …….
من أجل مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة……
إلى الكنداكا أنقون الديسمبرية ………..
مولودتي التي شرفتنا الحياة في العام 2021
يمر السودان بحالة من عدم التوازن، يمكن اعتبارها من أخطر حالات الانقسام السياسي التي مرت على البلاد منذ استقلالها عام 1956. وتتجلى هذه الحالة في بروز نوع من الانقسام على مستوى مؤسسة الحكم من جهة، وانقسام المعارضة من جهة أخرى.
شهد النظام السياسي السوداني صراعات في أغلب نظمه السياسية وخصوصاً في المراحل التي يوشك فيها النظام من الانتقال إلى مرحلة التحول الديمقراطي. ويكاد لا يخلو تاريخ الدولة السودانية الحديثة من الخلافات وأشكال التعددية المفروضة بفعل أيديولوجيا البعد القومي، ولكنها كانت مرحلية كالتناوب بين الانقسام والتوافق بسبب انعدام الديمقراطية الحقيقية.
المرحلة الحالية التي يعيشها السودان هي مرحلة مخاض التغيير ولذلك نجد أنّ التناقضات بين القوى الوطنية هي من نوع التناقضات الثانوية التي يجب أن تتوقف لبيان أسس التناقض القائم فيما بين الحكومة والمواطنين. وعلى هذا الأساس فإن القوى السياسية المعارضة والتي تعمل من أجل استرداد الديمقراطية بالطرق السلمية لم يمنعها ذلك من ظهور تباينات في داخلها من جهة وبينها وبين المعارضة المسلحة من جهة أخرى
اتسمت حالة الانقسام السياسي في السودان باختلال توازن النظام الاجتماعي، حيث برزت إلى السطح أزمة الهوية، التي جاءت كنتيجة حتمية لفشل حكومة الإنقاذ في تحقيق نوع من الاندماج السياسي والوطني لأسباب تتعلق بطبيعة التنظيم الإسلامي. فلم يتوازن هذا التنظيم طيلة عقدين من الزمان في إبراز هويته على حساب المكونات الأخرى. وأخذ يعبأ بخطر حمّل هذا التركيز في طياته ضرورة الارتكاز إلى قاعدة أخرى هي نقاء العرق مما عمل على إحتدام الصراع بشأن إعلاء تكوينات قبلية على أخرى. ثم وصل الأمر إلى التمييز بين هذه المجموعات على أساس قاعدة أخلاقية للمنتمين إلى العنصر الشريف ونبذ غيره من العناصر.
ما يجري الآن من حالة انقسام هي تتويج لعهد كامل من الخلافات المتراكمة التي واجهت الحالة السياسية السودانية في شكل النظام الحاكم كما في شكل المعارضة. وبالتالي فإنّ الانقسام لم يؤثر سلبا على المشروع الوطني فحسب، وإنما هدم ركيزة هامة كان يؤمل الوصول بها إلى تسوية سياسية، كما أثّر على فكرة المواطنة نتيجة لقمع الحقوق وغياب العدالة الاجتماعية. ولا زال الشعب السوداني يمعن النظر في مبادرة تلوح في الأفق لأي حلول عملية تنهي حالة الانقسام، وتبني بدلاً عنه أساسا يحترم التعدد على المستويين الاجتماعي والسياسي. ( منى عبدالفتاح – صحيفة العرب الاكترونية).
في الأعونة الأخيرة المضت، طرحت في الملعب السياسي السوداني بعض المبادرات المتقدمة في إرثاء سبل السلام و الإستقرار و مخاطبة جزور المشكلة السودانية و تجنب دوامة الحروب الزي لأزمت البلاد منز النشئ، فقطعآ ما قدمتها الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال من مسودة الإتفاق الإطاري لإيقاف الحرب و تحقيق السلام، في منبر جوبا التفاوضي مؤخرآ، و تم التحفظ علي بعض بنودها، و رفضها من قبل وفد الخرطوم المفاوض من غير اي مبررات عقلانية و موضوعية، تحمل في طيأتها إصلاحات شاملة فيما يتعلق بالسياسة و علاقة الدين بالدولة، و مسألة الأمن و إعادة هيكلة القوات النظامية، و الإصلاحات الإقتصادية، و القضايا الإنسانية و مسألة المواطنة المتساوية على اساس الحقوق و الواجبات.
نواصل …